قال نهيال ماجاك نهيال رئيس بلدية بور في جنوب السودان يوم الأربعاء إن المتمردين الموالين لريك مشار النائب السابق لرئيس البلاد سيطروا على بور عاصمة ولاية جونقلي المضطربة.
وأضاف لرويترز إن قوات الحكومة الموالية للرئيس سلفا كير أجرت ‘انسحابا تكتيكيا’ إلى ثكنات مالوال تشات على بعد ثلاثة كيلومترات إلى الجنوب من بور أمس الثلاثاء بعد اندلاع قتال في وقت سابق من اليوم.
وقال نهيال من جوبا عاصمة جنوب السودان والواقعة على بعد 190 كيلومترا جنوبي بور ‘أجل.. سيطروا (المتمردون) على بور
ومن جانبه ، اكد البيت الابيض انه لا يزال يشعر بقلق ‘بالغ’ ازاء الوضع ‘الهش’ في جنوب السودان داعيا الى ‘خطوات فورية’ لانهاء الصراع الدائر بين السلطة والمتمردين.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كاتلين هايدن في بيان الليلة الماضية ان الادارة الامريكية ‘نواصل حث رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار على اتخاذ خطوات فورية لانهاء الصراع’.
وأضافت ‘نحن نرحب بموافقتهما على إرسال ممثلين إلى أديس أبابا لإجراء محادثات بوساطة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا (ايغاد) في الايام المقبلة’.
وقالت ‘ونحن في موازاة ذلك نواصل الدعوة الى وقف فوري للقتال لتحقيق استقرار الوضع والسماح بوصول المساعدات الانسانية بشكل كامل إلى السكان المدنيين الذين هم بأمس الحاجة إلى المساعدة’.
وأكدت أن الولايات المتحدة ‘لن تتوانى عن دعمها للضغط الدولي على العناصر التي تستخدم القوة للاستيلاء على السلطة وفي الوقت نفسه نحن نعمل على ضمان مساءلة القادة المسؤولين عن سلوك قواتهم بسبب الأعمال الوحشية والجرائم التي حدثت خلال الحرب’.
كما أكدت دعم بلادها القوي ل’العمل الحيوي’ الذي تقوم به بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان قائلة ‘نحن نعمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة والشركاء الآخرين للمساعدة في تعزيز البعثة وجهودها لحماية المدنيين وندعو جميع الأطراف في الصراع الحالي للسماح للبعثة للقيام بمهماتها دون عرقلة’.
وأشارت هايدن الى ان بلادها تشعر ‘بقلق عميق إزاء التقارير المستمرة عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان التي ترتكب في مناطق مختلفة من جنوب السودان على أيدي القوات الحكومية والميليشيات التي حملت السلاح ضد الحكومة’.
وشددت على أن انتهاكات حقوق الإنسان ضد السكان المدنيين ‘غير مقبولة تحت أي ظرف من الظروف’ معتبرة ان الاعتداء الجديد على حقوق الإنسان يجعل مسار جنوب السودان تجاه المصالحة أكثر صعوبة.
وخلصت الى القول ‘من الأهمية بمكان لجميع مواطني جنوب السودان رفض أعمال العنف’ مؤكدة ان على جميع قادة جنوب السودان دعوة قواتهم لحماية المدنيين وأن تبدأ مساءلة اولئك الذين يرفضون الاستجابة لهذه الدعوات’.
وانفجر الصراع في البلد حديث الاستقلال في 15 ديسمبر الماضي بين الرئيس سيلفا كير الذي ينتمي الى قبائل الدينكا الذي يتهم نائبه السابق رياك مشار الذي ينتمي الى قبائل النوير بمحاولة انقلاب في حين يتهم مشار الرئيس بمحاولة تصفية خصومه.
وكانت (ايغاد) التي تقود وساطة لانهاء القتال الدائر بدولة جنوب السودان أعلنت امس اتفاق الحكومة والمتمردين على وقف لاطلاق النار توطئة للدخول في مفاوضات لانهاء العنف الدائر منذ أسبوعين.
وذكرت (ايغاد) في بيان ان ‘رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار اتفقا على وقف للعمليات العسكرية وتعيين مفاوضين للتوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار منفذ ومراقب’.
وأضافت ان مفاوضات السلام في شأن جنوب السودان ستنعقد في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا ‘وستركز على كيفية مراقبة وقف اطلاق النار وحل المشكلات السياسية التي تسببت في الازمة’.
وجاء اعلان الاتفاق بعد ساعات قليلة من اعلان المتمردين انهم سيتوجهون للعاصمة جوبا بعد السيطرة على مدينة (بور) عاصمة ولاية (جونقلي) صباح امس.
ونفى مشار الانباء التي تحدثت عن توجهه الى العاصمة الاثيوبية للتفاوض مع سلفاكير ميارديت معلنا تقدم أنصاره للسيطرة على العاصمة جوبا وانه أرسل وفدا للتفاوض باسمه الى أديس أبابا كما استبعد وقف إطلاق النار على الفور.
ومن جانبه استبعد رئيس جنوب السودان ميادريت في حديث بثته هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أي تقاسم للسلطة مع المتمردين من اجل وضع حد للحرب الدائرة في بلاده مؤكدا مع ذلك رغبته في حل النزاع ‘بالطرق السلمية’.
واكد انه لم يأت الى الحكم عن طريق الانقلاب العسكري ولكن عن طريق الانتخابات متسائلا عن سبب عدم انتظار مشار لموعد الانتخابات التي ستجري في عام 2015 ليمر بالعملية نفسها.
ولاتزال القوات الموالية لمشار تسيطر على ولاية (الوحدة) النفطية بجانب اجزاء من اربع ولايات اخرى