من فضلك.. | سميرة الجابرية
من فضلك تعال..
وأقم الحد علي..
بأن تلبسني ثيابا
سوادها كالظلام..
تعال..
وحدد أيام الحد..
قياسا قاسيا..
يلزمني الصمت
الطويل..
من فضلك..
أكتب لي عنوان
الغياب…
بحروف متفرقة..
تترجم معنى الأحزان..
متناثرة.. غامضة..
خامدة في زنزانة
الوحدة..
من فضلك.. تعال..
ولا تجالسني حتى..
لأنهار من غفلة الحب..
اقسى علي إلى أن ألملم
ذكرياتي..
وتلك الحقائب الجاهزة
للمغادرة..
لعل الخيرة بأن ألازم
فراشي.. ومخدتي
الذابلة من دموع
الليل..
من فضلك.. تعال..
وأفقني بمياه باردة..
تحيي قلبي إلى الحقيقة
الميتة..
إلى كرسي الاعتراف
بأن الحب مهزوم بالغياب
مهزوم بريح الكذب..
وإعصار الانتظار الذي
لم يأتي… ولن يأتي..
من فضلك.. غادر
بيتي… وحروفي
الكارهة لقلمي بلا
إذن يؤذن..
بدون أجراس تدق..
ولا نظرة طويلة لأعين
بريئة..
وبلا أنامل تمسح خد من
دمع خامل..
متأن..
كسيح في وجه الحب..
مهزوم عند الغياب..
وذلك الفراق المرغوم..
وبدن همزة وصل
تنادي.. تناجي
الحقيقة
كالموت المؤلم..
من فضلك.. أنا في
وحشة الحياة
وأتألم..