أفادت دراسة علمية حديثة أن البيض المسلوق المعاد تسخينه في المايكرويف يمكن أن ينفجر بعنف حتى يدمر السمع.
تم التوصل إلى هذا الاكتشاف عندما طُلب من العلماء أن يقدموا شهادتهما كخبراء بعد إجراء معاينة وتجارب حول أسباب تعرض زبون أحد المطاعم لأضرار، بسبب بيضة مسلوقة حسب زعمه.
وترجع تفاصيل الواقعة إلى يوم كان يتناول زبون أحد المطاعم لطعام الإفطار وانفجرت بيضة مسلوقة في فمه. كان طباخ المطعم قد قام بإعادة تسخين البيض المسلوق في مايكروويف. وتعرض الزبون لحروق وربما ضرر في السمع.
تم تسوية القضية خارج المحكمة، ولكن لحين تم التوصل إلى التسوية تم غلي 100 بيضة في المايكروويف لمعرفة ما الضرر الذي يمكن أن يتسبب فيه إعادة تسخين البيض المسلوق في المايكروويف.
ووجد الخبراء أن الانفجار يمكن أن يكون له دوي صوت عال يماثل نفس الدوي الصادر عن صوت محرك طائرة نفاثة، تبعد مسافة 30 مترا، وأن السبب ربما يرجع إلى تخطي الماء لمرحلة الغليان بداخل قشرة البيض المقلي.
إن البطاطس والبيض المسلوق من بين أكثر الأغذية التي يمكن أن تحدث انفجارات يحتمل أن تكون خطرة، لكن تختلف آليات انفجار كل من البطاطس والبيض.
قام كل من أنتوني ناش ولورين فون بلون، مهندسي صوت من شركة تشارلز. سالتر أسوشيتس، ومقرها سان فرانسيسكو، بتجارب لدراسة آلية انفجار البيض لتقديم شهادتهما كخبراء في واقعة المطعم.
ويقول دكتور ناش: “كنا نحتاج إلى قياس ضغوط الصوت القصوى من البيض المنفجر حتى نتمكن من مقارنتها بمعايير دوي الصوت، الذي يتسبب في مخاطر ضرر سمعي”.
واكتشف الباحثون أنه على بعد 30 سم، تكون مستويات ضغط الصوت في الذروة من البيض الميكروويف حيث تغطي نطاقا واسعا من 86 إلى 133 ديسيبل، وحدة قياس الصوت.
وأوضح دكتور ناش في موضوع تم نشره بموقع “Live Science”: يعادل ذلك الصوت تقريبا نفس صوت دراجة نارية على بعد 9 أمتار أو صوت محرك طائرة نفاثة على بعد 30 مترا، على التوالي.
ويضيف الباحثان: على الرغم من أن هذا هو ضجيج أكثر مما يمكن أن يتعرض له شخص لفترة طويلة لكن هناك “احتمالا ضعيفا” في أن يتسبب في أضرار سمعية.
توصل دكتور ناش ودكتور فون بلون إلى النتائج المذكورة بعد اتباع نهج علمي، اشتمل على ضبط عدد من المتغيرات الهامة مثل مستويات الصوت أو درجات الحرارة الداخلية ونوع وحجم البيض، كما يلي:
أولا، تم وضع البيض المسلوق المنتقى في حمام مائي وتسخينه لمدة 3 دقائق.
ثانيا، تم قياس درجة حرارة حمام الماء عند منتصف ونهاية دورة التسخين.
وأخيرا، تمت إزالة البيض من حمام الماء، وضعت على الأرض وثقبت بواسطة ميزان حرارة سريع المفعول خاص باللحوم للحث على حدوث انفجار.
ويشرح دكتور ناش: “بالنسبة لكل من البيض المنفجر والبيض الذي لم ينفجر، فإننا قمنا بفحص صفار البيض من الداخل بواسطة ميزان الحرارة”.
ويضيف: “اكتشفنا أن درجة حرارة صفار البيض كانت أعلى دائما من حمام المياه المحيطة بها”.
والنتيجة هي أن صفار البيض أكثر تقبلا لإشعاع الميكروويف من الماء النقي (يشكل الماء حوالي نصف وزن صفار البيض).
يعتقد الباحثان أن مكون البروتين في صفار البيض يحاصر جيوبا صغيرة من الماء داخل صفار البيض، وبالتالي تزداد درجة حرارة الجيوب بما يفوق درجة حرارة الغليان الاسمي لماء الصنبور العادي.
عندما يتم اختراق تلك الجيوب بالغة السخونة، أو إذا حاول أي شخص أن يقضم صفار البيض، تندفع كل جيوب الماء الذي يغلي أو تزيد درجة حرارته عن درجة الغليان في سلسلة من ردود الفعل العنيفة، التي تؤدي إلى ظاهرة تشبه الانفجار.
سيقدم مهندسا الصوت دكتور ناش ودكتور فون بلون أبحاثهما حول ضغوط الصوت، الناجمة عن انفجار البيض، إلى الاجتماع 174 للجمعية السمعية الأميركية في نيو أورليانز بولاية لويزيانا.