أطلقت طالبة كويتية تدرس في الولايات المتحدة بادرة إنسانية تهدف من خلالها الى دعم الأطفال الذين يعانون مرض السرطان لتسجل بذلك بصمة جديدة من البصمات الانسانية التي اعتادها الكويتيون أينما ذهبوا.
وتمثلت مبادرة طالبة المرحلة الثانوية منى القدفان الفردية والمدفوعة بحبها للفن باطلاق حملة لرفع مستوى الوعي بين الافراد عبر التبرع بشعر مستعار للاطفال المرضى بالسرطان والذين يخضعون للعلاج ويفقدون خلاله شعرهم المتساقط.
وقد أسست القدفان (18 عاما) موقعا الكترونيا دعت من خلاله الناس للتبرع بالمال وقص خصلات من شعرهم من أجل التبرع بها للأطفال المحتاجين.
وفي حديثها لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم السبت روت القدفان قصة تجربتها الانسانية قائلة إنها قرأت خلال السنوات الثلاث الماضية الكثير حول موضوع الأطفال المصابين بالسرطان وأرادت المساعدة والسعي لفهم الحالة التي تمر بها عائلاتهم في ظل ما يواجهه أولادهم ومن ذلك “التغييرات التي تحصل لهم ومدى تقديرهم لأنفسهم وكيفية زيادة الوعي ومساعدتهم على تجاوز الأمر والتمتع بالثقة”.
وأضافت “لم يكن لدي أي خبرة في كيف أبدأ ومن أين وكنت في ذلك الحين أقرأ عن منظمة فلاحظت اعلانا يقول انه بامكانكم تغيير حياة طفل من خلال التبرع بشعركم”.
وأكدت انها لم تكن تعلم أي شيء عن كيفية التبرع بالشعر لذا أجرت بحثا بين المنظمات والهيئات الخيرية التي تدعم هذا النوع من التبرع مشيرة الى انها كان لديها قلق حيال ما إذا كانوا يحققون أرباحا على حساب العائلات “وتقريبا كل المنظمات التي أجريت بحثا عبرها كانت بالفعل تجني تلك الأرباح”.
ولفتت الى انها تعرفت حينها على منظمة (الشعر المستعار للأطفال) والتي اتصلت بها وتأكدت من انها تتبرع بالشعر المستعار فقط للعائلات التي تتقدم بطلب الحصول عليه “وهو ما أراحني إذ أدركت انه لا ينبغي على العائلات تحمل أعباء مالية إضافية في دعمها لطفلها خلال فترة العلاج”.
وأشارت القدفان الى انها قررت في صيف عام 2015 زيادة الوعي بهذا الأمر من خلال قص شعرها “وذلك كي أنطلق من البداية وأطيل شعري حتى أتمكن من التبرع به في 25 نوفمبر 2017”.
وأفادت بأن المدرسة التي تتعلم فيها كلفتها بتنفيذ مشروع يتضمن “الابتكار والعمل والخدمة” فرأت ان هذا الامر سيشكل أفضل طريقة لبدء المشروع ورؤية ما إذا كان أي احد يريد المساعدة.
وقالت “قضيت سنة ونصف السنة وأنا أنشر القصة وأخبر الناس عن رحلتي التي ألهمت الكثير منهم ومن بينهم اثنتان من صديقاتي قررتا إطالة شعرهما والتبرع به أيضا”.
وذكرت انه منذ سبتمبر 2017 أجرت اتصالات مباشرة بالمنظمة التي أخبرتها عن فكرتها بأن تضمن هذا العمل في مشروعها فأبلغتها المنظمة بأنه باستطاعتها تأسيس صفحة الكترونية وجمع التبرعات.
من هنا قررت القدفان التي كانت لا تزال تطيل شعرها أن تؤسس الموقع الالكتروني بهدف حث الناس على التبرع بالمال لموقعها الذي حمل عنوان “صفحة منى حول التبرع بالشعر المستعار للأطفال” مع خيار التبرع بالمال النقدي أو نشر الخبر من خلال مشاركة الرابط.
وبينت القدفان انه في 25 نوفمبر من هذا العام والذي صادف عيد ميلادها ال 18 قامت بقص الخصلات الطويلة من شعرها وتبرعت بها إضافة الى مبلغ مالي تمكنت من جمعه بواسطة موقعها الالكتروني.
وشددت على انه “عندما بدأت مشروعي كان هدفي جعل الناس أكثر وعيا وجمع التبرعات وإطالة شعري بشكل كاف كي اتبرع به فيما بعد ولكن الآن وبعد خوضي هذه الرحلة فإني آمل تأسيس ما يشبه هذه المنظمة في منطقتنا وذلك من أجل جمع تبرعات الشعر للأطفال المصابين بالسرطان”.
واختتمت منى القدفان بالقول “أود أن أشارك في فريق يريد أن يعمل لتحقيق هذه الفكرة وتحريك هذا المشروع في وطني وأتمنى تحقيق هذا الهدف”.