الرئيسية / عربي وعالمي / 48 عاماً على حريق المسجد الأقصى

48 عاماً على حريق المسجد الأقصى

تمرّ‭ ‬اليوم‭ ‬الاثنين‭ ‬21‭ ‬أغسطس‭ ‬الذكرى‭ ‬الثامنة‭ ‬والأربعين‭ ‬على‭ ‬إحراق‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬المُبارك،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬عام‭ ‬1969،‭ ‬حيث‭ ‬أقدم‭ ‬المتطرف‭ ‬اليهودي‭ ‬مايكل‭ ‬دينس‭ ‬روهن‭ ‬على‭ ‬إشعال‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬الجناح‭ ‬الشرقي‭ ‬للمسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬وأكلت‭ ‬النيران‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬محتويات‭ ‬الجناح،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬منبره‭ ‬التاريخي‭ ‬المعروف‭ ‬بمنبر‭ ‬صلاح‭ ‬الدين،‭ ‬فيما‭ ‬هدد‭ ‬الحريق‭ ‬قبة‭ ‬المسجد‭ ‬الأثرية‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬الفضة‭ ‬الخالصة‭.‬
ومن‭ ‬ضمن‭ ‬المعالم‭ ‬التي‭ ‬تضررت‭ ‬بفعل‭ ‬هذا‭ ‬الحريق،‭ ‬مسجد‭ ‬عمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬سقفه‭ ‬من‭ ‬الطين‭ ‬والجسور‭ ‬الخشبية،‭ ‬ويمثل‭ ‬ذكرى‭ ‬دخول‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬وفتحها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تخريب‭ ‬محراب‭ ‬زكريا‭ ‬المجاور‭ ‬لمسجد‭ ‬عمر،‭ ‬ومقام‭ ‬الأربعين‭ ‬المجاور‭ ‬لمحراب‭ ‬زكريا،‭ ‬وثلاثة‭ ‬أروقة‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬سبعة‭ ‬أروقة‭ ‬ممتدة‭ ‬من‭ ‬الجنوب‭ ‬إلى‭ ‬الشمال‭ ‬مع‭ ‬الأعمدة‭ ‬والأقواس‭ ‬والزخرفة،‭ ‬وجزء‭ ‬من‭ ‬السقف‭ ‬الذي‭ ‬سقط‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬خلال‭ ‬الحريق،‭ ‬وعمودي‭ ‬مع‭ ‬القوس‭ ‬الحجري‭ ‬الكبير‭ ‬بينهما‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬المسجد،‭ ‬و74‭ ‬نافذة‭ ‬خشبية‭ ‬وغيرها‭.‬
كما‭ ‬تضررت‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬القبة‭ ‬الداخلية‭ ‬المزخرفة‭ ‬والجدران‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وتحطمت‭ ‬48‭ ‬نافدة‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬الجبص‭ ‬والزجاج‭ ‬الملون،‭ ‬واحترقت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الزخارف‭ ‬والآيات‭ ‬القرآنية‭.‬
وما‭ ‬زالت‭ ‬ذاكرة‭ ‬الشيخ‭ ‬عكرمة‭ ‬صبري،‭ ‬تختزن‭ ‬جيدا‭ ‬مشاهد‭ ‬ألسنة‭ ‬الحريق،‭ ‬وهي‭ ‬تتصاعد‭ ‬من‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬القدس،‭ ‬وصدح‭ ‬مكبرات‭ ‬صوت‭ ‬المسجد،‭ ‬بدعوة‭ ‬السكان‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬إطفائه‭.‬
ويقول‭ ‬الشيخ‭ ‬صبري،‭ ‬وهو‭ ‬خطيب‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬لوكالة‭ ‬‮«‬الأناضول‮»‬‭ ‬التركية‭: ‬‮«‬كانت‭ ‬الساعة‭ ‬قرابة‭ ‬السابعة‭ ‬صباحا‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬21‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬1969،‭ ‬شاهدنا‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬ألسنة‭ ‬النيران‭ ‬وهي‭ ‬تتصاعد‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬المنبر‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬القِبْلي‭ ‬المسقوف،‭ ‬وبالتزامن‭ ‬كانت‭ ‬مكبرات‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬تستنجد‭ ‬بالناس‮»‬‭.‬
في‭ ‬حينه،‭ ‬كان‭ ‬صبري‭ ‬يعمل‭ ‬مدرسا‭ ‬في‭ ‬ثانوية‭ ‬الأقصى‭ ‬الشرعية،‭ ‬الموجودة‭ ‬داخل‭ ‬المسجد،‭ ‬ولكن‭ ‬نظرا‭ ‬لأن‭ ‬الحريق‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬عطلتها‭ ‬الصيفية‭.‬
