تظاهر آلاف النمساويين اليوم الإثنين، أمام قصر هوفبورغ في فيينا، ضد تنصيب حكومة وصفوها بـ”حكومة رعب”، بسبب مشاركة اليمين المتطرف فيها.
وقالت كلاوديا، وهي ربة عائلة تحدت البرد الشديد لتتظاهر أمام مقر رئاسة الجمهورية حيث أدت الحكومة الجديدة اليمين الدستورية: “مع وزارتي الخارجية والدفاع، سيمسك اليمين المتطرف بمقاليد الحكم الرئيسية”.
وتضم الحكومة الائتلافية الجديدة برئاسة المحافظ الشاب سيباستيان كورتز الفائز في انتخابات 15 أكتوبر (تشرين أول)، عدداً من وجوه اليمين المتطرف في مناصب أساسية، من بينهم رئيس حزب الحرية النمساوي نائب المستشار الجديد هاينز كريستيان شتراخه.
ورافق المتظاهرون مراسم أداء اليمين الدستورية بالصفير، وأدت فرقة موسيقية أناشيد سياسية كتبت نصوصها لهذه المناسبة على أنغام أغاني عيد الميلاد.
حكومة رعب
ونعت أحد المتظاهرين الحكومة الجديدة بـ”حكومة رعب” فيما رفعت لافتات صغيرة كتب عليها “لا تدعوا النازيين يحكموننا”.
وقدرت الشرطة عدد المشاركين في المُظاهرة التي لم تتخللها حوادث بـ5500 شخص، بفارق كبير عن التظاهرة التي جمعت حوالى 250 ألف شخص احتجاجاً على وصول الحزب اليميني المتطرف إلى السلطة في مطلع الألفية الحالية.
وببعد فوز الغالبية الجديدة بحوالى 60% من الأصوات في الانتخابات التشريعية الأخيرة، حصلت على تأييد واسع من النمساويين الذين خاب أملهم بعد 10 سنوات من حكم ائتلاف الوسط بين اليمين والاشتراكيين الديموقراطيين.
ويعتبر حزب الحرية النمساوي في رأي العديدين بديلاً للحزبين اللذين يعدان من أبرز التشكيلات السياسية النمساوية، أكثر منه حزباً يمينياً متطرفاً.
ومع اندماج اليمين الراديكالي في الحياة السياسية في أوروبا، لم تقابل الحكومة الجديدة باحتجاجات مماثلة لما جرى قبل 18 عاماً.
غير أن ستيفاني 36 عاماً أعربت عن “قلقها الكبير” من السياسة التي ستتبع في النمسا وقالت: “رأينا النتيجة قبل حوالى 15 عاماً، بمراعاة الأثرياء على حساب ذوي الأوضاع الأكثر هشاشة، والأكثر فقراً واللاجئين، وبعد سنوات شهدنا كشف كل فضائح الفساد المرتبطة بتلك الحقبة”.
كما رأت كلاوديا، أن وصول قادة مثل شتراخه ينبثقون عن التنظيمات الطلابية اليمينية القومية المعروفة بتسمية “بورشنشافت” والتي تعود ولادتها إلى القرن الـ19 “يعيدنا مئة سنة إلى الوراء”.
وقالت كاتارينا: “أخشى التعرض بشكل متزايد للأجانب، فالحكومة الجديدة تعتزم منذ الآن منعهم من الحصول على المساعدات الاجتماعية،خلال السنوات الخمس الأولى من إقامتهم، حتى إن كانوا يسددون مساهماتهم” مضيفة: “أنا متزوجة من نيجيري، وهذا ليس البلد الذي أرغب بالعيش فيه”.
وتشير ستيفاني إلى التجاوزات الاقتصادية التي ارتكبتها الحكومة التي ضمت شخصيات من اليمين المتطرف بين 2000 و2007.
وتذكر أنه “بعد سنوات شهدنا كشف كل فضائح الفساد المرتبطة بتلك الحقبة”، وطاول آخرها وزير المالية السابق كارل هاينز غراسر الذي بدأت محاكمته الأسبوع الماضي في فيينا.
لكن تظاهرة صباح اليوم الإثنين، في ساحة الأبطال ضمت بصورة رئيسية طلاباً تجمعوا للاحتجاج خاصةً على فرض رسوم دراسية، في إشارة قوية إلى اليمين كما إلى اليسار في النمسا.
وقال لوكاس: “بالطبع، إن خطاب الغالبية الجديدة المعادي للهجرة ليس خارقاً، لكن العديد من الطلاب حضروا إلى هنا للاحتجاج أولاً على التراجع المتوقع في ظروفهم الحياتية”.
وأوضح الطالب في هندسة أساليب الإنتاج في فيينا أن “رسوم التسجيل ستكون 500 يورو لنصف السنة، ما يعتبر مبلغاً كبيراً جداً للكثيرين منا”.