شاعر له مكانة كبيرة في قلوب عشاق شعره ، شارك في برنامج شاعر المليون ، وهو يؤمن بموهبته ويتبنى في قصائده الأوجاع التي يمر بها المجتمع ، وتم اختياره ضمن 180اديب من دول العالم .
حدثنا عن طفولتك ؟
طفولتي كانت مليئة بالمفاجآت، المفرحة والمحزنة، رغم ألم المحزنة إلا أن طعم المفرحة كان يطغى في أكثر الأحيان.
حدثنا عن الجانب الشخصي في حياتك ؟
الجانب الشخصي، أنا ولله الحمد إنسان إجتماعي، أحب خدمة المجتمع والعمل التطوعي وأشارك في أغلب النشاطات العامة والتي قد تكون بعيدةً عن المجال الأدبي، وأبادر وأشجع كل من يعمل في النشاط الإجتماعي والتطوعي.
من اكتشف موهبتك في الشعر ؟
لست أدري، ولكنني وجدت نفسي غارقاً في كتابة الشعر، وكل التوقعات تتجه لنتيجة واحدة، وبعد أن سجل الإعتراف على لسان أمي ذات مرة، قالت لي: لم تصبح شاعر من فراغ، فأنا كنتُ أصبُّ الشعر في أذنك وأنت صغير..
هل كان هناك دعم من الأسرة او من جهة معينة لموهبتك ام لا ولماذا ؟
نعم وخصوصاً بعد أول قصيدة نشرت لي في الصحف المحلية، كان الدعم من جميع أفراد العائلة وليست أسرتي فقط، فالكل يتابع ويترصّد ويقتص القصائد من الصحف ويأتي بها إليّ، وهذا كان الداعم الأكبر بعد الله سبحانه لي.
ماذا غير في داخلك الشعر، هل جعل منك انسان مختلف ام بقيت كما انت ولم يتغير في داخلك شيء سوى انك أصبحت شاعر تتحكم في وزن الحروف وجعلها تصل الى أعماق عشاق الشعر؟
الشعر غيّر في داخلي الكثير، وخصوصاً عندما تتطرق للمواضيع الإنسانية، المواضيع الإجتماعية، قد يبكيك بيت شعر تصف بهِ حال شخص ما، ويفرحك رغم حزنه وقساوة مشهده بأنك استطعت تجسيد المشهد في بيتٍ تقتنص فكرته وصورته الشعرية.
الشعر، قرّبني من الناس أكثر، وضع يدي على همومهم و أحزانهم، وضع يدي على بهجتهم، مشاعرهم، أحاسيسهم، قصص كثيرة مرّت ولازالت خالدة في الذاكرة تنتظر تجسيدها في مشهد شعري، الا أن الوجع الذي أتت به أمامي قد يؤخر النزف حتى موعد لا أعرفه، إلا أن الذاكرة مليئة بالمواقف التي تحمل في طياتها وجع حقيقي، أحاول جاهداً تجسيدها في قصائد تلامس الناس قبل أصحابها.
الشعر، حالة لا تتكرر بتاتاً.
أيهما يتغلب على الآخر الشعر ام من يكتب الشعر ام كلاهما يكمل الآخر ام لا ولماذا ؟
كلاهما يكمّل الاخر، إلا أنني أجد أن الشاعر هو من يخلق الشعر، ويتلاعب بالكلمات ويزينها، ففي المشهد الآخر أجد أن الشاعر هو من يتغلب على الكلمات ويطوعها في قالبٍ شعري، وتكمن قوة الشاعر في تحديه للوزن الذي يعتبر سجناً للكلمات، لكن ثقافة الشاعر تكسر جميع أقفاله، لذلك أجد أن الشاعر هو من يتغلب على الشعر دائماً، وفي النهاية هما وجهان لعملة واحدة.
حدثنا عن تجربتك في برنامج شاعر المليون ،وهل ترى بأنها تكللت بالنجاح الذي تطمح له ام انك لم ينصفك البرنامج ولم يدرك الموهبة التي تمتلكها ام لا ولماذا ؟
تجربة ناجحة بكل المقاييس، وفي وقتها كان الهدف الأساسي الذي وضعته أمامي هو إيصال صوت الشاعر البحريني من خلال البرنامج، ولله الحمد مثلت البحرين في الموسم الثالث وكانت مشاركة رابحة بالنسبة لي، ومميزة بالنسبة للنقاد والمفكرين الذين كتبوا عنها.
