‘مركز إنساني عالمي’ بهذه الكلمات وصف السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون دولة الكويت إثر النجاح منقطع النظير الذي حققته خلال المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا وتبرعها بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي مع بلوغ اجمالي قيمة التعهدات المقدمة من الدول المشاركة في المؤتمر 4ر2 مليار دولار.
وفي موازاة إعرابه في كلمته باختتام مؤتمر المانحين الذي شاركت به 69 دولة عن الشكر لسمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وتقديره لمساهمة الكويت التي شكلت ‘مصدر وحي لكل المشاركين’ لفت بان كي مون الى استجابة الاسرة الدولية ‘بسخاء وكرم’ في المؤتمر.
كما وصف السكرتير العام للأمم المتحدة سمو أمير الكويت بأنه ‘زعيم للانسانية’ قائلا إن ‘صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لعب دورا مهما على الصعيد الانساني ما جعل من الكويت مركزا إنسانيا عالميا’.
وزاد بقوله ‘أصفق لحكومة وشعب الكويت واعرب مجددا عن فائق الامتنان كما أتقدم بالشكر الى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والكثير من الجهات المانحة الاخرى والوكالات الانسانية والمنظمات غير الحكومية وفي مقدمتها الهلال الاحمر والصليب الاحمر’ الذين ساعدوا المتضررين من الازمة السورية والشكر الموصول لكل الدول المشاركة في المؤتمر على التزامها ودعمها لتصل قيمة المبالغ التي تعهدت بها الى 4ر2 مليار دولار.
أما عن المبلغ الذي جمع في مؤتمر الكويت فأوضح أنه سيخصص لتمويل الاولويات الطارئة وتخفيف وطأة المعاناة الانسانية جراء الازمة السورية وفي مقدمتها الغذاء والدواء ومعالجة الصدمات النفسية التي تعرض لها السوريون اضافة الى تنظيم حملات التعليم والتلقيح للاطفال وتوفير الملاجئ الطارئة للاجئين والمياه الصالحة للشرب.
وأعرب بان كي مون عن الامل في الايفاء بهذه التعهدات عام 2014 من اجل ضمان المتابعة الصحيحة وانشاء مجموعة من اكبر الجهات المانحة كما تناول الحل السياسي للصراع في سوريا ‘حيث ستعمل ‘محادثات مؤتمر (جنيف 2) المزمع في 22 يناير الجاري على تنفيذ نتائج مؤتمر (جنيف 1)’ داعيا الى انشاء هيئة حكم انتقالي تتمتع بسلطة شرعية كاملة بموافقة طرفي النزاع.
وأوضح أن الامم المتحدة سوف تستخدم الموارد التي خرج بها المؤتمر ‘بأفضل طريقة من أجل تأمين الغذاء والطعام والمياه والملاذ والملاجئ وكل الخدمات الاساسية الاخرى لملايين الاشخاص الذين يحتاجون اليها’.
وذكر أن اهتمام الامم المتحدة ووكالاتها المختصة سيركز على النساء والاطفال ومساعدة على تعزيز مبادرة (لا لجيل ضائع) ودعم الاولاد لاستعادة تفوقهم وتعزيز سبل المعيشة للاجئين ليتمكنوا من العيش بشكل طبيعي.
ومن جانبه قال النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في ختام المؤتمر ‘أثبتنا جميعا للتاريخ ثانية قدرتنا على التواصل لتوفير الاحتياجات الاساسية للأشقاء في سوريا لمواجهة كارثة حصدت عشرات الالاف من القتلى والجرحى وشردت الملايين..هذه الكارثة التي صنفتها الامم المتحدة بأنها أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر وآثارها المروعة على دول الجوار السوري’.
وأعرب الشيخ صباح الخالد عن التقدير للجهود التي تتكبدها دول الجوار لسوريا في استضافة اللاجئين السوريين وما التزمت به لتخفيف آثار الكارثة على السوريين مشددا على ضرورة أن يترجم هذا الالتزام في الجانب السياسي بما يسهم في وقف القتال وحقن دماء الشعب السوري وينهي هذه الكارثة غير المسبوقة.
