يشكل تزايد عدد تطبيقات الهواتف الذكية التي تتيح إجراء المكالمات الصوتية مصدر حرج لشركات الاتصالات المحلية، بعد أن نافست هذه البرامج سابقا خدمة الرسائل النصية وأسهمت في خفض العائد منها بنحو 70 في المائة.
ويحتل تطبيق ‘واتساب’ المرتبة الأولى في الاستخدام بين تطبيقات التواصل في السعودية، حيث يستخدمه حاليا نحو 20 مليون مستخدم، ما يعني أن تفعيل المكالمات الصوتية الذي أعلنته شركة ‘فيسبوك’ مالكة التطبيق أخيرا سيؤثر سلبا وبشكل كبير في عوائد شركات الاتصالات المحلية من المكالمات.
وذكر لـ ‘الاقتصادية’ مصدر يعمل في شركة اتصالات أن شركات القطاع تتجه إلى تغيير خطة عملها الرئيسة، تحسبا لتوسع استخدام تطبيقات التواصل عبر الهواتف الذكية.
وأضاف المصدر الذي تحدث للصحيفة مفضلا عدم الإفصاح عن اسمه ‘أصبحت الشركات تعتمد على تطوير خدمات الإنترنت لتصبح النواة الرئيسة لاستثماراتها’، مضيفا أنها تتجه إلى تحويل المكالمات الصوتية إلى مصدر دخل إضافي بعد أن كان أساسيا. واستبعد المصدر أن توقف شركات الاتصالات خدمة المكالمات الصوتية، وأضاف ‘تقديم خدمات الإنترنت هو مستقبل شركات الاتصالات ومصدر تنافسها.. سنشهد في الفترات المقبلة عروضا تختص بشبكات البيانات’.
وذكر أن الشركات تتنافس حاليا على تقديم أفضل الخدمات، وقال ‘الملحوظ الآن التنافس على تقديم خدمات وعروض على باقات الإنترنت’. من جهته أوضح المهندس ياسر الرحيلي مختص تقنية المعلومات أن شركات الاتصالات لن تتأثر بدخول برامج المحادثات الصوتية، وقال ‘شركات الاتصالات في المستقبل القريب لن تعتمد على الاتصال كمصدر ربحي أساسي لها’. وأضاف الرحيلي ‘ستعتمد الشركات على خدمات الإنترنت التي تقدمها كمصدر
أساسي والاتصال بطريقته الحالية كمصدر ثانوي’. وذكر المختص في تقنية المعلومات أنه مع التطورات المتلاحقة في القطاع أصبحت الشبكات أكثر اعتمادا على تقديم الإنترنت، مضيفا ‘في المستقبل ستكون أغلب الاتصالات عبر التطبيقات الحديثة، وستكون منافسة شركات الاتصال على تقديم خدمات الإنترنت’.
وعن توجه الشركات للاستثمار في تطبيقات وبرامج التواصل قال ‘لا يمنع أن يكون ذلك مستقبلا لكن الآن لم تسجل أي شركة اتصالات عالمية أي استثمار في أي برنامج’. وأضاف ‘جميع هذه البرامج استثمرت من قبل شركات تقنية كـ ‘فيسبوك’ في ‘واتساب’ و’مايكرسوفت’ في ‘سكايب’ وغيرها’.
وذكر الدكتور ماجد السقاف خبير ومستشار تقنية معلومات أن تفعيل المكالمات الصوتية في ‘واتساب’ له تأثير في اتجاهات سلبية وإيجابية.
وأضاف ‘من الناحية الإيجابية سيكون هناك تنافس قوي بين مزودي الخدمات بتقديم أفضل الخدمات للإنترنت وأسرعها والتنافس في العروض عليها، لتصبح مصدر الدخل الرئيس لها’.
وهل هناك توجه لمنع تفعيل هذه الخدمات في السعودية؟ قال السقاف إنه لا يمكن اتخاذ خطوة كهذه خاصة أن البرامج متعددة وتقدم الخدمات نفسها. واستبعد أن تتجه شركات الاتصالات لعقد شراكات مع تطبيقات التواصل، وقال ‘من غير المجدي أن تعقد شراكات في ظل وجود أكثر من مزود خدمة، فالتنافس الآن في تقديم الخدمات المتطورة بالإنترنت’.