جريدة الحقيقة الإلكترونية
العديد من الزوجات يكررن عبارات : لم يعد زوجي يحبني كالسابق ! لم أعد أسمع منه عبارات الحب التي كان يسمعني إياها قبل العرس و ببداية زواجنا ! لا يبعث لي رسائل الشوق و هو خارج البيت لأنني لا أخطر على باله أساسا!!
و العديد من الأزواج يتشكون بنفس الجمل و أكثر..
و كأن الحب لا يعبر عنه إلا ببضع كلمات ناعمة حتى و إن خلت من أي إحساس ، و كأن إشباع الذات العاطفية لا يكون إلا بدغدغة المسامع ببعض جمل الوله و بكثير من من أسطر الغزل و الإعجاب ..!!!
الرجل بفترة الخطوبة و الفترة بين عقد القران و الزفاف لا يملك وسيلة للتعبير بها عن حبه إلا برسائل غرامية و مكالمات كلها تنهيد و وصف لعذابه بليال البعد عن حبيبته و أميرة أحلامه ، مع الاغداق عليها بإرسال باقات من الورورد التي قد يصاحبها بعض الألعاب الناعمة كالتي تجسد “الدببة” التي لا تخلو هي أيضا من رسومات على شكل قلوب تزغلل العين ..و كم يكون كريما لو جعل لوروده وقعا و ثقلا خاصا فتوجها ببعض الحلي و الجواهر الثمينة ..
و كذلك المرأة بنفس هاته الفترة لا تستطيع أن تعبر له عن مشاعرها إلا بنظرات خجولة ، و ابتسامات كلها أمنيات سعيدة بحياتها القادمة ، مع ردود ناعمة في استحياء على رسائل الغزل و الشوق منه، و استغلال المناسبات لترجمة تلك المشاعر على شكل هدايا ..
أما بعد الزواج فيصبح لكليهما طرقا أكثر عمقا للتعبير عن مشاعرهما اتجاه بعضهما البعض ، و أكثر وقعا على علاقتهما ..
عندما يساعد الرجل زوجته في إعداد أكلة طيبة أو فقط في اعداد طاولة الطعام ، هو بذلك يقول لها أحبك ..
وقتما يحزن لحزنها ، لمرضها ، لتعبها في حمل أو غيره ، هو يقول لها أحبك ..
بكده في العمل ليضمن لها و لكل الأسرة حياة كريمة هو يقول لها أحبك ..
حينما يراها متعبة فيملأ عينيه العطف و المواساة هو يقول لها أحبك ..
ساعة تعصف به الحياة و يبحث عنها و عنها هي فقط لتخفف عنه ، و يجعلها ترى ضعفه و دموعه ، هو يقول لها أحبك ..
و الأمثلة كثيرة و على القارئ أن يقيس ما طاب له من أحداث تتكرر برحلة الحياة الزوجية ..تعبر عن محبة و ود من نوع خاص و خاص جدا ..
و أيضا الزوجة بكل اهتماماتها بزوجها و بيتها هي تقول للزوج أحبك على طريقتها ، و كل ما تقدمه له من عمرها و صحتها هو أثمن ما تضعه بين يديه تعبيرا عن هذا الحب الكبير الذي تكنه له ..
الحب هو الحب قبل الزواج و بعده غير أنه كأي شئ بهاته الحياة كلما كبر أكثر و زاد عمره تغير شكله ..و نضجت تعابيره ..و أثمر أكثر ..
بقلم الكاتبة : فاطمة بوشعيب المذكوري