من جهته أوضح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح ان اجمالي تبرعات دولة الكويت بلغت 500 مليون دولار للشعب السوري ‘منها 300 مليون دولار تبرع من حكومة الكويت و 200 مليون هي حصيلة تبرعات المنظمات الخيرية غير الحكومية’.
وقال الشيخ محمد العبدالله في تصريح للصحافيين على هامش المؤتمر ردا على سؤال حول تشكيك البعض بمدى إيصال هذه المبالغ لمستحقيها من الشعب السوري الشقيق ان ‘دور دولة الكويت ينحصر في تنظيم هذا المؤتمر وجمع أكبر عدد ممكن من المشاركين تلبية لنداء صاحب السمو امير البلاد ‘الداعي الى تقديم المساعدات الى اللاجئين السوريين.
وذكر أن جهود سمو أمير البلاد في هذا المجال ‘معروفة للجميع وحظيت بإشادتهم ونحن فخورون بالوصف الذي أطلقه السكرتير العام للأمم المتحدة على صاحب السمو الأمير حين قال ان سموه بطل من أبطال العمل الإنساني الدولي وهي بلا شك شهادة يعتز بها كل مواطن كويتي’.
وعن أرقام وحجم التبرعات فقد أعلنت الولايات المتحدة عن التبرع بمبلغ 380 مليون دولار والمفوضية الاوروبية بمبلغ 165 مليون يورو وبريطانيا بمبلغ 100 مليون جنيه استرليني واليابان ب 120 مليون دولار والنرويج ب 75 مليون دولار امريكي والمملكة العربية السعودية وكذلك قطر بمبلغ 60 مليون دولار لكل منهما والسويد بمبلغ 35 مليون دولار.
في المقابل أعلنت المانيا عن التبرع ب 30 مليون يورو وجمهورية ايرلندا ب 3ر16 مليون دولار والعراق يتبرع ب 13 مليون دولار وسلطنة عمان بمبلغ عشرة ملايين دولار وفنلندا ب 7 ملايين يورو ولوكسمبورغ بخمسة ملايين يورو وكوريا الجنوبية بخمسة ملايين دولار.
من جانبه كشف الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في كلمته أمام المؤتمر ان الامانة العامة للجامعة سوف تدرج وثيقة خطة الاستجابة لسوريا لعام 2014 التي صاغتها المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتعاون مع 100 منظمة وطنية ودولية غير حكومية من أجل تسهيل دمج استراتيجيات تنفيذ خطة الاستجابة الاقليمية في اولويات العمل العربي المشترك.
واكد العربي دعم الجامعة العربية لاستراتيجية (جيل لن يضيع) التي صاغتها منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ‘لحماية جيل من الاطفال السوريين من حياة يائسة ذات فرص متضائلة ومستقبل مظلم’.
وأشار الى استعداد الجامعة العربية المشاركة في انشاء فريق تنسيق مصغر برئاسة الامم المتحدة ودولة الكويت ومشاركة ممثلين عن النازحين واللاجئين والمنظمات ذات العلاقة والدول المضيفة والمانحين يجتمع بصفة دورية لمتابعة وتقييم مستوى تنفيذ التعهدات واقتراح سبل تطوير التنفيذ.
من جهته قال الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني ان المؤتمر يؤكد اهتمام دولة الكويت الكبير بما آلت اليه المأساة المؤلمة التي يعاني منها الشعب السوري الشقيق.
واكد الزياني مواصلة المجلس جهوده للتخفيف من المعاناة التي يعيشها الشعب السوري وتوفير الاحتياجات الانسانية العاجلة لهم داخل سوريا وخارجها.