وقال‭ ‬صبري،‭ ‬الذي‭ ‬يشغل‭ ‬أيضا‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬الإسلامية‭ ‬العليا‭: ‬‮«‬ركضنا‭ ‬إلى‭ ‬المسجد‭ ‬رجالا‭ ‬وشيوخا‭ ‬ونساء‭ ‬وأطفالا‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬إطفاء‭ ‬الحريق‭ .. ‬كان‭ ‬المشهد‭ ‬مروعا‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬النيران‭ ‬كانت‭ ‬تتسع‭ ‬بسرعة‭ ‬في‭ ‬المسجد‮»‬‭.‬
وأضاف‭: ‬‮«‬بداية‭ ‬تمت‭ ‬محاولة‭ ‬إطفاء‭ ‬الحريق‭ ‬بطرق‭ ‬بدائية،‭ ‬حيث‭ ‬اصطف‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬لنقل‭ ‬التراب‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لإطفاء‭ ‬الحريق،‭ ‬الذي‭ ‬أتى‭ ‬بداية‭ ‬على‭ ‬منبر‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبي‭…‬كان‭ ‬الناس‭ ‬ينقلون‭ ‬التراب‭ ‬والمياه‭ ‬من‭ ‬رجل‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬الحريق‮»‬‭.‬
وتابع‭:‬‮»‬‭ ‬كان‭ ‬الناس‭ ‬غاضبون،‭ ‬كانوا‭ ‬ينقلون‭ ‬التراب‭ ‬وهم‭ ‬يهللون‭ ‬ويكبرون‭ ‬ويبكون‭ ‬على‭ ‬الأقصى‭ ‬ويهتفون‭ ‬ضد‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‮»‬‭.‬
وأشار‭ ‬الشيخ‭ ‬صبري‭ ‬إلى‭ ‬إن‭ ‬الوضع‭ ‬استمر‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحال،‭ ‬حتى‭ ‬وصول‭ ‬سيارات‭ ‬الإطفاء‭ ‬من‭ ‬مدن‭ ‬الخليل‭ ‬وبيت‭ ‬لحم‭ (‬جنوبي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭) ‬ورام‭ ‬الله‭ (‬وسط‭ ‬الضفة‭) ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عرقلت‭ ‬وصول‭ ‬سيارات‭ ‬الإطفاء،‭ ‬حسب‭ ‬تأكيده‭.‬
وقال‭ : ‬‮«‬حين‭ ‬وصول‭ ‬سيارات‭ ‬الإطفاء‭ ‬كانت‭ ‬النيران‭ ‬قد‭ ‬أتت‭ ‬على‭ ‬الجزء‭ ‬الشرقي‭ ‬من‭ ‬المسجد،‭ ‬سقفه‭ ‬وأروقته‭ ‬ونوافذه،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المنبر‭ ‬والمحراب‭ ‬والسجاد‭ ‬والمصاحف‮»‬‭.‬
وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الهيئة‭ ‬الإسلامية‭ ‬العليا‭ (‬غير‭ ‬حكومية‭) ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬يوم‭ ‬الحريق،‭ ‬مؤتمرا‭ ‬صحفيا‭ ‬وجهت‭ ‬فيه‭ ‬الاتهام‭ ‬إلى‭ ‬السلطات‭ ‬المحتلة‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬عن‭ ‬الحادث‭.‬
وقال‭: ‬‮«‬عند‭ ‬صلاة‭ ‬العصر،‭ ‬حمل‭ ‬السكان‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬منبر‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬المحترق‭ ‬وتظاهروا‭ ‬ضد‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‮»‬‭.‬
آنذاك‭ ‬تم‭ ‬توجيه‭ ‬الاتهام‭ ‬إلى‭ ‬مايكل‭ ‬روهان،‭ ‬اليهودي،‭ ‬استرالي‭ ‬الجنسية،‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬عن‭ ‬إضرام‭ ‬الحريق،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إلقاء‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلطات‭ ‬الإسرائيلية‭.‬
ولكن‭ ‬الشيخ‭ ‬صبري‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬قاموا‭ ‬بالحريق‭ ‬هم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شخص‭.‬
وقال‭: ‬‮«‬كانت‭ ‬المواد‭ ‬شديدة‭ ‬الاشتعال،‭ ‬هذه‭ ‬مواد‭ ‬لم‭ ‬تتوفر‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬بحوزة‭ ‬أفراد،‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬إلا‭ ‬لدى‭ ‬الجيوش‭ ‬والدول،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فان‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬هي‭ ‬المخططة‭ ‬للحريق‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬زودت‭ ‬المجرمين‭ ‬لتنفيذ‭ ‬جريمتهم،‭ ‬وان‭ ‬الذين‭ ‬قاموا‭ ‬بالجريمة‭ ‬هم‭ ‬مجموعة‭ ‬وليس‭ ‬شخصا‭ ‬واحدا‮»‬‭.‬
