قال اقتصاديون كويتيون إن الجولة الترويجية الأولى التي بدأتها بورصة الكويت يوم الأربعاء الماضي وانتهت أمس الأول في العاصمة البريطانية لندن بالتعاون مع مؤسسة الخدمات المالية والأستثمارية الأمريكية (غولدمان ساكس) ستنعكس إيجابا على استقطاب وضخ رؤوس أموال أجنبية تزيد من حجم السيولة كما ستعود بالنفع على الشركات المدرجة.
وأشاد الاقتصاديون في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم بحرص إدارة البورصة الدائم على المضي قدما في تنفيذ استراتيجيتها الطموحة الرامية إلى مساندة الدولة في تحقيق مشروع تحويل دولة الكويت إلى مركز مالي إقليمي.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة الاستشارات المالية الدولية (ايفا) صالح السلمي إن بورصة الكويت تشهد نقلة نوعية على كل الصعد منذ أن تسلم إدارتها القطاع الخاص لافتا إلى أن هذه الجولة ستصب في مصلحة البورصة الكويتية وبالتالي على الشركات المدرجة.
ووصف السلمي الجولة الترويجية لبورصة الكويت ب”الجيدة” لافتا إلى أن سوق دبي المالي طبقها من خلال اعتماده على السوقين الأمريكي والأوروبي بواقع زيارة كل 6 أشهر للأولى ومثلها للثانية وأفرزت هذه الجولات سيولة جديدة لسوق دبي “وهو ما نتمناه للسوق الكويتي”.
من جهته، رأى رئيس مجلس إدارة شركة الصناعات الكويتية محمد النقي الجولة الترويجية لبورصة الكويت أنها خطوة ستلقي بظلالها الايجابية على سمعة الكويت الاقتصادية وستتجاوب معها المراكز المالية على مستوى العالم لاسيما الموجودة في لندن.
وأضاف النقي أن بورصة الكويت تسير على خط متواز مع نهضة القطاعات الاقتصادية الأخرى التي توليها الحكومة أهمية بالغة مما قد يساعد السوق على استقطاب المستثمرين الأجانب.
أما مستشار شركة (أرزاق كابيتال) صلاح السلطان فقال إن بورصة الكويت تشهد تطورات على الصعيد التنظيمي وكذلك الفكر الاداري المواكب للمستجدات التي تشهدها اسواق مالية في العالم مشيرا الى أهمية الجولة الترويجية لاسيما بعد ترقية بورصة الكويت أخيرا من سوق مبتدئ إلى ناشئ علاوة على تقسيمها الى ثلاثة اسواق.
وتوقع السلطان أن تجني بورصة الكويت حصاد هذه الجولة لاسيما أن لندن “هي قلب عالم المال” مشيرا الى ان فرص استقطاب المستثمرين الاجانب لبورصة الكويت باتت متوفرة لاسيما أن “الاسعار في السوق الكويتي أصبحت مغرية”.
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة شركة (الكويتية الالمانية القابضة) سليمان السهلي إن السوق الكويتي في حاجة الى تسويق داخلي إلى جانب التسويق الخارجي لاستقطاب المزيد من الأموال المحلية.
وأكد السهلي قدرة السوق الكويتي على جذب الاستثمارات مدعوما “بودائع القطاع الخاص المرتفعة والفوائد المعقولة” لافتا إلى أن “القيمة الرأسمالية للسوق تبلغ نحو 7ر28 مليار دينار كويتي (نحو 4ر95 مليار دولار أمريكي) والقيمة التي تتداول تتراوح بين 8 و9 ملايين دينار (نحو 26 و29 مليون دولار)”.
ودعا السهلي إلى ايجاد حلول لبعض القوانين المتشددة وتخفيف البيروقراطية والعمل على تدشين أدوات جيدة وتفعيل دور صانع السوق وزيادة الوعي بين المستثمرين لاسيما الصغار منهم.
وتستهدف شركة بورصة الكويت من جولتها الترويجية في لندن تسليط الضوء على فرص الاستثمار في البلاد عموما وعلى الفرص الاستثمارية التي تقدمها الشركات المحلية المشاركة في الجولة خصوصا فضلا عن رفع مستوى الوعي حول ما أحرزته بورصة الكويت من تقدم لافت مما ساهم في خلق سوق مالي أكثر شفافية وفعالية وسط مجتمع الاستثمار الدولي.
وشاركت مجموعة من البنوك والشركات المحلية في الجولة وهي بنك الكويت الوطني وبيت التمويل الكويتي (بيتك) وبنك برقان وشركة الاتصالات المتنقلة (زين) وشركة مشاريع الكويت القابضة (كيبكو) وشركة (مباني) و(ميزان القابضة) و(هيومن سوفت).
يذكر أن بورصة الكويت أطلقت أخيرا المرحلة الثانية من خطة تطوير وتقسيم السوق كما عملت على تطبيق نظام جديد للمؤشرات وفواصل التداول إضافة إلى إصدار متطلبات الإدراج الجديدة إلى جانب كتاب قواعد التداول.