التلفزيون القطري – كشف وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس الأربعاء، عن محاولة الأمير محمد بن سلمان عندما كان وليا لولي العهد السعودي، حل الخلافات القطرية المصرية.
وقال الوزير القطري: “نقدر مصر كدولة عربية مركزية، لها دور قيادي بين الدول العربية، ونقدر خيارات الشعب المصري، مهما كانت تلك الخيارات وليس لنا أي تدخل فيها”.
وتابع: “ولكن بالفعل حدثت بعض الخلافات في 2013 بعد إزاحة الرئيس المنتخب محمد مرسي، وهي الخلافات التي حاولنا تجاوزها ولم ننجح، ليسيطر الفتور على العلاقات بين البلدين”.
وأضاف: “كانت هناك محاولات خلال مناورات رعد الشمال في حفر الباطن لحل الخلافات، حيث اجتمع الأمير تميم بن حمد مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحضور الأمير محمد بن سلمان. وقال ابن سلمان إن السعودية تريد تقريب وجهات النظر بين قطر ومصر، وتم الاتفاق على أن يعقد اجتماع ثلاثي بين وزراء الخارجية لمناقشة الخلافات ومحاولة حلها، إلا أن المملكة لم تدعُ لأي اجتماعات”.
وقال آل ثاني: “تواصلنا مع المسؤولين في مصر، لكنهم أخطرونا بأنهم في انتظار دعوة من المملكة، لنؤكد لهم أننا مستعدون لبحث الخلافات ومحاولة حلها”، وأضاف: “كلما كانت هناك محاولة لرأب الصدع نرى تعطيلا لهذه الجهود”، ولم يحدد من المسؤول عن تعطيلها .
وشدد وزير خارجية قطر على استعداد بلاده التام لبحث الخلافات مع مصر، مشيرا إلى أن هناك من يعمل على تعطيل أي محاولات لرأب الصدع.
وباتت مصر ضمن أطراف الأزمة الخليجية التي اندلعت منذ 5 يونيو 2017، إثر قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بدعوى “دعمها للإرهاب”.
وكشف آل ثاني، عن أن الإمارات طلبت من قطر قبيل الأزمة الخليجية بشهرين تسليم زوجة معارض إماراتي مقيمة في الدوحة.
وربط آل ثاني، خلال تصريحات تلفزيونية، بين مشاركة الإمارات في حصار قطر ورفض بلاده تسليم زوجة المعارض، قائلا: “قبل الأزمة الخليجية كانت أي خلافات هامشية تحل بوقتها في إطار ثنائي، ولكن قبيل الأزمة بشهرين رصدنا هجمات من الإعلام الإماراتي، وتواصلنا معهم لحل المشاكل بشكل ثنائي. أبو ظبي طلبت تسليم زوجة معارض إماراتي مقيمة في الدوحة. وأرسل ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد مبعوثين لأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عام 2015 للمطالبة بتسليم المرأة”.
وتابع: “رفض الأمير تميم تسليم المرأة كونها غير مطلوبة في جرم جنائي، وبهذا سيكون تسليمها مخالف للقانون الدولي والدستور القطري، حيث إن المادة 58 من الدستور تحرم علينا تسليم أي لاجئ لأسباب سياسية، كما أن أخلاقنا كعرب وتقاليدنا كخليجين لا تسمح لنا بتسليم المرأة”.
وأكد وزير الخارجية القطري أن الشيخ تميم شدد على ضرورة عدم السماح لأي شخص باستخدام الدوحة كمنصة للهجوم على الإمارات أو أي دولة خليجية.
وتابع: “عندما طرحنا موضوع الهجمات الإعلامية، أعادت الإمارات طرح موضوع زوجة المعارض، وبينوا أنه مقابل تسليمها تتوقف الهجمات الإعلامية”.
وأضاف: “الأمير تميم شدد مجددا على موقفه بعدم تسليم المرأة، كونها لم تخالف شروط الإقامة في قطر، ليرد آل ثاني بأن التنسيق الثنائي سيتوقف بشكل تام”.
وفي سياق متصل، كشف الوزير القطري أن التحقيقات التي جرت في جريمة قرصنة وكالة الأنباء القطرية، أثبتت تورط دولتين من دول الحصار في هذه الجريمة رفض ذكر اسميهما، معلنا أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهما.
من جانبه شن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، أمس الأربعاء، هجوما عنيفا على الدوحة، مؤكدا أن دول المقاطعة تسعى لتجاوز ملف قطر التي “اختارت أزمتها وعزلتها”، على حد تعبيره.
وقال قرقاش في سلسلة تغريدات على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إن الداعية يوسف القرضاوي حرض على استهداف الإمارات وهو داخل الأراضي القطرية، وكان تحريضه جزءا من أزمة 2014، مشيرا إلى أن إنكار دعم قطر للتطرف والإرهاب تكتيك إعلامي.
وتابع الوزير الإماراتي: “تعودنا على ازدواجية الخطاب السياسي القطري، فهي التي استضافت القاعدة التي قصفت العراق والمحطة التي حرضت ضد القصف، وهي التي دعمت حماس وطبّعت بحرارة مع إسرائيل، وهي التي تواصلت مع السعودية وتآمرت على ملكها”.
وأشار إلى أن “الارتباك في الخطاب والسياسة مستمر فأحيانا المشكلة هي الغيرة الجماعية من قطر وأحيانا هي صيانة السيادة وأحيانا هي دعم قطر للديمقراطية (المفقودة محليا) و أحيانا هو دعمها للربيع العربي وأحيانا هي الإمارات المحرضة”.
ويرى قرقاش أن الدول الأربع المقاطعة لقطر، قدمت الحل السياسي، ودعت للتفاوض، مؤكدا أنه لا يمكن حل أزمة قطر دون تغيير توجهها الداعم للتطرف والإرهاب والمتآمر على جيرانه ودول المنطقة، على حد تعبيره.
وتساءل في تغريدة أخرى حول: “كيف يمكن لخطاب سياسي مسؤول أن ينفي التآمر القطري الممنهج ضد البحرين ومصر، حقيقة؟ حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدقك فلا عقل له”.
كما شدد على أن أزمة قطر وعزلتها مستمرة، معربا عن قناعته بأن القيادة القطرية مرتبكة ومتخبطة، ولا تود أن تعالج لُب الموضوع، وقال إن الحل هو التغيير.
واختتم وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي تغريداته بالقول إن: “قطر ما قبل 1995 تجانست مع محيطها وكانت نعم الجار والدار، المغامرة التي بدأت في ذلك العام خط فاصل وبداية منحدر واضح، الأزمة على ما يبدو مستمرة والمراجعة والتراجع عن سياسة ضرت قطر والمنطقة قادمة إن آجلا أم عاجلا”.
ويأتي هجوم قرقاش على دولة قطر بعد تصريحات لوزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ربط فيها بين مشاركة الإمارات في الحصار ورفض بلاده تسليم زوجة معارض إماراتي متواجدة في الدوحة.