تعسا للدون البرتغالي كريستيانو رونالدو.. فلا هو يلقى المعاملة الطيبة إن سجل وقاد فريقه للفوز كما فعل الأربعاء في دوري الأبطال، ولا هو يحظى بالتعاطف إذا أخطأ أو عانده الحظ.
عندما ارتكب حماقته الأخيرة في مباراة قرطبة كان لا بد من معاقبة هداف ريال مدريد بقسوة، وعندما شاهد اتلتيكو مدريد يدك شباك فريقه برباعية دون أن يحرك ساكنا كان لا بد من هجائه واتهامه بأبشع الأوصاف، سيما وانه احتفل بعدها بساعات بيوم ميلاده وسط لفيف من الأصدقاء والصخب وكأن شيئا لم يكن.
وفي المقابل عندما أحسن أفضل لاعب في العالم صنعا وسجل هدفا وصنع آخر ليقود الميرينغي للفوز على شالكة في ذهاب دور الـ16 للشامبيونز ليغ، رفض اي من النقاد منحه التقدير المطلوب، خصوصا وأن المنافس الألماني خاض المباراة مقهورا بالغيابات.
هذه هي قصة صاروخ ماديرا، إما الغرور إذا فاز أو الفشل إذا خسر.. فلا مجال هنا للمديح أو التعاطف.
الغريب في رونالدو أنه ورغم كل هذا العداء الذي يلاقيه أينما حطت قدماه في ساحة أو ملعب، لا يزال يقاوم بأنف مرفوعة، وعندما ظن الجميع أن العام 2015 سيكون عام النكسة بالنسبة له، يرفض هو الاستسلام ويمسك بمصيره بين يديه.
نريد نموذج رونالدو في حياتنا، شخصيته القوية ورغبته في تحدي الجميع ورفض الاستسلام لفكرة أن هناك من هو أفضل، وإن قال العالم كله ذلك.
شخصية منافس رونالدو المباشر وهو الأرجنتيني ليونيل ميسي المنقول إعلاميا على شكل الطفل البريء أو الفتى الواعد، كانت وما تزال ضرورية للجيل الجديد من الشباب في زمن تطغو عليه العنصرية البغيضة، ولكنها وحدها ليست كافية.
بالقدر الذي نحتاج فيه نموذج ميسي، نحتاج أيضا نموذج رونالدو، بكلاهما تستمر المتعة.!!