فيما يعد مفاجأة صادمة للكثيرين حول العالم، حددت جمعية أمراض القلب الأميركية مؤخراً، معايير جديدة لتشخيص الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، وهو ما يعني إدراج الكثير ممن كانوا يعتبرون أنفسهم في منأى عن هذا القاتل الصامت، ضمن المرضى.
وكان الأطباء، في السابق، يشخصون ارتفاع ضغط الدم حين يتجاوز المعدل 90/140، لكن الطب أضحى يعتبر اليوم كل معدل يتجاوز 80/130 مؤشراً يستوجب القلق والحذر.
وبموجب التصنيف الجديد، ينضم عشرات الملايين من الأميركيين إلى قائمة من يعانون ارتفاع ضغط الدم في الولايات المتحدة، حسب ما جاء في صحيفة “نيويورك تايمز”.
وقد أثار التحديث الجديد عدداً من الأسئلة لدى المرضى، وإليكم فيما يلي هذه الأسئلة وإجاباتها:
1- كيف نقرأ الضغط لتجنب الخطر؟
هناك رقمان، مثلًا 130/90، البسط 130 هو الضغط الانقباضي الذي يقاس أثناء انقباض عضلة القلب، والمقام 90 أثناء انبساطها، ولا يمكن أن يظل ضغط الدم ثابتا على قراءة واحدة طوال اليوم.
فيختلف الضغط أثناء النوم والاسترخاء والراحة عن وقت آخر أثناء اليوم تتعرض فيه للانفعال أو بذل المجهود.
ولذا فالضغط الطبيعي ليس رقما واحدا، إنما يتراوح بين 90/60 و 130/80 طبقا للتعديل الأخير.
ولا يعتمد في الحكم بارتفاع الضغط على قراءة واحدة فقط تتجاوز الحد الأعلى الطبيعي، إنما لا بد من قراءتين على الأقل صباحا، ومثلهما مساء في يومين منفصلين بحدٍ أدنى. ومن مجمل القراءات، نكون صورة أدق عن حالة الضغط.
ويفضل أن تكون القياسات في أماكن مختلفة، فبعض الناس عندهم ما يسمى بمتلازمة الرداء الأبيض، إذ يصابون بتوتر حاد في عيادات الأطباء، فتأتي قراءات ضغطهم مرتفعة على عكسها في المنزل مثلا. وآخرون لديهم حالة معاكسة تسمى الضغط الخفي ويعاني منها 30% من مرضى الكلى المزمنين، إذ قد تكون قراءة الضغط جيدة أمام الطبيب، في حين أنه مرتفع جدا في الواقع، على حد قول الدكتور ريموند تاونسند مدير عيادة ارتفاع ضغط الدم في جامعة بنسلفانيا والذي يعتبرها مشكلة يصعب حلها.
2- هل هناك أدوية أو مكملات يمكن أن ترفع ضغط الدم؟
من المعروف أن المشروبات الكحولية ترفع ضغط الدم، كما المنشطات، ومضادات الاحتقان، والمكملات العشبية مثل الإيفيدرا ونبتة سانت جون، والأدوية المضادة للالتهابات كالأسبرين والإيبوبروفين وسيليبريكس.
3- إذا كنت مريض ضغط مرتفع.. هل يمكنني تجنب الأدوية؟
لا مفر من إضفاء تعديلات على نظام حياتك، سواء كان ضغطك 130/80، أو 210/150، إنما الاختلاف الوحيد يكون في مدى سرعة وشدة القيام بهذا، وموعد بدء الأدوية، سواء أدوية الضغط، أو تقليل الدهون، أو موانع التجلط والتي يحددها طبيب القلب وفقًا لخصوصية كل حالة.
ويمكن لأصحاب الضغط الذي يعد على أعتاب الارتفاع الاكتفاء بالنظام الغذائي السليم قبل الشروع في تناول الأدوية وذلك بعد استشارة الطبيب.
ويتلخص النظام الغذائي الذي يتعين على جميع مرضى الضغط المرتفع الالتزام به في:
– التقليل من الطعام المالح، والدهون المشبعة كالزبدة والقشدة.. إلخ، والإكثار من الفواكه والخضروات والأسماك، والدواجن المخلية، والألبان قليلة أو منزوعة الدسم.
– الإقلاع عن التدخين ولو تدريجيا وممارسة الرياضة باعتدال.
– إنقاص الوزن وصولًا للوزن المثالي فكل كيلوغرام تفقده من وزنك الزائد يقلل الضغط بمقدار نقطة واحدة.
4- إذا كنت ممن لا يلتزمون بالحمية.. فماذا عن الأدوية؟
بالنسبة للأدوية، هناك عشرات بل مئات الأنواع، تندرج تحت 7 أو 8 مجموعات دوائية رئيسية، يختار الطبيب منها ما يناسب الحالة، فهناك على سبيل المثال الأدوية المدرة للبول والتي تساعد الجسم في التخلص من الصوديوم مما يساهم في خفض الضغط بفاعلية وأمان.
وهناك أدوية اخرى تعمل على انقباض الأوعية الدموية ما يجعل الضغط طبيعيا إلى حد ما، وغيرها من الأدوية التي تناسب مرضى السكري، أو القلب، وأخرى لمرضى للكلى…إلخ.
لذا ينصح بالالتزام بالجرعة التي يقررها الطبيب، وتنبيهه في حالة ظهور أية أعراض جديدة.
ويتسبب ارتفاع ضغط الدم بمشاكل صحية خطيرة تصل إلى الإصابة بالجلطة والنوبة القلبية.
5- ماذا إذا فشلت الأدوية في علاج ارتفاع الضغط؟
بمنتهى البساطة، أوضح الدكتور تاونسند وجود فئتين من مرضى ضغط الدم، وتتكون الفئة الأولى من المرضى غير المنتظمين في تناول دواء الضغط الخاص بهم، وتصل النسبة في هذه الفئة إلى 1 من كل 4 مرضى.
أما الفئة الثانية فهي تمثل من 3 إلى 5% من مرضى ضغط الدم المرتفع، وتعاني هذه الفئة من عدم الاستجابة للعقاقير أو يعانون بعض الآثار الجانبية أثناء استعمالها الأمر الذي يستوجب تغييرها.