وأضاف‭: ‬‮«‬لكن‭ ‬الذي‭ ‬أُلقي‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬واحد،‭ ‬وهو‭ ‬المدعو‭ ‬مايكل‭ ‬دينيس‭ ‬روهان،‭ ‬وقيل‭ ‬انه‭ ‬استرالي‭ ‬الجنسية،‭ ‬فان‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬استراليا‭ ‬بمعنى‭ ‬انه‭ ‬اجنبي،‭ ‬فكيف‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المواد،‭ ‬ولماذا‭ ‬جاء‭ ‬للتنفيذ؟،‭ ‬ومعنى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬خُطط‭ ‬له‭ ‬ودُفع‭ ‬لأن‭ ‬يقوم‭ ‬بهذه‭ ‬الجريمة‭ ‬النكراء‮»‬‭.‬
وتابع‭ ‬الشيخ‭ ‬صبري‭: ‬‮«‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الذين‭ ‬قاموا‭ ‬بالعمل‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬أن‭ ‬مواقع‭ ‬الحريق‭ ‬كانت‭ ‬متعددة،‭ ‬ولكن‭ ‬المجرم‭ ‬بدأ‭ ‬باستهداف‭ ‬المنبر‭ ‬الذي‭ ‬يرمز‭ ‬إلى‭ ‬تحرير‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‮»‬‭.‬
لاحقا،‭ ‬قضت‭ ‬محكمة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬بعدم‭ ‬أهلية‭ ‬روهان‭ ‬العقلية،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تبعده‭ ‬إلى‭ ‬أستراليا‭ ‬عام‭ ‬1974،‭ ‬وأعلنت‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬استرالية‭ ‬وفاته‭ ‬عام‭ ‬1995‭.‬
وعلى‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬انشغلت‭ ‬طواقم‭ ‬دائرة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬القدس،‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الأردنية،‭ ‬بعمليات‭ ‬ترميم‭ ‬واسعة‭ ‬للمسجد‭.‬
واعتبرت‭ ‬الهيئة‭ ‬الإسلامية‭ ‬المسيحية‭ ‬لنصرة‭ ‬القدس‭ ‬والمقدسات‭ ‬اليوم‭ ‬الاثنين،‭ ‬بمناسبة‭ ‬الذكرى‭ ‬الـ‭ ‬48‭ ‬لحريق‭ ‬‮«‬الأقصى‮»‬،‭ ‬الجرائم‭ ‬والاقتحامات‭ ‬اليومية‭ ‬وما‭ ‬تمارسه‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬من‭ ‬تهويد‭ ‬بإقامة‭ ‬البؤر‭ ‬الاستيطانية‭ ‬وحفر‭ ‬الانفاق‭ ‬ومنع‭ ‬المصلين‭ ‬هو‭ ‬استمرار‭ ‬للجريمة‭ ‬الكبيرة‭ ‬والتي‭ ‬تمثلت‭ ‬بحرق‭ ‬المسجد‭ ‬المبارك‭.‬
وأشارت‭ ‬الهيئة‭ ‬في‭ ‬بيانها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نيران‭ ‬الحريق‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬مستعرة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬كل‭ ‬مسلم‭ ‬غيور‭ ‬لن‭ ‬يخمده‭ ‬إلا‭ ‬تحرير‭ ‬القدس‭ ‬وعودة‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬للأمة‭ ‬الإسلامية‭.‬
من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للهيئة‭ ‬الدكتور‭ ‬حنا‭ ‬عيسى‭: ‬‮«‬إن‭ ‬إحراق‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬المبارك‭ ‬كان‭ ‬البداية‭ ‬لمخطط‭ ‬شامل‭ ‬وخطير‭ ‬لتهويد‭ ‬المسجد‭ ‬والاستيلاء‭ ‬الكامل‭ ‬عليه،‭ ‬لتتبين‭ ‬خيوط‭ ‬المؤامرة‭ ‬بشكل‭ ‬علني‭ ‬وصريح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعوة‭ ‬لفتح‭ ‬بوابات‭ ‬المسجد‭ ‬أمام‭ ‬اليهود‭ ‬وتقسيمه‭ ‬زمانياً‭ ‬ومكانياً،‭ ‬ومحاولة‭ ‬فرض‭ ‬البوابات‭ ‬الالكترونية‭ ‬على‭ ‬بواباته،‭ ‬معتبراً‭ ‬جريمة‭ ‬حرق‭ ‬المسجد‭ ‬المبارك‭ ‬ليست‭ ‬الجريمة‭ ‬الوحيدة‭ ‬بحق‭ ‬المسجد‭ ‬والاعتداء‭ ‬على‭ ‬حرمة‭ ‬المقدسات‭ ‬ودور‭ ‬العبادة‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬الشريف،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬تهويدي‭ ‬كبير‭ ‬يستهدف‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬بأكملها‭ ‬دون‭ ‬اعتبار‭ ‬لحرمة‭ ‬المقدسات‭ ‬الاسلامية‭ ‬والمسيحية‭ ‬فيها‮»‬‭.‬
