واصلت أسعار العقارات في العاصمة البريطانية الهبوط خلال الشهر الماضي، بحسب أحدث الاحصاءات، فيما استقرت الأسعار على مستوى بريطانيا بأكملها دون أن تسجل أي تغيير، وذلك بعد سنوات من الصعود المستمر لأسعار العقارات وتحقيق المستثمرين فيها أرباحاً كبيرة خلال الفترة الماضية.
ويبدو أن أسعار العقارات في بريطانيا بدأت تتأثر فعلاً بالمخاوف من الخروج من الاتحاد الأوروبي، والذي بات وشيكاً ويثير مخاوف متزايدة من أن يتأثر الاقتصاد عموماً به، إضافة إلى المخاوف من أن ينخفض الطلب على العقارات في أعقاب فرض قيود على دخول المواطنين الأوروبيين إلى بريطانيا. كما أن رفع رسوم تسجيل العقارات مرتفعة الثمن والذي بدأ العمل به مؤخراً ربما يُفسر سبب التراجع في أسعار عقارات لندن دون غيرها.
وبحسب البيانات الصادرة عن المعهد الملكي للمساحين القانونيين في بريطانيا، والتي حصلت عليها “العربية.نت” فإن مؤشر أسعار العقارات في بريطانيا انخفض إلى “صفر” خلال الشهر الماضي بعد أن كان +1 خلال شهر أكتوبر الماضي، ما يعني أن الأسعار على مستوى البلاد بأكملها لم يطرأ عليها أي تغيير لا بالزيادة ولا بالنقصان خلال شهر نوفمبر.
وبحسب المؤشر الذي يعتبر واحداً من أهم أدوات قياس السوق العقاري في بريطانيا فإن الأسعار انخفضت بشكل كبير في مدينة لندن خلال الشهر الماضي، وسجلت الهبوط الأكبر على مستوى بريطانيا، بينما ارتفعت أسعار العقارات في مقاطعة “ويلز” التي يبدو أن أسعارها المنخفضة مقارنة مع إنجلترا بدأت تجتذب كثيراً من المشترين والمستثمرين.
وقال كبير الاقتصاديين في المعهد الملكي (RICS) سيمون روبنسون إن التباطؤ في حركة أسعار العقارات على مستوى بريطانيا يرتبط بعدة عوامل، أبرزها أننا دخلنا في فترة ما قبل أعياد الميلاد ورأس السنة، إضافة إلى حالة عدم الاستقرار التي تشهدها بريطانيا بسبب الخروج المرتقب من الاتحاد الأوروبي (Brexit)، إضافة إلى وجود أدلة ضعيفة على تأثير لرفع رسوم التسجيل الحكومية لمشتري العقارات، بمن فيهم المشترون لأول مرة.
وأضاف روبنسون: “ربما من غير المفاجئ القول إن كلا من الأسعار والأنشطة في السوق العقاري تتأثر سلباً بسبب موسم عيد الميلاد”.
يشار إلى أن بريطانيا تعتبر وجهة تقليدية مهمة لكثير من المستثمرين في القطاع العقاري الذين يقصدونها من مختلف أنحاء العالم، كما أن العاملين في هذا السوق استطاعوا تحقيق أرباح كبيرة خلال الفترة الماضية بفضل الارتفاعات المتواصلة التي لم تتأثر بالكثير من الأزمات التي أصابت العالم، لكن السوق العقاري في بريطانيا بدأ يشهد حالة من القلق منذ التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي، والذي تم في شهر يونيو من العام الماضي، عندما قرر أغلب البريطانيين الخروج من الاتحاد واضطرت الحكومة في اليوم التالي إلى الاستقالة بسبب نتائج التصويت على الاستفتاء.