واشاد بالمساهمة المالية السخية التي قدمتها الكويت سابقا وتلك التي أعلن عنها اليوم والمساهمات التي قدمتها دول مجلس التعاون في مؤتمر المانحين الاول وذلك استشعارا منها لمسؤولياتها تجاه الشعب السوري الشقيق واستمرارا لمواقفها الداعمة لهم.
بدوره أشاد وزير المالية السعودي الدكتور ابراهيم العساف في كلمته بدور الكويت المهم في رعاية هذا المؤتمر ودعمها المتواصل لسوريا لاسيما مع زيادة تدفق اللاجئين والتحديات الانسانية الكبيرة التي تواجه المجتمع الدولي ما يتطلب تضافر الجميع من اجل ايجاد حلول لهذه الازمة.
من ناحيته أشاد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في كلمته بدور الكويت وبذلها جهدا استثنائيا في مساعدة دول الجوار وجهودها الحثيثة لمساعدة الشعب السوري منوها بنداء سمو أمير البلاد الذي وجهه لكل الكويتيين والمقيمين مؤسسات وافرادا للتبرع للاجئين السوريين.
من جهته أشاد وزير التعاون والتخطيط الدولي الاردني ابراهيم السيف بدور الكويت في المواقف الانسانية التي تسلط الضوء على ما يحتاج اليه اشقاؤها واصدقاؤها في دول العالم.
كما اشاد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بالدور الذي ادته الكويت حكومة وشعبا في استضافة هذا المؤتمر وتعاطفها وكرمها مع الاشقاء السوريين.
في موازاة ذلك أشاد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس بدور الكويت في استضافة المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا واصفا اياه بأنه ‘جدير بالاعجاب’ مثمنا جهود دول مجلس التعاون الخليجي الاخرى التي ساهمت كثيرا في التخفيف من معاناة الشعب السوري.
من ناحيتها أعربت وفود كثيرة مشاركة في المؤتمر في كلماتها أمام مؤتمر المانحين وفي مقدمها ايرلندا الشمالية واليابان وكوريا الجنوبية والمانيا وفرنسا ونيوزيلندا وفرنسا عن الشكر للكويت على استضافتها المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا تحت رعاية سمو امير البلاد.
وأجمع ممثلو الوفود على أن استضافة الكويت للمؤتمر في نسخته الثانية تؤكد حرصها على ايجاد حل للازمة الانسانية التي يعانيها الشعب السوري في الداخل والخارج معربين في الوقت ذاته عن تقديرهم للجهود التي تبذلها الكويت قيادة وحكومة وشعبا في هذا الشأن.
في موازاة ذلك أشادت المديرة العامة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ايرينا بوكوفا باستضافة وقيادة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح للمؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا.
وقالت بوكوفا في مؤتمر صحافي على هامش المؤتمر ان المجتمع الدولي اجتمع في الكويت اليوم قبل انعقاد مؤتمر (جنيف 2) الاسبوع المقبل لاظهار دعمه والتزامه بالوضع الانساني في سوريا.
كما أعربت المتحدثة الاعلامية باسم المكتب الاقليمي لمنظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الاوسط جوليت توما عن الشكر لدولة الكويت حكومة وشعبا على الدعم السخي الذي قدمته للمنظمة في العام الماضي وبلغ 55 مليون دولار موضحة أنه ‘جاء في وقت حرج جدا للمنظمة حيث كنا على شفا اغلاق بعض المبادرات وبعض العمليات المنقذة للحياة من اجل مساعدة اطفال سوريا وبفضل هذا التمويل استطعنا متابعة عملنا’.
بدوره وصف رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر ميورر في كلمته الوضع الانساني في سوريا بانه ‘مأساوي’ ويزداد سوءا في ضوء استمرار تدهور الوضع هناك يوما بعد آخر.
وفي هذه الاثناء أعلنت منظمة اوكسفام للمساعدات الانسانية في دراسة اعلنت عنها اليوم ان دولة الكويت قدمت ما يفوق الحصص التي تعد عادلة بالنسبة للجهود الانسانية الخاصة باللاجئين السوريين بنسبة 1444 بالمئة (الف و444 بالمئة).
