ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء نقلا عن مسؤولين أميركيين، الجمعة، أن الرئيس دونالد ترامب أكد للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن هناك خطة سلام قيد الإعداد من شأنها أن ترضي الفلسطينيين.
وأوضح المسؤولون أن الخطة التي أبلغها ترامب لعباس جاءت خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى، الثلاثاء، أي قبل يوم من اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال مسؤولون إن الإطار التفاوضي لخطة السلام سيتناول كل القضايا الكبرى، بما في ذلك القدس والحدود والأمن ومستقبل المستوطنات على الأراضي المحتلة ومصير اللاجئين الفلسطينيين.
ويرى مسؤولان أميركيان ومسؤولان فلسطينيان، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن ترامب سعى في اتصاله مع عباس إلى تخفيف أثر إعلان القدس، بالتشديد على أن الفلسطينيين سيحققون مكاسب من خطة السلام، التي يعكف على وضعها الفريق الأميركي.
وقالت المصادر إن ترامب أبلغ عباس بأن مخطط السلام النهائي سيعرض على الفلسطينيين تسوية مهمة سترضيهم، لكنه لم يقدم تفاصيل.
وذكر مسؤول فلسطيني أن عباس رد على ترامب بالقول إن أي عملية سلام لابد وأن تتمخض عن أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وأكد مسؤول أميركي كبير أن ترامب أبلغ عباس أنه يريد بحث القضايا شخصيا، ووجه له الدعوة لزيارة البيت الأبيض، بيد أن توقيت الزيارة لم يتضح بعد.
وقال المسؤولون الأميركيون إن فريق ترامب، بقيادة صهره ومستشاره غاريد كوشنر، سيضغط بوضع خطة تكون أساسا لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أملا في أن تنتهي الضجة، وألا يستمر أي توقف في الاتصالات الدبلوماسية مع الفلسطينيين طويلا.
ويقول مسؤولون أميركيون إن كوشنر ساند قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب في آخر الأمر، رغم درايته بما قد ينطوي عليه ذلك من تعقيد لمساعيه للسلام.
لكن مسؤولا بالبيت الأبيض قال إنه نظرا لأن مسعى السلام لم يفض بعد إلى مفاوضات بين الجانبين فإن فريق كوشنر يعتقد أن الغضب الذي صاحب قرار القدس سيتراجع في نهاية المطاف.
وأوضح المسؤول أن الخطة، التي وصفها بأنها شاملة وستتجاوز الأطر التي وضعتها الإدارات الأميركية السابقة، سيكشف النقاب عنها قبل منتصف العام المقبل.
ومن الاختبارات الرئيسية لبقاء جهود السلام على مسارها ما إذا كان عباس سيمضي قدما في اجتماع مقرر مع نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، عندما يزور المنطقة في منتصف ديسمبر. وقال مسؤول فلسطيني كبير، الخميس، إن بنس غير مرحب به في فلسطين.
وتابع المسؤول أن ترامب أصر على أن الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل لا يعني استباق نتيجة المفاوضات المستقبلية بشأن تلك القضية أو القضايا الأخرى بين الجانبين.
وبحسب أحد المسؤولين الأميركيين، فإن الفلسطينيين في موقف ضعيف لدرجة أنه لن يكون أمامهم في آخر الأمر خيار سوى مواصلة المشاركة في مساعي السلام التي تقودها الولايات المتحدة.
ووفقا للمسؤول فإن من الحجج الأخرى التي من المرجح أن يسوقها معاونو ترامب للفلسطينيين أن الرئيس الأميركي باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل قد يكون الآن أكثر قوة في طلب تنازلات لاحقا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.