ماذا ربحت وماذا خسرت في برنامج شاعر المليون ؟
من أرباح شاعر المليون هذا اللقاء الآن، فلو لا الله ثم شاعر المليون لم أصل بسرعة البرق إلى ملايين الناس خلف الشاشات ويتعرف الكثير على موهبتي وإسمي، بل هناك من لا يتذكر إسمي ولكن يتذكر قافية القصيدة التي شاركت بها قبل 9 سنوات في شاعر المليون، وهذا من حسناتِ المشاركة فيه.
كما أنني وإن لم أصل إلى مراحل متقدمة، فقد وصلت إلى قلوب الناس، وهذا يكفي ليبقيك في ذاكرة الشعر سنين مديدة.
كيف كان شعورك عندما كنت تقف امام ملايين من عشاق الشعر في برنامج شاعر مليون هل كنت تشعر برهبة ام كان عشقك للشعر يجعلك لا تكترث او تهاب شيء ولا ترى سوى إيمانك بموهبتك في الشعر ام لا ولماذا ؟
هناكَ فرق في أنك تقف على المسرح وأنت تمثل دولة لوحدك، وأن تقف على المسرح وهناك من يمثل الدولة معك، في الموسم الثالث كنت الوحيد الذي يمثل مملكة البحرين في شاعر المليون، فكان حمل المشاركة كبير ومرهق، وكانت رهبة المسرح المكتظ بالناس له الأثر الكبير على النفس من رهبة ودهشة، إلا أنه بعد أول جملة تشعر بالراحة النفسية على الكرسي الأحمر.
كانت المشاركة كالحلم، لم استفق منه إلا بعد خروجي من المسرح إلى الكواليس، شعرت بجدية المكان.
يقال بأن في المجال الفني حروب كثيرة هل هناك حروب مشابهة لها في المجال الشعري ام لا ولماذا ؟
لا يوجد مجال فيه تنافس وإبداع إلا وتجد فيه الحروب، وتجد فيه الخصوم وتجد فيه التنافس الغير شريف والشريف كذلك، ولكن الأول يطغى على الثاني، ولكنني كنت بعيد كل البعد عن الحروب والخصومة، ولكنني متواجد في التنافس الشريف والبحث عن الأفضل دائماً، ومن كان يسير على هذا الخط، ستجده من وقتنا ذاك إلى وقتنا هذا متواجد وبقوة في الساحة.
هل ما تكتب يعبر عما في داخلك ام تكتب من تجارب غيرك ام لا ولماذا ؟
ما أكتبه خليط من الأحاسيس، أكتب إحساسي وإحساس المقربين وأكتب قصص قد تمرّ من خلال حادثة أو من خلال تجارب الآخرين، بل هناك الكثير من القصائد التي أشتهرت كانت تحكي قصص حب ومعاناة لأصدقاء مقربين لي، كتبت لمعاناتهم، ولكنني قمت بنشرها ففي النهاية له القصة ولي القصيدة .
كونك شاعر هل ترى الحب بنظرة مختلفة عن بقية البشر ام لا ولماذا ؟
بالطبع، الحب شيء مقدس في الحياة، فالحياة مبنية على أساس المحبة، والحب لبنة أساسية لبناء المجتمع، الحب شيء مختلف، قد يراه البعض أنثى، وقد يراه البعض حظ، وأنا أراه كل شيء، وعليك أن تحب كل شيء لتحبك الحياة، الحب لغة مختلفة جداً عن ما يراه البعض وعن ما يعرفه البعض الآخر أيضاً.
في مسيرتك الشعرية ماهو اسوء موقف حدث لك ولا زلت تذكره وحفر في داخلك رهبة كبيرة وخوف كان دافع لجعلك تؤمن بأن هذه ليست نهايتك في الشعر ولكنها بدايتك في هذا المجال ؟
عدم حصول قصيدتي التي كانت مرشحة من قبل الناس والنقاد في وقتها على مركز متقدم في مسابقة شعرية وطنية، وقد شكّلت القصيدة ضجة حول لجنة التحكيم، إلا أنني آثرت على نفسي أن تكون تلك المشاركة درس لي ولغيري من الشعراء، وعرفتُ في وقتها أن وصولك للناسِ أهم وأبقى من وصولك إلى مركز متقدّم في مسابقةٍ ما، والحمد لله، لازلت أعمل على هذا الأساس، مهما كان ترتيبك في المراكز، ثق تماماً بأنه عندما يختارك الناس مركزاً أولاً لا عليك من الباقي وعش نشوة المركز الأول في قلوب الناس.
