أكد الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي اعتزاز دولة الكويت بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمعها مع جمهورية الفلبين والتي تمتد لأكثر من نصف قرن لافتا إلى القواسم المشتركة التي توجت بالنمو في جميع مسارات العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال الشيخ صباح الخالد خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم الجمعة مع وزير الخارجية في جمهورية الفلبين آلان بيتر كايتانو إنه تم عقد جلسة مباحثات مثمرة مع الجانب الفلبيني استعرضت أطر التعاون الوثيق بين البلدين الصديقين في المجالات كافة.
وأوضح أنه تعزيزا للتعاون الثنائي المتين بين البلدين وفي ضوء العمل المشترك بينهما وبحث السبل الكفيلة لتجاوز الظرف الاستثنائي الذي حدث بينهما أخيرا فقد تم التوقيع على اتفاقية تشغيل العمالة المنزلية بين البلدين.
وأعرب عن اعتزاز دولة الكويت باحتضان 250 ألف مواطن فلبيني مقدرة مساهماتهم القيمة في مختلف المجالات والقطاعات داخل البلاد مؤكدا الحرص على أمن وسلامة جميع الجاليات المقيمة على أرض الكويت والتي تنتمي إلى 195 جنسية وأن ينعموا جميعا بالعيش الكريم وأن يتمتع الجميع من كويتيين وغير كويتيين بحماية القانون وما يقره لهم من مزايا وضمانات في إطار ما هو معمول به في البلاد.
وردا على سؤال حول ما إذا كان التوقيع على الاتفاقية سيسهم في طي هذه الصفحة بين البلدين أم ستكون لها تبعات أخرى قال الشيخ صباح الخالد إن “حرص الرئيس الفلبيني على إرسال وزير الخارجية ووزير العمل والمبعوث الخاص له إلى الكويت خلال أسبوع يعكس حرص الفلبين على العلاقات الطبيعية مع الكويت”.
وأضاف أن “دولة الكويت حريصة على رد التحية بمثلها وأن تتجاوز كل الأحداث التي حدثت أخيرا وأنها تركز على دعم وتعزيز أواصر العلاقات والتعاون مع الفلبين”.
ولفت إلى أن الطرفين استثمرا هذه الزيارة في مناقشة خطة عمل مستقبلية للتحضير لزيارة الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي إلى البلاد قريبا.
وأشار الشيخ صباح الخالد إلى ضرورة عدم التوقف أمام ما حدث في الفترة الماضية إذ أن “ما يجمع البلدين الصديقين من علاقات تاريخية أكبر بكثير من أي أزمة عابرة” موضحا أن الجانبين اتفقا على ضرورة وجود سفيرين للبلدين في عاصمتيهما.
بدوره نقل وزير خارجية الفلبين آلان بيتر كايتانو تحيات الرئيس رودريغو دوتيرتي إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه مشيدا بنتائج الاجتماع الثنائي الذي جمعه والوفد المرافق له مع الشيخ صباح الخالد.
وأضاف كايتانو في كلمة مماثلة خلال المؤتمر الصحفي أن الاجتماع “المثمر” شهد مناقشة وحل العديد من القضايا العالقة بين البلدين فضلا عن التأكيد على ضرورة المضي قدما في دعم وتطوير العلاقات الثنائية لافتا إلى أن دولة الكويت ساعدت الفلبين كثيرا في الماضي.
وأوضح أن بلاده بصدد تسمية سفير جديد لها في دولة الكويت قريبا مبينا أن “الكثير من المشكلات نتج عن ضعف التواصل وسوء الفهم بين البلدين إلا أن قوة العلاقات التاريخية بينهما قادرة على تجاوزها”.
وذكر أن البلدين اتفقا على ضرورة توطيد العلاقات ومناقشة كل المسائل العالقة فضلا عن التعاون حول الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك خصوصا تلك المتعلقة بالتحديات التي يواجهها العالم وعلى رأسها الإرهاب.
وقال إن “الرئيس دوتيرتي دائما ما يؤكد على ضرورة اتباع القوانين المعمول بها في البلد المضيفة” موضحا أن “بعض التقارير الصحفية نقلت عن مسؤولين فلبينيين معلومات مغلوطة ولم نقل أبدا إن الكويت مكان سيء للعمل”.
وأضاف أن “99 في المئة من أبناء الجالية الفلبينية لا يواجهون مشكلات تذكر وبالتالي لا يمكن أن نعمم على مثل هذه الحالات القليلة ونشجع المواطنين الفلبينيين على العمل في الكويت والمساهمة في نهضتها”.
وأشار إلى أن “وزير العمل الفلبيني سيتواجد في الكويت خلال الأيام المقبلة لبحث العديد من الأمور الخاصة بالعمالة تمهيدا لرفع توصية للرئيس لرفع الحظر عن العمالة الماهرة أما بالنسبة للعمالة المنزلية فستكون هناك مناقشة لتبعات الاتفاقية وسترفع توصية أخرى للرئيس لاحتمال رفع الحظر عنها لأن القرار في رفع الحظر قرار الرئيس”.
ودعا كايتانو دولة الكويت إلى تعزيز استثماراتها في جمهورية الفلبين فضلا عن طلبه مساعدتها في حل قضية مانديناو لتحقيق السلام هناك.