واوضحت الدراسة أن بعض الدول قدمت ما يفوق الحصص التي تعتبر عادلة بالنسبة لها في الجهود الانسانية وجاء في مقدمة الدراسة دول عربية حيث بلغت مساهمة دولة الكويت بنسبة 1444 بالمئة فيما تصدرت القائمة الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين حيث قدمت الاردن 1272 بالمئة ولبنان بنسبة 5617 بالمئة اما السعودية فقدمت بنسبة 324 بالمئة والعراق 450 بالمئة لتحتل جميعا رأس القائمة.
أعلن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح اليوم ان اجمالي تبرعات دولة الكويت بلغت 500 مليون دولار للشعب السوري ‘منها 300 مليون دولار تبرع من حكومة الكويت و 200 مليون هي حصيلة تبرعات المنظمات الخيرية غير الحكومية’.
وقال الشيخ محمد في تصريح للصحافيين على هامش المؤتمر الدولي الثاني لدعم الوضع الانساني في سوريا ردا على سؤال حول تشكيك البعض بمدى إيصال هذه المبالغ لمستحقيها من الشعب السوري الشقيق ‘اننا نتمنى من وسائل الإعلام توجيه هذا السؤال للمسؤولين في الأمم المتحدة’.
وأضاف ان ‘دور دولة الكويت ينحصر في تنظيم هذا المؤتمر وجمع أكبر عدد ممكن من المشاركين تلبية لنداء صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح’ الداعي الى تقديم المساعدات الى اللاجئين السوريين.
واوضح ان جهود سمو أمير البلاد في هذا المجال ‘معروفة للجميع وحظيت بإشادتهم ونحن فخورون بالوصف الذي أطلقه السكرتير العام للأمم المتحدة على صاحب السمو الأمير حين قال ان سموه بطل من أبطال العمل الإنساني الدولي وهي بلا شك شهادة يعتز بها كل مواطن كويتي’.
وقال ‘اننا قد نختلف في بعض الأمور الداخلية لكن لا يمكن أن نختلف على واجبنا الإنساني تجاه المحتاجين’ مؤكدا أن جمع الأموال وأوجه صرفها منوطة بالأمم المتحدة وليس بالكويت.
وأشاد بالتبرع السخي من الدول المانحة إضافة الى التبرع الكويتي مشيرا إلى تبرع الولايات المتحدة بمبلغ 380 مليون دولار وبريطانيا بمبلغ 100 مليون جنيه استرليني والمملكة العربية السعودية وكذلك قطر بمبلغ 60 مليون دولار لكل منهما.
وافاد بان هذه الدول فقط قدمت ما يقارب مليار دولار ‘ونتمنى أن تستمر الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق’ موضحا أن الإشادة بنجاح المؤتمر جاءت من جميع المشاركين وهي ‘شهادة نعتز ونفخر بها’.
ومن جهته أشاد سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بالنتائج المثمرة التي اسفر عنها المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا الذي تستضيفه الكويت مؤكدا ريادة الكويت في العمل الخيري والمبادرة في الاعمال الانسانية.
واعرب سمو الشيخ جابر المبارك في تصريح للصحافيين على هامش اعمال المؤتمر عن سعادته لما توصل اليه مؤتمر المانحين من نتائج جيدة وللمساعدات التي تعهدت بها الدول المانحة واعلنت عنها خلال المؤتمر ‘ستعود بالفائدة على المحتاجين لها من الشعب السوري الشقيق’. وقال انه ‘يشرفنا تلبية النداء الكريم الذي اطلقه صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لاغاثة الشعب السوري’ سائلا المولى القدير ان يكلل هذه الجهود المباركة بالنجاح ‘وان تخفف هذه المساعدات من معاناة المحتاجين وتنهي هذه المأساة قريبا’.
