أصدرت الشاعرة سعدية مفرح كتاب جديد بعنوان ‘هذا الجناح جناحي’ برؤية سردية متتابعة في رحاب الحرمين الشريفين. ويصعب تصنيف كتاب سعدية مفرح الجديد فهو يجمع ما بين الشعر والرواية والسيرة الذاتية واليوميات وأدب الرحلات أيضا.
والكتاب الذي صدر بـ 150 صفحة من القطع المتوسط وبغلاف للفنان التشكيلي السعودي فهد خليف عن الدار العربية للعلوم في بيروت جاء بإهداء من مؤلفته بصيغة قرآنية خالصة؛ ‘إليكم ..رجالاً وعلى كل ضامر’، لتكشف في ذلك الإهداء عن بعض من مضمونه الفلسفي والديني أيضا. لكنها تقدم له بنص شعري قصير يكشف بدوره عن لغة شعرية ميزت فصول الكتاب كما ينبئ عن جانب من فلسفة السفر التي تنطلق سعدية مفرح من خلالها لتشريح تلك الفلسفة بدءا من فضاء البيت العتيق، وفي ذلك التقديم الشعري تكتب الشاعرة؛ ‘ كُلّنا طيورٌ بأَجْنحةٍ مُفْردةٍ/ كُلّنا../السبيلُ الوحيدُ لنا/كيْ نطيرْ/السبيلُ الوحيدُ لنا/ كيْ نُحلِّقُ في أَقاصي الأَعالي /لا نُبالي/ أَنْ يُعانقَ أَحدُنا الآخر’.
في الغلاف الأخير للكتاب فقرة تقول :’أنا عاشقة الأبواب والنوافذ الأبدية أجدني في هذه اللحظة أفتش عن باب من بين الأبواب التي تداخل بعضها ببعض في الداخل والخارج والأعلى والأسفل.
قررت أن أجول بينها على مدى دائرة البيت العتيق غير المكتمل فيما تسعفني رؤيتي المشوشة بفعل الزحام.
أعود للدائرة الصغيرة حول الكعبة لعل رؤيتي تتضح؟
أسائل نفسي وأنا أعبر المداخل من المسعى إلى الداخل. لكن من أين لي أن أجرح هذه الكتلة البشرية الدائرة في بهاء ابتهالاتها والسادرة في الملكوت؟
لم يردعني الزحام نفسه عن دخولي الأول، الذي كان جزءًا من مناسك العمرة وأولها. لكنه الآن، حينما تحول إلى هدف معرفي بحت، صار عائقاً صعب عليَّ اجتيازه، فاكتفيت بنظري العاجز عن الرؤية الكلية’ .
أما الفصل الأول فيسفر عن لمحات واضحة من بقية الفصول. تقول مفرح: ‘عندما جلست على مقعد الطائرة لأول مرة في حياتي، تملكني شعور ملتبس لا أستطيع الان وصفه خاصة، وأنني منذ اللحظة الأولى حاولت تجاهل ذلك الشعور بالانشغال في كل شي حولي. وكنت أقتنع أنه شعور معتاد وكأنها ليست المرة الأولى.
هل فوجئت باعتيادي على الأمر كله؟
أم أنني احتلتُ على نفسي ليبدو الأمر معتاداً؟
كنت أنظر لجناح الطائرة عبر النافذة الصغيرة، وأراه وهو يتحرك استعداداً للاقلاع فقط لأتاكد أنني سأقلع أخيراً.
لوهلة شعرت أن هذا الجناح جناحي. وهو منفرد، فلم يتسنّ لي بالتأكيد رؤية الجناحين معا في نفس اللحظة، وهذا ما جعلني أصدق فعلاً أنه جناحي الوحيد.
لكنني الآن سأطير بجناح واحد، وسأحلق من دون أن أعانق أحداً.
وحدي في حمأة الشوق إلى لا كل شيء في هذه الحياة ..وما بعدها.
وحدى بالرغم من كل من معي ومن حولي.
لا جديد في وحدتي ولا في عزلتي.
خياري وقراري.
أم أنه قدري؟
لا يهم. لا شيء يهم ما دمت قادرة دائماً على الطيران بأي جناح كان.
تعلمت منذ زمن طويل اختراع جغرافيات لا يحتاج السفر إليها إلى جواز سفر ولا إلى طائرة.
لا يحتاج السفر إلى جغرافياتي المخترعة إلا إلى جناح نابت تحت ضلعي، وتحت كل ضلع لي جناح بانتظار الإقلاع’.
المحتويات:
1. الإهداء
2. كلّنا طيور بأَجْنحة مفْردة
3. سفري الأول
4. أسئلة لا تنتهي
5. السجية تقود إلى الفضول
6. أبواب تفضي إلى أبواب
7. قلبي دليلي
8. هل أموت هنا؟
9. أهل مكة أدرى
10. وسالت دمعتي
11. تلك الطمأنينة الخفية
12. بين يديه
13. ما أقساني.. ما أبخلني
14. أغمضت عيني مرة أخرى.. ونمت
15. كيف أدعو لصديق الروح؟
16. هل تنفّس رسول الله هذا الهواء
17. أُحُد جبل الأسى
18. عطر الورد يا عطر الجنة
19. سحر المجاهيم
20. هل يسمعها الطغاة
21. أي ود على جبل عرفة؟
22. صورة والدتي تتحداني
23. الصعود إلى ابليس
24. الحمد لله أخيراً
25. خاتمة المسك
26. ما بعد الخاتمة.