توغل الجيش العراقي في داخل مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، من جبهات عدة، ما اضطر مسلحي تنظيم ‘الدولة الإسلامية’ إلى الإنسحاب إلى مركز المدينة، حسبما يقول مسؤولون عراقيون.
وأعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أن المرحلة الثانية من عملية استعادة تكريت سوف تبدأ قريبا.
ويشن الجيش العراقي، مدعوما بمسلحي الحشد الشعبي الشيعة ومتطوعين سنة، أكبر هجوم على تنظيم الدولة بهدف استعادة تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وتقول تقارير إن القوات العراقية المتطوعين يسيطرون الآن على معظم مناطق المدينة.
غير أن القتال مع مسلحي تنظيم الدولة لايزال مستمرا، وتعوق الألغام والشراك المخففة تقدم الجيش العراقي نحو وسط تكريت.
وتقول التقارير إن تنظيم الدولة لا يزال يتشبث بأربع مناطق على الأقل بما فيها مجمع للقصور يتخذ التنظيم منها مقرا في المدينة.
ويشير أحد التقارير إلى أن عدد مقاتلي التنظيم الذين ما زالوا في تكريت لا يتعدى 150 مقاتلا.
وقالت تقارير إن الجنود والمتطوعين العراقيين استعادوا مناطق ومواقع رئيسية مهمة في الشمال والجنوب والغرب بما فيها مقر للشرطة ومستشفى في تكريت.
ويشارك في العملية العسكرية التي تدخل الجمعة يومها الثاني عشر نحو 30 ألف فرد.
وقال رئيس أركان القوات الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي إنه كان واثقا من نجاح العملية رغم عدم مشاركة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بها.
وقال العبيدي لبي بي سي إن معركة استعادة تكريت سوف تؤدي لوصول الجيش العراقي مباشرة إلى الموصل، ثانية كبريات مدن العراق.
وأضاف ‘ لكل معركة خصوصيتها… والموصل مدينة مترامية الأطراف ويبلغ عدد سكانها مليوني شخص. وهي أكبر من تكريت بعشرة أضعاف. غير أننا عازمون على طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الموصل وسيكون نهايته في العراق.’
وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة قلقة من تقارير أفادت بأن جماعات شيعية مسلحة أضرمت النيران في منازل اثناء تقدمها في مدينة تكريت العراقية لكن المسؤولين أوضحوا بأن ليس لديهم حالات مؤكدة بحدوث انتهاكات خلال الهجوم الكبير ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وخاضت قوات الأمن العراقية والجماعات الشيعية المسلحة قتالا ضد المتشددين السنة في تكريت يوم الخميس بعد يوم من تقدمهم في تكريت في أكبر هجوم حتى الان ضد الدولة الإسلامية.
وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم يتابعون عن كثب الروايات القادمة من تكريت ومنها تسجيل مصور نشر على الانترنت وتظهر فيه أبنية أضرمت فيها النيران. لكنهم أوضحوا أن من الصعب تحديد المسؤولية مستندين إلى اتهامات ضد كل من الجماعات الشيعية المدعومة من إيران وضد مقاتلي الدولة الإسلامية.
وقال مسؤول امريكي طلب عدم نشر اسمه ‘ما نعرفه هو ان هناك منازل تحترق.’
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي امام الكونجرس هذا الأسبوع بأنه لا يوجد لديه شك في أن الجماعات الشيعية المدعومة من إيران وقوات الأمن العراقية ستستعيد تكريت. لكنه عبر عن قلق ازاء المعاملة التي يتعرض لها المسلمون السنة هناك.
وكان مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية اقتحموا تكريت في يونيو حزيران الماضي خلال هجوم خاطف لم يتوقف إلا خارج بغداد. ويستخدمون منذ ذلك الحين مجمع القصور التي بنيت في تكريت خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين مقرا لهم.
ودعا مسؤول أمريكي اخر إلى توخي الحذر لكنه أقر قائلا ‘نتابع هذا (الأمر) عن كثب.’
وتقول الولايات المتحدة إن بغداد لم تطلب دعما جويا من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في حملة تكريت. ويأتي الدعم على الأرض من إيران التي أرسلت قائدا من قوات الحرس الجمهوري للاشراف على جزء من المعركة.
ويتسم الوضع على الأرض بالغموض. ورأى صحفيون ممتلكات تحترق. وفي بعض الحالات أنحى مقاتلون شيعة باللوم في ذلك على مقاتلي الدولة الإسلامية المنسحبين. ويشتبه في حالات اخرى بان الجماعات الشيعية استهدفت ممتلكات ما يزعم انهم متعاطفون مع الدولة الإسلامية.
وقال مسؤول أمني أمريكي إن من المعتقد ان عدد القتلى في صفوف المدنيين بات محدودا للغاية منذ فرار الكثير من السكان من المدينة منذ وقت طويل.
وطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي مرارا قادة الجيش وزعماء الجماعات الشيعية المسلحة باحترام المدنيين والحفاظ على الممتلكات في المناطق التي يتم استعادتها من الدولة الإسلامية.
واذا استعادت الحكومة العراقية بزعامة الشيعة تكريت فستكون هذه هي أول مدينة يتم استرجاعها من المسلحين السنة وسيقدم ذلك قوة دفع في المرحلة القادمة والمحورية من الحملة لاستعادة الموصل اكبر مدينة في الشمال