اعلنت دولة قطر تبرعها بـ 60 مليون دولار أمريكي لدعم الشعب السوري خلال مؤتمر المانحين الثاني بالكويت، كما اعلنت دولة العراق يتبرع ب 13 مليون دولار أمريكي . كما رفعت السعودية اعتماداتها المالية لدعم اللاجئين السوريين ب 60 مليون دولار أمريكي ليصبح المبلغ المتاح للصرف 250 مليون دولار . وقدمت المملكة المتحدة 100 مليون جنيه استرليني، ولوكسمبورغ تتبرع بخمسة ملايين يورو، وفنلندا اعلنت تبرعها ب 7 ملايين يورو.
اليابان تتبرع ب 120 مليون دولار لدعم الشعب السوري.
المانيا تتبرع ب30 مليون يورو لدعم الشعب السوري.
جمهورية ايرلندا تتبرع ب 3ر16 مليون دولار لدعم الشعب السوري.
اعلنت الولايات المتحدة الامريكية تقديم مساعدات بقيمة 380 مليون دولار لدعم الشعب السوري.
أعلن سمو أمير البلاد تبرع الكويت بـ 500 مليون دولار في المؤتمر الدولي الثاني للمانحين.
كما دعا سموه الفرقاء في سوريا الى أن يضعوا نصب أعينهم مصير وطنهم وسلامة شعبهم فوق أي اعتبار، ودول العالم والمنظمات والوكالات الدولية الى المسارعة للتبرع وتقديم المساعدة للشعب السوري
وفي ما يلي نص كلمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في افتتاح المؤتمر..
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين أصحاب السمو والمعالي والسعادة معالي الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون معالي الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي معالي الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني ضيوفنا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني ان ارحب بكم في دولة الكويت ضيوفا أعزاء للمشاركة في المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا شاكرا لمعالي الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون مبادرته لعقد هذا المؤتمر الذي يجمعنا معه شعور مشترك بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا بالنسبة للنزاع الدموي المستمر في سوريا وسعينا المتواصل والحثيث للتخفيف من معاناة اشقائنا هناك والتحدي الكبير والمتزايد بشأن موضوع اللاجئين منهم الى دول الجوار.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة استجابت دولة الكويت لطلب معالي الامين العام للامم المتحدة لاستضافة المؤتمر الثاني للمانحين بعد عام من استضافتنا المؤتمر الاول والذي حقق الاهداف المرجوة منه الامر الذي عكس الدلالة الواضحة على المسؤولية التاريخية التي تشعر بها دولة الكويت تجاه اشقائها في سوريا وادراكها لحجم الكارثة التي يعاني منها الاشقاء وضرورة حشد الجهود الدولية لمواجهتها والتخفيف من آثارها.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة ينعقد الاجتماع الثاني للمانحين ولهيب الكارثة الانسانية في سوريا لازال مستعرا حاصدا عشرات الآلاف من الابرياء ومدمرا كافة مظاهر الحياة ومهجرا للملايين نتيجة لنزاع جائر ومستمر استخدمت فيه كافة انواع الاسلحة بما فيها المحرمة دوليا ضد شعب اعزل.
ان متابعتنا للارقام المخيفة لاعداد القتلى والمفزعة لاعداد اللاجئين في الداخل والخارج التي تعلنها الوكالات الدولية المتخصصة ومنها المفوضية السامية لحقوق الانسان والتي تؤكد مقتل ما يقارب عن المائة والاربعين ألف قتيل وهو ضعف عدد القتلى منذ انعقاد مؤتمرنا الاول وتشريد ملايين اللاجئين والنازحين في الداخل والخارج في ظروف معيشية ضاعف من قسوتها دخول موسم الشتاء.