ماهي نقطة التحول في حياتك ؟
أمسية جمعتني مع الشاعر الكويتي الكبير سالم سيار في إحتفالات جامعة الخليج العربي في البحرين بأعياد دولة الكويت فبراير 2005م، والذي لقبني بعدها الشاعر سالم سيار بـ (كنز الشعر)، وهذه كانت نقطة التحول الأولى و الكبيرة في حياتي الأدبية.
هل كان هناك شاعر جعلك تعشق الشعر وكان مثال لك وجعلك تؤمن بأنك يوما ستصبح مثله ام لا ولماذا ؟
الكثير مما كان لهم الأثر في حياتي، ولن أذكر أسماء لأن المساحة لا تكفي لذكرهم.
ماهي ابرز اعمالك الشعرية ؟
أغنية الأم التي قمنا بتسجيلها قبل عامين في يوم الأم، والتي غناها الفنان حسين الفيصل. وهناك الكثير من الأعمال العاطفية والقومية أيضاً.
تم أختيارك مؤخراً لإقامة أمسية شعرية في مهرجان طيران الإمارات للآداب 2018 والذي يختار 180 أديب من دول العالم في كل عام يحتفي بهم ويفتح المجال أمامهم لتقديم ما يملكون من أدب، حدثنا عن هذه المشاركة وما لها من أثر عليك؟
عندما يتم اختيارك من ضمن 180 أديب حول العالم تجد نفسك قد وصلت لمرحلة متقدمة جداً، واختيارك لهذا المكان بالذات له الأثر الكبير على مسيرتك الأدبية ودافع لتقديم ما هو أفضل وأجمل في المستقبل لكي تبقى في هذه المكانة، وتكون أهلاً لتلك الثقة التي اختارتك في يومٍ من الأيام أديباً لتمثل بلدك في مهرجان كبير مثل مهرجان طيران الإمارات للآداب، وكل مشاركة من هذا النوع تكون حملاً ثقيلاً على أكتاف الأديب حيث من الواجب المحافظة على الأداء والمكانة الأدبية وعدم النزول عنها ولو بمقدار درجة.
جمهورك يريد ان يسمع جديدك في الشعر ؟
هذا من دواعي سروري..
أكسجين الكلام
سبحان من أنزلك يا أكسجين الكلام
يا أروع أشياء عمري جل من أنزلك
حسنك ولي آه من حسنك عليه السلام
طلة محياك في دنياي طلة ملك!!
يوسف زمانك خلقك الله بين الأنام
بل أنت أكثر إلهي زادك وكمّلك
يمر عام ويجر بأذيال آخره عام!!
وأنا مثل ما تشوف عيونك أتأملك..
ضاعت ثلاثين من عمري اشوفك وأنام
وأصحى على شوفتك وإن غبت أتخيلك..
في عالمك من سرحت آحس بالإنسجام
وصلت آخرك وأثره آخرك أولك…
من عمر وأنا أعيدك، من غرام لغرام
لا يمكن آمل منّك، خايف أمللك!!
ميلاد فرحي وعنوان والرخا والوئام..
حصني، ملاذي، حياتي دونك آنا آهلك!!
اذا مشيت بخجل يخضرّ حتى الرخام
كن الأراضي تضج بهجة وتستقبلك!
كل الأماكن بصدري دون وصلك حطام
أشوفها للمرور الحي تتوسلك!!
مرّ بحطامي دخيلك لو مرور الكرام
وانعش حياته وعمّر داخله منزلك..
وأكرم شعوري بعطفك يا أكسجين الكلام
ياللي من العرش ربي بالغرام انزلك..
محمد آل مبارك
واخيرا وليس آخر ماهي النصيحة التي تود ان توجهها لكل من يريد ان يصبح مثلك ؟
الثقة بالله وفي النفس ورضا الوالدين والإبتعاد عن الغرور والتعالي، ومحبة الناس، هي السلاح الأمثل لإنجاز أحلامك وأهدافك ليست الشعرية وحسب بل الحياتية أيضاً.
إعداد وحوار :سهله المدني