يعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن اسم البلد الذي ينظم كأس إفريقيا 2017 في الثامن من شهر أفريل القادم بالقاهرة، في اجتماع دوري لهذه الهيئة، التي ستختار من سيكون له شرف خلافة الشقيقة ليبيا، التي انسحبت لأسباب أمنية، قبلتها الكاف بكل “روح رياضية”، ولم تسلط عليها أي عقوبات، عكس ما حدث للمغرب الذي تم تغريمه ومعاقبته، بسبب وضع الهيئة الإفريقية في ورطة كبيرة، لم تفك شفرتها إلا في الثواني الأخيرة، بعد قبول غينيا الاستوائية احتضان المنافسة القارية، التي عرفت انفلاتا رياضيا و”عنصريا”، قد يؤثر على منافسات الاتحاد الإفريقي الذي يترأسه “المماتو” منذ أكثر من ربع قرن، والذي سيبقى في عرشه لعهدة أخرى، بعد أن تلقى ضمانات من جمعيته العامة، التي لا تقبل مبدأ التداول على السلطة، وتنتظر “وفاته” أو انسحابه لاختيار خليفة له، لن يكون أبدا من شمال إفريقيا، لاعتبارات قد تجعلنا نجزم بأن “أبيض البشرة” لن يسير أبدا الكرة الإفريقية.. يقول العارفون والمقربون من الهيئات الكروية.
وإذا كانت التصريحات الأخيرة لرئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفى بيراف، في منتدى “الشروق”، تؤكد أن الجزائر لن تحتضن المنافسة القارية القادمة، رغم تقديمها لملف قوي ومتكامل، حرمها في البداية من الفوز بأحد النسخ الثلاث القادمة، فإن الفرصة مواتية الآن لإقناع الرجل القوي في الكاف، لمنح الجزائر شرف احتضان المنافسة القارية بعد سنتين، لأن دولتنا قادرة على “قول كلمتها” في الأوقات الصعبة، وإقناع من يحاول ضرب سمعة بلدنا..
حياتو المتواجد في الجزائر لمتابعة السوبر الإفريقي بين الوفاق السطايفي الذي توج بطلا لرابطة الأبطال الإفريقية، والأهلي المصري المتوج بكاس الكاف، لن يقنعه أحد سوى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي بإمكانه أن يعطي ضمانات النجاح للمسؤول الإفريقي، خاصة وأن الجزائر قادرة على لم شمل كل الأفارقة دون مشاكل.
لقد أعطت الدولة الجزائرية تعليماتها لتحضير جيد لهذه المنافسة، ببناء ملاعب ومرافق جديدة، ووضع إمكانات كبيرة تجعل كأس إفريقيا القادمة تنجح دون أدنى شك، بعد الفشل الذريع للكأس الأخيرة بغينيا الاستوائية، وتعيد للهيئة الإفريقية هيبتها وقيمتها في العالم، خاصة بعد المشاهد وصور العنف التي عرفتها المنافسة السابقة، التي تعتبر من بين أسوأ الكؤوس الإفريقية التي لعبت لحد الآن.
وإذا كانت الكواليس قد حسمت اسم البلد “الغابون” الذي سينظم الكأس الإفريقية القادمة، فإن تدخل الرئيس بوتفليقة أصبح أكثر من ضروري، إن أردنا حقا تنظيم هذه المنافسة، خاصة وأننا نملك جيلا من اللاعبين، بإمكانهم تشريف الكرة الجزائرية، وإعطائهم فرصة الظهور بقوة، ومنح دفع جديد لكرتنا إفريقيا، بعدما نجحت عالميا بتأهل تاريخي إلى الدور الثاني من كأس العالم أمام عمالقة الكرة.
سيدي الرئيس.. لا أظن أن حياتو سيرفض طلبكم؟ لأنه دائما في حاجة إلى دعم من بلد مثل الجزائر، وهو يعرف مثله مثل كل أعضاء المكتب التنفيذي للكاف، أن دعم المسؤول الأول هو نجاح له وللمنافسة الإفريقية، لأننا نريد حقا أن نجلب كل الأفارقة إلى وطننا، ليعرفوا مثلما عرف أسلافهم، أن الجزائر بلد المليون ونصف مليون شهيد، بإمكانها إنجاح أي تظاهرة مهما كان حجمها وأهميتها.