وأضاف‭: ‬‮«‬أن‭ ‬الجريمة‭ ‬بحق‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬وباقي‭ ‬المقدسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والمسيحية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬المحتلة‭ ‬مستمرة‭ ‬باختلاف‭ ‬مسمياتها‭ ‬وتفاصيلها،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والمتطرفين‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذه‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬وساق‭ ‬لهدم‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬وإقامة‭ ‬الهيكل‭ ‬المزعوم‭ ‬على‭ ‬أنقاضه،‭ ‬وتهويد‭ ‬المدينة‭ ‬المقدسة‭ ‬وصبغها‭ ‬بطابع‭ ‬يهودي‭ ‬غريب‭ ‬عن‭ ‬عروبتها‭ ‬وقدسيتها،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تهجير‭ ‬سكانها‭ ‬المقدسيين‭ ‬وتوطين‭ ‬المستوطنين‭ ‬فيها‭.‬‮»‬
وقال‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬مفتي‭ ‬القدس‭ : ‬إن‭ ‬حريق‭ ‬المسجد‭ ‬الاقصى‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬نستمرا‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭.‬
من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬سفير‭ ‬جيبوتي‭ ‬لدى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬ضياءالدين‭ ‬بامخرمة،‭ ‬حريق‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬شرارة‭ ‬مازالت‭ ‬حرائقها‭ ‬ملتهبة‭ ‬تستهدف‭ ‬تمزيق‭ ‬كيان‭ ‬أمة‭ ‬وبث‭ ‬الفتن‭ ‬بين‭ ‬شعوبها‭ ‬حتى‭ ‬يحقق‭ ‬الإرهابي‭ ‬الجاني‭ ‬مبتغاه‭ ‬بإزالة‭ ‬المقدسات‭.‬
الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬منذ‭ ‬وقوعه‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم،‭ ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬الاعتداءات‭:‬
7يونيو‭ ‬1967‭: ‬احتلال‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ .‬
21‭ ‬أغسطس‭ ‬1969‭: ‬إحراق‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬اليهودي‭ ‬الأسترالي‭ ‬مايكل‭ ‬دينس‭ ‬روهان‭.‬
11‭ ‬أبريل‭ ‬1982‭: ‬جندي‭ ‬إسرائيل‭ ‬يطلق‭ ‬النار‭ ‬بشكل‭ ‬عشوائي‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬فلسطينيين‭ ‬اثنين‭ ‬وإصابة‭ ‬6‭ ‬آخرين‭.‬
10‭ ‬أكتوبر‭ ‬1990‭: ‬مقتل‭ ‬21‭ ‬فلسطينيا‭ ‬وإصابة‭ ‬150‭ ‬خلال‭ ‬تصدي‭ ‬لمحاولة‭ ‬جماعات‭ ‬يهودية‭ ‬وضع‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬للهيكل‭ ‬في‭ ‬المسجد‭.‬
25‭ ‬سبتمبر‭ ‬1996‭: ‬افتتاح‭ ‬نفق‭ ‬أسفل‭ ‬الجدار‭ ‬الغربي‭ ‬للمسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬يوصل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬طريق‭ ‬الآلام،‭ ‬وساحة‭ ‬البراق،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬اندلاع‭ ‬هبة‭ ‬جماهيرية‭ ‬عمت‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬استمرت‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬قتل‭ ‬خلالها‭ ‬63‭ ‬فلسطينيا‭ ‬وأصيب‭ ‬1600‭.‬
28‭ ‬سبتمبر‭ ‬2000‭: ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الأسبق‭ ‬أرئيل‭ ‬شارون‭ ‬يقتحم‭ ‬ساحات‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬ليطلق‭ ‬شرارة‭ ‬انتفاضة‭ ‬الأقصى‭ ‬الثانية‭.‬