كما ان تقرير منظمة الاغذية والزراعة الاخير يؤكد تدهور القطاع الزراعي والحيواني بشكل دمر مقومات وقدرات البلاد على توفير امنها الغذائي.ولقد طال التدهور قطاعا مهما يتعلق بمستقبل الاجيال في سوريا اذ تخلف قطاع التعليم وتعطلت المناهج الدراسية ودمرت المدارس الامر الذي بات يهدد مستقبل النشء وبلادهم ويتطلب وضع برامج تعليمية بالتعاون مع المؤسسات الدولية المختصة.
كما ان انحدار مستوى الخدمات الصحية ساهم في تفشي الكثير من الامراض وانتشارها ولعل تقرير منظمة الصحة العالمية الذي يؤكد تفشي مرض شلل الاطفال في الداخل والخارج لدليل واضح على حجم المأساة والمعاناة التي يعيشها أبناء الشعب السوري.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة ان ديننا وقيمنا وانسانيتنا تحتم علينا امام هذا الواقع المرير والكارثة المدمرة ان نستمر بالعمل الدؤوب وبلا ككل وبكل جهد لمواجهتها والتخفيف من آثارها وتداعياتها التي تعد الاكبر في تاريخنا المعاصر.
وانني اناشدكم ضيوفنا الكرام المشاركين في هذا المؤتمر ومناشدة دول العالم الأخرى التي لم تشارك فيه وكافة المنظمات والوكالات الدولية للمساعدة بالتبرع وتقديم المساعدة للاخوة السوريين حيث اننا مدعوون ان نجسد للعالم شعورنا بالمسؤولية الانسانية الملقاة على عاتقنا في نجدة براءة الاطفال وضعف كبار السن والنساء ومستقبل الشباب تحقيقا للهدف الذي من اجله انعقد هذا المؤتمر.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة لقد قامت بلادي الكويت ومنذ ان اندلعت الكارثة في سوريا بالمشاركة بكافة الجهود الهادفة للوصول الى حل سياسي للحرب الدائرة هناك واعلنت مرارا استعدادها لبذل مزيد من الجهد لتحقيق ذلك الهدف كما انها ادركت ان المسار الانساني الذي يمكن التعامل من خلاله مع هذه الكارثة الانسانية يتيح لها القدرة على تقديم الكثير من الاسهام والعطاء الانساني حيث تواصل جهدها على المستويين الرسمي والشعبي في حشد الدعم والمساعدة للاشقاء في سوريا سواء في مخيماتهم في الخارج او المشردين منهم في الداخل وقد اوفت دولة الكويت بكامل تعهداتها في المؤتمر الاول للمانحين وذلك بتسليم كامل قيمة تبرعها البالغ 300 مليون دولار الى الامم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لتقوم بدورها بالتوزيع وفق تقديرها لاحتياجات الشعب السوري الشقيق ليكون بذلك مجموع ما قدمته دولة الكويت لدعم الشعب السوري الشقيق في ظل هذه الظروف 430 مليون دولار كما سجلت الجمعيات الخيرية الكويتية انجازات ملموسة في مساعيها للتخفيف من آلام الألوف من اللاجئين والمشردين.
وفي ظل استمرار الأوضاع الكارثية والظروف القاسية التي يعاني منها اشقاؤنا في سوريا في الداخل والخارج فانه يسرني ان أعلن من خلال هذا المؤتمر عن تبرع دولة الكويت بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي من القطاعين الحكومي والاهلي وذلك لدعم الوضع الانساني للشعب السوري الشقيق.
كما ويسرني من هذا المنبر الاشادة وبكل التقدير بموقف اخواني وابناء وطني اهل الكويت الاوفياء الذين جبلوا على حب الخير والعطاء لاغاثة المنكوب ونجدة المحتاج ماضيا وحاضرا وتفاعلهم مع النداءات الانسانية لاعانة المتضررين والمعوزين في كافة انحاء العالم والاشادة أيضا بالمقيمين على ارض الكويت الطيبة وبكافة جمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني وبالقطاع الخاص والشخصيات الاعتبارية على تجاوبهم مع نداء الاستغاثة الذي اطلقناه لاغاثة اشقائنا السوريين كما ادعوهم لمواصلة يد العون لهم والمساعدة.
