إن هذا المقال برعاية الموضة الجديدة المستشرية في مجتمعنا المُنزل من السماء ، و الذي لايملك سوى النفط الذي وجده بالصدفه ، هل تود أن تعلم عن هذه الموضة ؟ عليك أن تقرأ السطر التالي ، و قبل ذلك فإني أعتذر مقدماً عن إظهار جانبك العنصري .. شكراً.
و بكل أسف في كل مشكلة تواجهنا ننظر إليها بشكل سطحي و نوجد لها حل مؤقت بدلاً من أن نحل جذور المشكلة و أسبابها ، و مع ظهور الثراء النفطي للكويت بعد سنوات من الحياة الضنكاء في البحث عن المأكل و المشرب ، تزايد مع مرور الزمن الشعور بالأنا و التعالي على مختلف الجنسيات التي تعيش على هذه البلاد ، صحيح أن المعضلة السكانية و تركيبتها نتيجة لزيادة عدد المقيمين ، و لكن قبل أن نصّب جام غضبنا على هذا الإنسان الذي يبحث عن لقمة عيشه ، هل سألنا أنفسنا بمن جلب هذا المقيم ؟ ، فهو لم يأتي بحمام زاجل أو “ببراشوت” بل أتى لهذه البلاد بطلب منك ، فقبل أن نلوم المقيم ، علينا أن نلوم أنفسنا أولاً ، فشعورنا بالأنا و التعالي جعلنا أن لا نقبل بوظيفة إلا و إن كانت داخل مكتب مغلق ، ولا نركب باصات المواصلات فلا نقبل إلا بسياره فارهه “نتفخفخ فيها ” ، بينما المقيم هو من يعلّم أبناءك في المدارس ، ينظّف ثيابك المتسّخة ، يعد لك الطعام الشهي ، يبني بيتك الفخم ، يوصل ابناءك للمدرسة ، ينظف شوارعك بعد أن ترمي قاذوراتك عليها و يجمع لك القمامة ، و يصلح لك الأجهزة الالكترونية ، و غيرها الكثير من الأنشطة التي لا حصر لها ، و إن سألت أحد المتذمرين لماذا لا تعمل بدلاً عنهم ؟ ، يجيب عليك بنرجسية سافرة ” لأني كويتي ” ناهيك عن تجّار الإقامات و هم من أبناء جلدتك أيضاً و الذين رموا هؤلاء البشر إلى هاوية الضياع ابتغاء المال الحرام .
ما هو الحل؟
نزيد رسوم العلاج على الرغم من علمنا أن راتبه القليل قد لا يفي بسداد هذه الرسوم ، ابعاد المقيم المتشاجر حتى و إن كان مظلوم ناسفين حقه المشروع بحق التقاضي في بلد القانون ، و نبني مستشفى للكويتيين فقط ! ، و بإعتقادي أن قراريْ الإبعاد و مستشفى جابر مخالف دستورياً حسب المادة ٢٩ و التي نصت على أن “الناس سواسية في (الكرامة الإنسانية) و الحقوق و الواجبات و لا تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدّين” ، لاحظ عزيزي أن نص المادة ذكرت كلمة ناس و ليس مواطنين لأنه كلمة ناس أعم لأنها تشمل المواطن و المقيم ، تريد شيء يميزك عنهم ؟ اعمل و انجز و لتكون ذات قيمة انتاجية في أي عمل أو حرفة فميزتك أن تكون فرد ذو قيمة يستفيد منها وطنك ، قيمتك بإنجازك و ليست بـ”كشختك” و “رفع خشمك”.
اعلم عزيزي أن العلّة بك و بإدارتك الحكومية التي لم تستطع حل هذه المشكلة عبر نصف قرن و ليست بمن يرجو لقمة عيشه قاطعاً آلاف الكيلومترات ، فأنت من جلبتهم لتشبع شعورك بالتعالي بسبب براميل نفطك.
المهم حبيت أسألك من أي مطعم بتترس بطنك فيه بالويكند؟