«وكالات»: أعلنت السلطات الإيرانية عن اعتقال أكثر من 370 شخصاً خلال الأيام الأربعة الماضية، في حين يقول ناشطون إن عدد المعتقلين يفوق ما أعلنه النظام رسمياً.
وكشف أصغر ناصربخت، مساعد رئيس إدارة الأمن في محافظة طهران إن الشرطة اعتقلت حوالي 200 شخص في شارعي انقلاب ووليعصر بالعاصمة طهران خلال ساعات الليل التي شهدت حضورا كبيرا من المحتجين.
وأضاف المسؤول الإيراني أن 40 من المعتقلين، كانوا يقودون المظاهرات في شارعي انقلاب وليعصر بالعاصمة طهران حسب ما جاء في وكالة “إيسنا” الخبرية.
من جانبه قال علي آقازاده، محافظ “مركزي” إن شرطة المحافظة اعتقلت في اليوم الرابع أكثر من 100 متظاهر في احتجاجات وصفها بـ”غير المرخصة”.
كما أعلن مدعي عام مدينة كاشان، عن اعتقال أكثر من 60 شخصا، من المحتجين على أوضاع بلادهم السياسية والاقتصادية يوم السبت الماضي.
ورغم تهديد الأمن باعتقال المحتجين وتحذير وزير البلاد بمواجهة المظاهرات وطلب حسن روحاني للتهدئة، توسعت الاحتجاجات خلال الساعات الماضية وانضمت لها مدن صغيرة لأول مرة بعد أربعة أيام من انطلاق شرارتها في مشهد.
وفي هذه الأثناء نشر رضا بهلوي نجل شاه إيران السابق، تغريدة عبر حسابه في “تويتر”، أعلن فيها دعمه للمحتجين في المدن الإيرانية ووصف النظام في طهران بأنه “غير قابل للإصلاح”.
وأضاف نجل شاه إيران السابق، إن النظام كانت لديه فرصة خلال 38 عاماً، لم يستغلها، بل أهدر ثروات البلاد في قضايا خارجية ومن أجل الحفاظ على وجوده قتل آلاف الإيرانيين.
وهتف المشاركون في المظاهرات التي اجتاحت مدن إيران الكبرى ضد النظام الإيراني وتدخل إيران في سوريا، معتبرين نشاط طهران في الأزمة السورية جزءاً من تدهور اقتصاد البلاد.
من جانبها أكدت الولايات المتحدة وبريطانيا، أمس، على أحقية المواطنين الإيرانيين في التظاهر سلميا، وذلك تعليقا على الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها عدة مدن إيرانية منذ الخميس، اعتراضا على غلاء المعيشة.
وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، في بيان على موقع «تويتر»، إنّ بلادها «تدعم التظاهرات السلمية للإيرانيين، وتعرب عن أملها في إرساء الحرية وحقوق الإنسان في إيران».
وأضافت: «بالتزامن مع العام الجديد، تمانينا وصلواتنا من أجل ملايين الأشخاص الذين يعانون بشدة من الحكومات القمعية في كوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا، وخاصة في إيران؛ حيث خرج صوت الشعب الإيراني المقموع منذ فترة طويلة».
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إنه «يراقب الأحداث في إيران باهتمام».
وأضاف في تغريدة على «تويتر»: «لابد من حصول المواطنين على حقهم في التظاهر سلميا».
وفي نفس السياق قال الصحفي والخبير السياسي الإيراني، عباس عبدي، إن الاحتجاجات الشعبية، التي اندلعت بسبب الأوضاع الاقتصادية في إيران، «قد تخرج من سياقها نحو سياقات سياسية خلال فترة وجيزة».
وأشار عبدي لوكالة أنباء «الأناضول» التركية، إلى أن «شركات التمويل المفلسة هي التي تسببت باندلاع الاحتجاجات والمظاهرات الحالية».
وأوضح أن الشركات، التي كانت تحقق أرباحًا مرتفعة مقابل أموالها المودعة، بدأت تطالب باستثماراتها بعد تعرضها لخسائر، على الرغم من عدم وجود ضمانات من الحكومة والبنك المركزي.
وقال عبدي إن الاحتجاجات بدأت من مدينة مشهد، مركز إقليم خراسان، بسبب احتواء الإقليم على العدد الأكبر من تلك الشركات «المفلسة».
واعتبر أن «الأخطاء التي ارتكبتها حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، في المجال الاقتصادي، لها أيضًا دور في اندلاع الاحتجاجات الراهنة».
وبيّن أن هناك العديد من الأشخاص «المنتمين للطبقة الدنيا»، كانوا ينتظرون تشكلّ الأجواء الراهنة لكي يُسمعوا أصواتهم.
كما أشار الخبير الإيراني إلى أن الطرف الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لا يخفي سعادته من اندلاع المظاهرات.
وقال إن القضية الأساسية التي يتجاهلها هذا الطرف، هو انحراف الأزمة الاقتصادية في إيران نحو سياقات أخرى، وخاصة السياسية.
وحول تأثير المظاهرات على المنطقة، رأى عبدي أن «الدول التي لا تتمتع بعلاقات جيدة مع إيران سعيدة بالأحداث، وهذا أمر طبيعي، لأن الجانب الإيراني أيضًا يكون سعيدًا عندما تندلع أحداث مشابهة في تلك الدول (لم يحددها)».
ورأى أن الدول التي لا تريد الإخلال باستقرار المنطقة، لن تشعر بالسعادة من الأحداث الأخيرة.
وبيّن عبدي أن إيران لم تكن سعيدة عندما وقعت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، لأنها كانت ستفتح المجال أمام الفوضى.
والخميس الماضي، بدأت مظاهرات في مدينتي مشهد وكاشمر شمال شرقي إيران، احتجاجًا على غلاء المعيشة، وامتدت لتشمل مناطق مختلفة من البلاد.
وأسفرت تلك الاحتجاجات عن مقتل اثنين من المتظاهرين، غربي البلاد، إضافة إلى اعتقال العشرات، حسب وسائل إعلام.