انطلقت في العاصمة التايلاندية بانكوك اليوم رسميا اعمال الدورة السابعة لاجتماع الطاولة المستديرة لوزراء طاقة دول آسيا بمشاركة وفد كويتي يترأسه وزير النفط ووزير الكهرباء والماء عصام المرزوق.
وقال نائب رئيس الوزراء التايلاندي براجين جونتونغ في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية ان دول آسيا تعتبر واحدة من الاقاليم الاكثر استهلاكا للطاقة في العالم اذ يبلغ استهلاكها نحو ثلثي استهلاك العالم من الطاقة وذلك بسبب نمو الاقتصادات الكبرى مثل الصين والهند والتنمية الاقتصادية المتسارعة في دول جنوب شرق آسيا.
واضاف جونتونغ “في الوقت الراهن يأتي معظم النمو في استهلاك الطاقة من الدول المتطورة وخصوصا الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الامر الذي ينتج عن ارتفاع عدد السكان والهجرة ومظاهر التمدن وتحسن أنماط الحياة”.
وذكر ان دول آسيا تمتلك مصادر واسعة للطاقة بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي ما يؤكد أهمية دول الإقليم في سوق الطاقة الدولية مبينا انه “يتعين علينا ان نلعب دورا رياديا في تشكيل اتجاهات الطاقة العالمي في هذا القرن الذي يعرف بالقرن الآسيوي”.
من جانب آخر ذكر جونتونغ انه بحسب توقعات وكالة الطاقة الدولية فإن الطلب على الطاقة الدولية سيرتفع في عام 2040 بواقع 30 في المئة اذ ستأتي اكبر امداداتها من الطاقة المتجددة التي يتوقع ان تسهم في انتاج 60 في المئة من الطاقة معظمها من الرياح والطاقة الشمسية.
وقال “بالنسبة للوقود الأحفوري يتوقع تسارع نمو الغاز الطبيعي ومن هذا التوجه نتحرك تجاه عصر جديد من التحول في مجال الطاقة يحول العالم من عالم مدفوع بالوقود الأحفوري الى عالم تهيمن عليه الطاقة النظيفة”.
كما تطرق الى التغيرات والتحديات التي مر بها قطاع الطاقة في العالم لاسيما فيما يتعلق بالتغير المناخي مبينا ان اتفاقية باريس للتغير المناخي أثرت بشكل مباشر على قطاع الطاقة اذ ان ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تأتي من هذا القطاع.
وبين انه “لذلك اهتمت العديد من الدول بتحويل اقتصادها نحو الاقتصاد الأخضر وذلك من خلال التركيز على ايجاد خيارات للطاقة الجديدة والمستدامة”.
من جهة اخرى قال جونتونغ “ان تطور التقنيات بشكل متسارع اوجد تقنيات تخريبية في قطاع الطاقة ليس في المركبات الكهربائية وأنظمة تخزين الطاقة فحسب بل في تطور تقنيات الطاقة المتجددة التي تساعد على خفض تكاليف الاستثمارات”.
واكد في هذا الاطار ان “التحول في سوق الطاقة أمر لا مفر منه فعندما تتغير اتجاهات الانتاج والاستهلاك يجب على أسواق الطاقة التقليدية التكيف مع التحديات الجديدة وتبني التكنولوجيات الناشئة”.
وذكر ان اسواق الطاقة الحالية سواء في النفط او الغاز ستكون أكثر منافسة مع دخول لاعبين جدد في السوق متوقعا في الوقت ذاته ان تكون هناك حالة من عدم اليقين في الأسواق بسبب التقنيات الجديدة الموفرة للطاقة واتجاهات استهلاك الطاقة النظيفة.
ودعا الحكومات الى ضبط الاتجاهات ووضع السياسات اللازمة لتمرير هذا التحول “بشكل سلس وخلق بيئة مفضلة للاستثمارات الخاصة في قطاع الطاقة”, واعرب في هذا السياق عن ثقته بأن تبلغ المحادثات بين الدول المنتجة للطاقة والمستوردة اهدافها في تقوية الشراكة لتحقيق هذا التحول بطريقة متوازنة ومستقرة تعود بالفائدة على جميع الأطراف.
وكانت قد انطلقت في العاصمة التايلاندية بانكوك امس الاربعاء أعمال الدورة السابعة لاجتماع الطاولة المستديرة لوزراء الطاقة في دول آسيا بمشاركة رؤساء ومسؤولي المنظمات الدولية ذات الاختصاص على ان يتم الافتتاح الرسمي اليوم الخميس.
وتشارك دولة الكويت في هذه الدورة بوفد يترأس الوزير المرزوق ويضم مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا علي السعيد وسفير الكويت لدى تايلاند عبدالله الشرهان ومحافظ دولة الكويت لدى منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص اضافة الى مسؤولين من وزارة الخارجية ومؤسسة البترول الكويتية.