يندرج تسمم الدم ضمن الأمراض الخطيرة جداً كالأزمة القلبية والسكتة الدماغية، حيث إنه قد يؤدي إلى الوفاة سريعاً، إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.
وقال البروفيسور الألماني كونراد راينهارت، من مستشفى يينا الجامعي، إن تسمم الدم يعد من الأمراض الشائعة، حيث إنه يصيب نحو 30 مليون شخص حول العالم سنوياً، وذلك وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية.
ومن جانبه، قال البروفيسور الألماني توبياس فيلته، مدير عيادة طب الرئة بكلية الطب بمدينة هانوفر، إن تسمم الدم يعد أكثر أسباب الوفاة بالعدوى شيوعاً في العالم، موضحاً أنه لا يحدث بسبب وصول البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات إلى الدورة الدموية عبر جرح ما فحسب، بل أيضاً بسبب البؤر الالتهابية في الجسم مثل الالتهاب الرئوي.
وكنتيجة للالتهاب ينخفض ضغط الدم وتنهار الدورة الدموية، ومن ثم لا يتم إمداد الجسم بالأكسجين على نحو كاف، مما يُلحق ضرراً بأعضاء الجسم مثل القلب والرئة، الأمر الذي قد يؤدي إلى الوفاة سريعاً.
وبدوره، أوضح البروفيسور بيرند زالتسبيرجر، مدير قسم الأمراض المعدية بمستشفى ريجنسبورج الجامعي، أن أعراض تسمم الدم تتمثل في الحمى الشديدة وصعوبة التنفس وتغير لون الجلد مثل اللون الأسود لأطراف الأصابع، بالإضافة إلى التشوش الذهني والإنهاك الشديد والارتجاف.
ويرتفع خطر الإصابة بتسمم الدم لدى الأطفال الصغار وكبار السن وكذلك الأشخاص، الذين يعانون من ضعف المناعة، على سبيل المثال بسبب العلاج بالكورتيزون أو العلاج الكيماوي.
وشدد زالتسبيرجر على ضرورة علاج المريض بسرعة وبشكل صحيح للحيلولة دون الوفاة، مشيراً إلى أن تسمم الدم يمثل حالة طوارئ شأنه في ذلك شأن الأزمة القلبية والسكتة الدماغية. ويجب على وجه السرعة إعطاء المريض مضاد حيوي وإعادة الاستقرار إلى الدورة الدموية.
وللوقاية من تسمم الدم ينبغي الالتزام بالاشتراطات الصحية وتلقي بعض التطعيمات، كالتطعيم ضد التيتانوس والأنفلونزا والتهاب السحايا والمكورات الرئوية. وينطبق ذلك بصفة خاصة على كبار السن فوق 60 عاماً.