عند استيقاضي في الصباح كان الفرحة تغمرٌني ؛ حان موعد عودتك وكنت بقمةِ سعادتي رغم أنه لم يخطر ببالي أنني سأبكي دماً حين معرفتي برحيلك عنّي لم اتقبل أمر ( موتك ) فصارخت بأعلى صوتي ” والدي لم يرحل ، لم يمت ” وكنت اسمع صراخهم اجل قد رحل وانا ابتسم واقول سوف يعود أظن انه سيحدث ما قاله, ضحكت وبكيت وضحكت على دموعهم كنت انتظر عودتك كي ارى اوجههم حين يعلموا ان كل هذا مجرد كذب وانه كالحلم البشّع!
انتظرت وانتظرت واتى الليل ولم تعٌد كما قلت، بعدها رأيت دموع امي وزوجة ابي سمعت صراخِ رأيت دموع اخوتي فركضت مسرعه عند سماع صوت الباب ظناً بأنه سيكون والدي اتى وصدمت وقتها بدموع عمي ونظرته و مسحت يده على رأسي وقوله: بالجنة يارب ،بكيت حِينها أصابني الألم و شعرت بكسر كبير رأيت جميع احلامي تتحطم امامي بلحظه فقط، هل يعقل بلحظه فقط! جميع احلامك تحطم بكيت وقتها بحرقه كنتُ كالتائهه لا اعلم ما الذي سأفعله ذهبت جرياً الى غرفة والدي اخذت بوسادته بين يدي وشممت رائحته فصااااااارخت بأعلى صوتي والدي”بابا” عُد عُد انت وعدتني بالبقاء كيف لك ان ترحل؟؟ بعدها لم اشعر بالذي فعلته فرأيت الدماء على الارض ونظرت الى يدي ووجدت جرحاً ينزف بغزاره لم اهتم وبقيت اكسر واصارخ لم اشعر وقتها بألم يدي شعرت بكسري بألم وحدتي حتى سقطت على الارض واخذني اخي الى المستشفى رأيت دموع اخي والطبيب الذي يعالجني علماً بأنه كان صديق والدي ويعرفني دائما اذهب ويراني مع والدي ،عند عودتي رأيت منزلنا عبارة عن لون اسود رأيت رجالٍ يبكون والزحمه تلك ؟؟ عمري لم ارها من قبل فبكييييييييت وبكييييييييييت وبعدها غفيت على فراش والدي استيقظت على صوت المؤذن “الله اكبر” خرجت من غرفته للوضوء بعدها رأيت البكاء وما زال موجود اخبروني ان والدتي بالمستشفى لم اهتم لأني لم اشعر بشيء كنت بألم لم يشعر به احد بعدها: هل الصباح وكنت اقرأ ايات الله واسمع صوت عمي يقول لا تخبروهم خرجت فرأيتهم ذاهبين الى والدي علماً بوصوله بسيارة اسعاف ذهبت مسرعه وقلت سأذهب معكم رفضوا فصارخت اريد الذهاب اخذوني وكنت فرحه ظناً اني سأراه حياً عند وصولي رأيت بكاء وسمعت صراخ شعرت بالخوف وكان كل همي حضنه عند دخولي رأيته مستلقياً على الفراش مكفّن لم ارى سوا وجهه مبتسم بكيت ألماً وصارخت همست بأذنه قائله ل……………… حاولت فكه اخذت متمسكه بحبل او لا اعلم ماهو اريد ان اوسع عليه لا يحب الضيقه ابداً اخرجوني وانا بحاجته لم يتركوني وقتاً كافياً عدت الى المنزل وبكيت حتى نشفت عيناي لم انسى مظهره ابداً بعدها اتو الاطفال قائلين صديقتك تريدك خرجت ورايتها فحظنتني وبكيت مع ذالك كنت اتظاهر بالقوة امامها وكانت تحاول ان تجعلني ابتسم وانا بقمةِ وجعي مسكت هاتفي للأتصال بوالدي وكان لدي امل انه سيجيب واجاب قائلا “الله يرحمه” علماً بأن الهاتف كان عند السائق بعدها رأيت التعزيات بالهاتف فبكييييييييييت لم اجيب على احد الا بعد فتره ، و الى الآن لا يزال هذا الجرح و الألم و الحزن و البكاء و زحمة المشاعر جميعها استوطنّتني مهما أكبر و ابلغ من عُمري أعواماً لا تزال هذه الدنيا قاسيه و الحياة فيها أشبه بالموت ، ا يزال لِحكي المشاعر بقية و لكن ملامح اوجهنا تظهرها جيداً ..
بقلم : مرام المجهول