يقول الفيلسوف و الشاعر الألماني فريدريك نيتشه «أحيانا لا يرغب الناس في سماع الحقيقة لأنهم لا يريدون أن تتحطم أوهامهم»… كما يقول الكاتب السعودي محمد الرطيان «كثير من الناس لا يبحثون عن الحقيقة قدر بحثهم عن «الكذبة» التي تسعدهم وتشعرهم بالرضا!».
المقولتان السابقتان على الرغم من اختلاف الزمن و اختلاف الفكر الغربي عن الشرقي واختلاف الديانة إلا أنهما تتفقان في أمرٍ جوهري و هو اختيار الإنسان!
نعم فالإنسان يختار الكذب و يتخلى عن الحقيقة… يرضى بنصفها متى ما وجد أن نصفها الآخر لن تنصف ميول «الأنا» لديه! سيسعى الانسان بشتى الطرق لتبرير اختياراته وأفعاله لأن ذلك سيضفي معنى اكبر لكل كذبة يعيشها ولكل خطأ يحاول ان يُصلحه بالتبرير… التبرير غير المقنع للجميع سوى نفسه!
قد نكون لانزال في مرحلة التشخيص والتحليل النفسي لما يقوم به الانسان في سعيه الدائم واكتفائه بنصف الحقيقة… و يبقى السؤال أين يوجد العلاج؟ وكيف نستطيع استئصال هذا الورم الخبيث في باطن «الأنا»؟
الحل يكمن في شقين رئيسين… أولهما يخص من يرضى بأنصاف الحقائق، فالله سبحانه وتعالى قال في محكم تنزيله (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم) الرعد: 11.
فالله سبحانه وتعالى لن يغير عليهم حالهم حتى يتغيروا أنفسهم ويقتربوا من الصلاح، فسبحانه يكافئ من يسعى في درب الصلاح ويعاقب من يبقى في درب الضلال.
اما فيما يخص من تضرر من الأشخاص الذين مارسوا معه انواع سوء الظن والأخذ بأنصاف الحقائق، فالعلاج بالابتعاد عن هؤلاء وشرور ظنونهم، ليس بهدف الهجر وقطع العلاقة ولكن بهدف كف الأذى والابتعاد عن طعون الشك والزيف والريبة.
أنا أؤمن بالمقولة التالية:
«الحياة أقصر من أن تهدرها مع أشخاص تبرر لهم أفعالك طيلة الوقت، من يحبك فسيرى الخير فيك ومن يبغضك فلن تستطيع إرضاءه!».
E-mail: al**********@gm***.com – Twitter: al_mefleh