يبدأ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارة رسمية للولايات المتحدة غدا الاثنين يجتمع خلالها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ظل اهتمام الجانبين بتعزيز العلاقات والتعاون الثنائي ومواصلة التنسيق بشأن عدد من القضايا الإقليمية منها ما يتصل باليمن وسوريا وايران.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز ان ترامب يتطلع الى مناقشة سبل تعزيز الروابط بين الولايات المتحدة والسعودية خلال اجتماعه مع بن سلمان المقرر عقده بعد غد الثلاثاء الى جانب بحث الأولويات الأمنية والاقتصادية المشتركة للبلدين.
وستصبح هذه اول زيارة يقوم بها بن سلمان للبيت الأبيض بصفته وليا للعهد في السعودية حيث كانت آخر زيارة له لواشنطن في مارس 2017 وكان يشغل وقتها منصب ولي ولي العهد بالمملكة.
وذكر تقرير اخباري ان زيارة ولي العهد السعودي للولايات المتحدة التي ستستمر وفقا لما هو مقرر الى الثامن من ابريل المقبل تتضمن توقفه في عدد من المدن الامريكية للتواصل شخصيا مع عدد من ممثلي الشعب الأمريكي وصناع الرأي العام.
من جانبه اكد مدير قسم البحوث والتحليل في المركز العربي في واشنطن الدكتور عماد حرب في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) أن العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة “تقوم على الترتيبات العسكرية والأمنية والتنسيق الا ان الإدارة (الأمريكية) لا تتحدث بصوت واحد عما يحدث”.
بدوره قال الدكتور حسين إيبش وهو باحث مقيم أول في (معهد دول الخليج العربية في واشنطن) ل(كونا) ان “أجواء العلاقات” بين السعودية والولايات المتحدة “تم إصلاحها بشكل كبير” بعد الزيارة التي قام بها ترامب للرياض في مايو الماضي مضيفا ان “الجانبين أوضحا الآن أنهما يشعران بالثقة والاحترام إزاء بعضهما”.
وأضاف انه بالإضافة إلى التنسيق حول قضايا المنطقة فان زيارة ولي العهد السعودي ستسعى أيضا إلى معرفة ما إذا كان يمكن للسعودية التعاون مع الولايات المتحدة في تأهيل برنامج الطاقة النووية الجديد للرياض وتزويده بالسلع والخدمات المطلوبة.
وتابع إيبش “نحن نتحرك الى نطاق الأخذ والعطاء بدلا من إعادة الطمأنة والنوايا الحسنة وهذه فرصة عظيمة للشركاء للتقرب من بعضهم بشكل اكبر الا انها تنطوي في المقابل على إمكانية تسليط الضوء على أي خلاف قد يحدث أو يطرأ فجأة”.
واكد ان “إدارة ترامب والحكومة السعودية” لا سيما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان “ليس لديهما أي شكوك بشأن التزامهما بعلاقات قوية بين الولايات المتحدة والسعودية”.
وأشار الى ان العلاقات بين البلدين “تقوم على المصالح المشتركة أكثر من القيم المشتركة” منبها في الوقت نفسه الى ان “الشراكة كانت دائمة لأن كلا من واشنطن والرياض ولأسبابهما الخاصة تشتركان على نطاق واسع في الأهداف الإقليمية ذاتها”.
وذكر إيبش ان الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية مرتا بفترة من “الريبة وسوء الفهم” خلال فترة الولاية الثانية للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على خلفية تواصل أوباما مع إيران الا ان الدولتين “دائما ما تعودان إلى بعضهما لأنهما من أهم الدول التي لها مصلحة راسخة في الحفاظ على النظام الإقليمي”.
وشدد على ان العلاقات المتوترة في عهد أوباما “تم إصلاحها بصورة فعالة ولكن الآن ستسعى الإدارة في واشنطن وولي العهد (السعودي) إلى تجاوز عمليات التعارف والطمأنة وصولا الى مجال الأخذ والعطاء الذي يمكنه بالتأكيد جعل الشركاء أكثر قربا”.
وفيما يتعلق بالمستقبل قال إيبش “ستكون هناك حالات صعود وهبوط كما رأينا ولكن طالما أن المصالح الأساسية تظل فعالة في كلا البلدين فإن واشنطن والرياض لن يكون لديهما خيار سوى الاعتماد على بعضهما بصفتهما شريكين رئيسيين”.