على الرغم من حالة التباين التي شهدها السوق العقاري المحلي خلال الربع الأول من العام الحالي جراء بعض التراجعات في مبيعات العديد من القطاعات العقارية فإن مؤشرات السوق التي أفرزتها تلك الفترة تشير إلى توقعات بأن يقبل السوق على مرحلة انتعاش خلال الربع الحالي.
وتوقع عدد من العاملين في السوق العقاري المحلي في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء، أن تشهد المناطق السكنية الجديدة في (المطلاع) و(شرق الصليبيخات) و(صباح الأحمد) و(سعد العبدالله) إقبالا هذا العام مدعوما بالعديد من المشروعات التنموية التي تنفذها الحكومة حاليا.
وأضافوا أن القطاع التجاري من القطاعات النشيطة إذ يشهد طلبا متواصلا في مناطق (حولي) و(السالمية) و(الجليب) و(المباركية) مشيرين إلى أهمية المزادات في تحريك السوق عبر إظهار المعروض من القسائم.
ولفتوا إلى هبوط إيجارات قطاع العقارات الاستثمارية خلال الفترة الماضية بنسبة تقدر ما بين 15 و 20 في المئة بسبب زيادة المعروض وقلة الطلب مما انعكس سلبا على مدخولات ملاك تلك العقارات سواء شركات أو أفراد.
وقال الرئيس التنفيذي في الشركة العربية العقارية حيدر الجمعة ل(كونا) إن الركود طاول جميع القطاعات العقارية على مدار الربع الأول من العام الحالي لافتا إلى قيام العديد من مالكي العمارات والبنايات بالبيع وبأسعار أقل من التي اشتروا بها لاسيما مع تراجع تداولات القطاع السكني بنسبة 20 في المئة.
وأضاف الجمعة أن القطاع التجاري شهد أيضا تراجعات لكن بنسب أقل من القطاع السكني في ظل التزام مالكي بعض البنايات بالديون والاستحقاقات للبنوك.
من جانبه، توقع الرئيس التنفيذي في شركة (مدن الأهلية) العقارية عمر نجم، تواصل النمو الانتقائي للطلب على القطاعات العقارية في بعض المناطق الجغرافية في الفترة المتبقية من هذا العام لاسيما مع اختلاف حجم وطبيعة العرض والطلب بين مناطق الكويت الرئيسية مثل (العاصمة) و(حولي) والمناطق الخارجية.
وأشار نجم في تصريح مماثل ل(كونا) إلى عدد من العوامل الدافعة لنمو السوق خلال العام الحالي أبرزها توقعات تحسن الاقتصاد والارتفاع النسبي لأسعار النفط ونمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 5ر3 في المئة على أساس سنوي ارتفاعا مقارنة بانكماش بلغ نسبة 1ر1 في المئة في العام الماضي.
وأبدى استغرابه من عزوف البعض عن الدخول في الاستثمار العقاري لاسيما مع بلوغ أسعار العقارات مستويات مغرية للشراء وعودة طلبات السكن الخاص للنمو واستمرار الإنفاق الحكومي على المشاريع التنموية لاسيما في مجال الإسكان والبناء إذ تشكل هذه العوامل فرصة للمستثمر الجاد.
وتوقع عودة الزخم إلى المزادات العقارية الحكومية والخاصة كذلك عودة المعارض العقارية للنشاط بعد صدور قرار تنظيمها من وزارة التجارة والصناعة في نهاية العام الماضي وضمان حفظ حقوق الشركات العقارية والعملاء.
من جهته، قال المدير العام لشركة (عذراء العقارية) ميثم الشخص ل (كونا) إن التداولات العقارية خلال الربع الأول من العام الحالي نمت بواقع 50 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وأوضح الشخص أن المناطق الجديدة هي الأكثر استحواذا على الصفقات العقارية مقارنة بالمناطق القديمة مشيرا إلى تماسك قطاع العقار الاستثماري في عدة محافظات لاسيما (حولي) ومناطقها وسط ترصد للعقارات الخاصة في (العاصمة).
وأوضح أن محافظتي الأحمدي والجهراء تتمتعان ببعد استراتيجي للقطاع السكني مما سينعكس إيجابا من ناحية التداولات خلال الربعين الثالث والأخير من العام الجاري.