كما اتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في توفير الدعم لاشقائنا من مؤسسات اقليمية ودولية.
اصحاب السمو والمعالي والسعادة ان المجتمع الدولي اليوم امام مسؤولية تاريخية واخلاقية وانسانية وقانونية تتطلب منا جميعا تضافر الجهود والعمل الدؤوب للوصول الى حل ينهي هذه الكارثة ويحقن دماء شعب بأكمله ويحفظ كيان بلد ونصون فيه الامن والسلام الدوليين.
وحيث اننا نقف على ابواب انعقاد مؤتمر جنيف الثاني ومن هذا المنبر ادعو مجلس الامن الدولي وهو الجهة المناط فيها حفظ الامن والسلم الدوليين ولاسيما الدول دائمة العضوية فيه الى ترك خلافاتها واختلافاتها جانبا والتركيز على وضع حل لهذه الكارثة التي طال استعارها وتوسعت آثارها ليس على المنطقة فحسب وانما العالم بأسره ليعيدوا لهذا المحفل الدولي مصداقيته وقدرته على الاضطلاع بمسؤولياته التاريخية.
كما ادعو الاطراف الاخرى والفرقاء في سوريا الى ان يضعوا نصب اعينهم مصير وطنهم وسلامة شعبهم فوق اية اعتبارات اخرى متمنيا لهذا المؤتمر كل التوفيق والسداد ليعود الامن والاستقرار لربوع سوريا الشقيقة.
وفي الختام لا يسعني الا ان اكرر الشكر لمعالي الامين العام للامم المتحدة بان كي مون متمنيا لمؤتمركم التوفيق في تحقيق الهدف الذي من أجله عقد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأعرب وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح عن الامل في أن يحقق المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا ثماره ونتائجه في تخفيف معاناة الشعب السوري وايصال رسالة واضحة له بأن العالم كله يقف معه.
وقال الشيخ سلمان الحمود في تصريح للصحافيين في قصر بيان اليوم ان اعلان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمام المؤتمر تبرع دولة الكويت بمبلغ 500 مليون دولار من القطاع الحكومي والاهلي يعتبر ‘مساهمة في تخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق ودعما لجهود الامم المتحدة وأمينها العام بان كي مون في تنظيم هذا المؤتمر الدولي للمرة الثانية في دولة الكويت’.
من جانبها قالت المتحدثة باسم مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين ميليسا فليمنج في تصريح مماثل ان التبرع الذي تكرم به سمو أمير الكويت يعتبر ‘رقما قياسيا وبادرة خير’ معربة عن الامل في أن تتبعه مساهمات مماثلة من المجموعة الدولية ‘التي اجتمعت اليوم في ارض دولة الكويت’.
وعبرت فليمنج باسم المفوضية عن الشكر للشعب الكويتي بمنظماته المدنية ‘الذي تبرع أمس بما لا يقل عن 403 ملايين دولار ما يجسد وقوف دولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا مع الشعب السوري ومتطلباته الانسانية.
ينطلق المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا اليوم بمشاركة وفود من نحو 69 دولة وتستضيفه دولة الكويت بمبادرة كريمة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح واستجابة لنداء أطلقه السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون.
ويعول المجتمع الدولي من خلال المؤتمر على جمع نحو 5ر6 مليار دولار أمريكي مع وصول عدد النازحين والمحتاجين داخل سوريا الى أكثر من تسعة ملايين شخص وأكثر من أربعة ملايين لاجئ خارجها.
ووجه سمو أمير البلاد نداء استغاثة قبل يومين الى المواطنين وضيوف الكويت المقيمين على أرضها وجمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والشخصيات الاعتبارية الى المسارعة في المشاركة في الحملة الوطنية لمسيرة الخير والعطاء لاغاثة أبناء الشعب السوري الشقيق داخل سوريا وخارجها من اللاجئين والمشردين للتخفيف من معاناتهم المأساوية.