20‭ ‬أغسطس‭ ‬2003‭: ‬الشرطة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تفتح‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واحد‭ ‬أمام‭ ‬اقتحامات‭ ‬المستوطنين‭ ‬رغم‭ ‬احتجاج‭ ‬دائرة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الإسلامية‭.‬
6‭ ‬فبراير‭ ‬2007‭: ‬السلطات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تشرع‭ ‬بهدم‭ ‬طريق‭ ‬تلة‭ ‬المغاربة‭ ‬المؤدي‭ ‬إلى‭ ‬المسجد‭ ‬باب‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬الجدار‭ ‬الغربي‭ ‬للمسجد‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬مواجهات‭ ‬فلسطينية‭-‬إسرائيلية‭.‬
13‭ ‬يونيو‭ ‬2014‭: ‬إصابة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬مصليا‭ ‬في‭ ‬ساحات‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬بعد‭ ‬احتجاجات‭ ‬على‭ ‬الاقتحامات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لساحات‭ ‬المسجد‭.‬
13‭ ‬أغسطس‭ ‬2014‭: ‬رئيسة‭ ‬لجنة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬الكنيست‭ ‬ميري‭ ‬ريغيف‭ ‬تعلن‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬‮«‬إتاحة‭ ‬إمكانية‭ ‬الصلاة‭ ‬في‭ ‬جبل‭ ‬الهيكل‭ (‬التسمية‭ ‬اليهودية‭ ‬للمسجد‭ ‬الأقصى‭) ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬ذلك‮»‬‭.‬
13‭ ‬نوفمبر‭ ‬2014‭: ‬اجتماع‭ ‬ثلاثي‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الأردنية‭ ‬عمان‭ ‬بمشاركة‭ ‬العاهل‭ ‬الاردني‭ ‬الملك‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الثاني‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬جون‭ ‬كيري‭ ‬ورئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬لبحث‭ ‬تهدئة‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭.‬
9‭ ‬سبتمبر‭ ‬2015‭: ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬موشيه‭ ‬يعالون‭ ‬يعلن‭ ‬حظر‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بتجمع‭ ‬‮«‬المرابطين‭ ‬والمرابطات‮»‬،‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭.‬
13‭ ‬سبتمبر‭ ‬2015‭: ‬تصاعد‭ ‬الاقتحامات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬للمسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬مواجهات‭ ‬عنيفة‭ ‬بين‭ ‬الشبان‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وقوات‭ ‬الشرطة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ما‭ ‬فجر‭ ‬الهبة‭ ‬الجماهيرية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مطلع‭ ‬شهر‭ ‬اكتوبر‭ ‬الماضي‭.‬
14‭ ‬يوليو‭ ‬2017‭: ‬إغلاق‭ ‬المسجد‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬ومنع‭ ‬الصلاة‭ ‬فيه‭ ‬لمدة‭ ‬يومين‭ ‬كاملين‭ ‬ووضع‭ ‬بوابات‭ ‬الكترونية‭ ‬على‭ ‬مداخل‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬وجسور‭ ‬معدنية‭ ‬لتركيب‭ ‬كاميرات،‭ ‬لكن‭ ‬تمت‭ ‬إزالتها‭ ‬جميعا‭ ‬بعد‭ ‬احتجاجات‭ ‬فلسطينية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬استمرت‭ ‬نحو‭ ‬الأسبوعين‭.‬
27‭ ‬يوليو‭ ‬2017‭: ‬الشرطة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تهاجم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬دخلوا‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬بهدف‭ ‬الاحتفال‭ ‬بإعادة‭ ‬فتحه،‭ ‬وبإزالة‭ ‬البوابات‭ ‬الالكترونية،‭ ‬ما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬إصابة‭ ‬العشرات‭.‬

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*