قضت محكمة في السعودية، أمس، بالسجن 26 سنة، لسعودي أدين بالمساهمة في نشر الرسائل الصوتية لقائد تنظيم القاعدة بالسعودية، القتيل عبد العزيز المقرن، وذلك عبر إيصالها إلى قناة “الجزيرة”، التي بثت تلك المقاطع المرئية، كما وفّر مأوى سكنيا في المنطقة الشرقية والغربية بالمملكة، لإيواء الهاربين من عناصر التنظيم بعد ملاحقتهم من قبل السلطات الأمنية في العاصمة الرياض، بينما أدين سعودي آخر حكم عليه بالسجن 23 سنة، لتكفيره الأمة الإسلامية من العهد الأموي حتى عهد الدولة السعودية الثالثة.
وفقا لما نشرته صحيفة الشرق الأوسط فإن المدان الذي حكم عليه بالسجن 26 سنة والمنع من السفر مددا مماثلة لسجنه، أقر بتواصله مع تنظيم القاعدة في السعودية، والالتقاء بهم وتسهيل أمورهم، وتنسيق الاجتماعات بينهم، والعمل معهم على خدمة التنظيم الإرهابي، مشيرا إلى أنه اشترك مع عناصر التنظيم في تمويل الإرهاب. واعترف المدان بأنه دعم تنظيم القاعدة إعلاميا، حيث شارك في إيصال أقراص مدمجة (سي دي)، تحتوي على مادة إعلامية بصوت عبد العزيز المقرن، قائد تنظيم القاعدة بالسعودية (قتل في مواجهات أمنية في يونيو/ حزيران 2004 بالرياض)، إلى قناة «الجزيرة» الإخبارية في قطر، ومن ثم بثها من خلال تلك القناة، وذلك بالتنسيق والترتيب مع القتيل المقرن. يذكر أن أحد عناصر تنظيم القاعدة بالسعودية (صدر بحقه حكم شرعي في 2014)، أدين بتواصله مع أحد الصحافيين بقناة «الجزيرة» سابقا، عبر الإنترنت لغرض خدمة تنظيم القاعدة إعلاميا، وطلب منه إرسال أخبار المقاتلين في حركة طالبان والحصول على أجهزة من دولة الإمارات لاستخدامها في خدمة تنظيم القاعدة وتحقيق أهدافه وربطه ذلك الصحافي مع القتيل عبد العزيز المقرن، زعيم التنظيم آنذاك.
كما أقر المدان باستئجار شقتين في الأحساء ومكة المكرمة، لإيواء عناصر تنظيم القاعدة، الهاربين من مدينة الرياض، من أجل مساعدتهم في التخفي عن رجال الأمن، وذلك بعد تضييق الخناق عليهم، ومطاردتهم من قبل السلطات الأمنية، بعد أن كشفت عددا من المواقع التي كانوا يختبئون فيها، وتضمنت منازل وشققا سكنية، وكذلك استراحات في خارج الأحياء السكنية.
وسعى المدان لمساعدة أعضاء تنظيم القاعدة وتقديم الخدمات لهم، وتسهيل جميع متطلباتهم، وذلك من خلال عقد اللقاءات بينه وآخرين يصنفون بـ«القياديين»، من أجل التباحث في أوضاع التنظيم، ووضع الخطط المناسبة لاستمرار لأعمالهم الإجرامية. وكلّف المدان أحد المطلوبين، بناء على طلب زعيم التنظيم القتيل المقرن، بالترصد لإحدى الشركات البترولية الأجنبية في دولة خليجية، وذلك من أجل تنفيذ مخططات إرهابية، بينما اشترك المدان في جريمة تزوير، وذلك عبر تزويد أحد أعضاء التنظيم ببطاقة أحوال شخصية (هوية وطنية)، لا تخصه، من أجل تزويرها، ووضع الصورة الشخصية للمدان، لاستخدامها في تنقلات وأعمال التنظيم.
من جهة أخرى، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض – أخيرا – حكما بالسجن 23 سنة، على مدان آخر، لتكفيره الأمة الإسلامية كافة من عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك حتى العهد الحالي، ودعوته عددا من الموقوفين معه إلى بدعته وضلالته.
وأقر المدان، وهو سعودي الجنسية، خلعه بيعة ولي الأمر، ومبايعته أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الأم في أفغانستان، وتأكيده على جواز الأعمال العسكرية والحربية التي يقوم بها التنظيم في السعودية.
بينما أوصت المحكمة الجهات المختصة بعرض المدان على عدد من أهل العلم المتخصصين، لبيان الحق والمنهج الشرعي الصحيح للمدان.