وأعلنت المنظمات الدولية غير الحكومية المانحة للشعب السوري أمس تعهدها بتقديم نحو 403 ملايين دولار لدعم اللاجئين السوريين الذين يعانون أوضاعا انسانية مأساوية جراء الازمة في سوريا.
وذكرت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية في ختام المؤتمر الثاني للمنظمات الدولية المانحة على هامش (المانحين الثاني) ان مؤتمرها نجح في جمع نحو 403 ملايين دولار لدعم واغاثة الشعب السوري في الداخل والخارج مع الامل في أن تستخدم بفاعلية لتوفير الحاجات الضرورية للاجئين السوريين.
وبلغت مساهمات الجمعيات الخيرية الكويتية في المؤتمر 142 مليون دولار وكانت أعلى قيمة تبرعات للمنظمات الدولية المانحة من هيئة الاغاثة الاسلامية ببريطانيا بتعهدها تقديم 80 مليون دولار ثم الهلال الاحمر الاماراتي بقيمة 35 مليون دولار فمؤسسة ثاني الخيرية القطرية بمبلغ 15 مليون دولار.
وكانت الجمعيات الخيرية الكويتية واستشعارا منها لعظم المأساة السورية قد اطلقت مشروع النداء الموحد من أجل سوريا يستهدف انشاء عشر مدن اسكانية للاجئين السوريين بواقع 1000 بيت لكل مدينة بتكلفة تقدر بنحو اربعة ملايين دينار.
وتشير تقديرات الامم المتحدة الى وجود حوالي 3ر9 مليون سوري تضرروا من جراء الازمة نزح منهم داخليا نحو 5ر6 مليون شخص في حين سجل 2ر3 مليون شخص كلاجئين في الدول المجاورة لسوريا وسط تقديرات بأن العدد الحقيقي للاجئين يفوق ذلك بكثير.
وبلغ اجمالي المبالغ التي تم انفاقها على برامج اغاثة الاشقاء السوريين منذ مؤتمر المنظمات غير الحكومية العام الماضي على هامش (المانحين الاول) نحو 190 مليون دولار بزيادة تخطت سبعة ملايين دولار على تعهدات الجمعيات الخيرية الخليجية والاسلامية خلال المؤتمر والبالغة 183 مليون دولار.
وكانت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية قد أعلنت اعتزامها انشاء مدينة سكنية للاجئين السوريين تضم 2000 بيت مزودة بخدمات تعليمية وطبية وذلك بتوجيهات كريمة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.
وأفادت بأن المدينة الجديدة تماثل (قرية الكويت النموذجية) التي أقامتها الهيئة الخيرية في منطقة كيليس التركية وضمت ألف بيت وقرية مماثلة في مخيم الزعتري ومع كل قرية أنشأت الهيئة عددا من المدارس والمساجد والمراكز الطبية.
وكان برنامج الامم المتحدة الانمائي قد أكد أن الازمة السورية ألحقت الضرر بنحو 50 في المئة من السكان وشردت نحو 5ر6 مليون شخص واجبرت نحو 3ر2 مليون شخص على الفرار من سوريا الى بلدان مجاورة ويعيش نحو 80 في المئة منهم في مخيمات للاجئين فيما امتدت تداعيات الازمة الى المجتمعات المحلية في الدول المستضيفة للاجئين.
وكشفت مفوضة الاتحاد الاوروبي لشؤون التعاون الدولي والمساعدة الانسانية كريستالينا جورجيفا أمس ان المفوضية الاوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد الاوروبي ستتعهد خلال المؤتمر الدولي الثاني للمانحين بتقديم 160 مليون يورو (280 مليون دولار).
يذكر ان المؤتمر الدولي الاول للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا نجح في جمع ما يقارب 5ر1 مليار دولار لمساعدة الشعب السوري التزمت الكويت خلاله ب 300 مليون دولار من ذلك المبلغ.