اشاد المدير السابق لقسم الابحاث في منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) الدكتور حسن قبازرد اليوم بقرار وزراء النفط في دول (اوبك) رفع معدلات الانتاج بواقع مليون برميل يوميا واصفا القرار بانه كان “مسؤولا ويدل نضج المنظمة وشركائها”.
وقال قبازرد الذي يشغل حاليا منصب الرئيس التنفيذي للشركة الكويتية لصناعة المواد الحفازة في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان القرار كان متوقعا وفرضته اتفاقية فيينا 2016 بين الدول المنتجة من داخل المنظمة وخارجها والتي ادت الى ما تشهده اساسيات السوق النفطية العالمية اليوم من توازن في العرض والطلب انعكست آثاره على مستويات الاسعار.
واضاف ان “السوق النفطية العالمية وصلت الى مرحلة كانت تسعى اليها (اوبك) ونحن على ابواب موسم الصيف اذ تعاملت المنظمة مع المستجدات بطريقة مسؤولة ومدروسة وقررت رفع الانتاج بواقع مليون برميل في اليوم لمواجهة اي نقص محتمل في السوق”.
وذكر ان قرار منظمة (اوبك) الاخير اظهر لدول العالم ان (اوبك) لا تهتم بمسألة الاسعار وتحقيق اكبر سعر للنفط كما يتصور البعض بل ان أهم ما تحرص عليه هو ضبط الانتاج وتحقيق الاستقرار في السوق وتطوير وتحسين الصناعة النفطية لفائدة الجميع.
واوضح انه لو لم تتخذ المنظمة هذا القرار واستجابت بدلا من ذلك لمطالب بعض الدول لكانت المنظمة اليوم في وضع محرج قد يؤدي الى تراجع التضامن المسجل بين (اوبك) وباقي المنتجين المستقلين الموقعين على اتفاق فيينا التاريخي في عام 2016 والذي تم بموجبه خفض سقف الانتاج بمقدار مليون و800 الف برميل في اليوم.
وقال قبازرد ان (اوبك) اثبتت بقرارها يوم الجمعة الماضي في فيينا انها كانت تريد التعامل مع الوضع الحالي للسوق بطريقة مسؤولة مع ابداء حرص كبير على توفير الامدادات الكافية من الخام في السوق العالمية بشكل مقبول للمنتجين والمستهلكين معتبرا ان الاسعار الحالية مناسبة جدا للمنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وحول امكانية ارتفاع الاسعار الى مستوى 80 دولارا للبرميل اعتبر قبازرد ذلك بانه سيلحق الضرر بالمستهلكين لأنه يؤثر على اقتصاداتهم خصوصا في ضوء التداعيات السلبية لبعض المواقف السياسية للادارة الامريكية كالانسحاب من الاتفاق النووي وتعزيز العقوبات على ايران مما يجعل تصدير نفطها يتراجع الى ما دون 8ر3 مليون برميل يوميا كما ان العقوبات التي فرضها الرئيس الامريكي على فنزويلا ادت هي ايضا الى تراجع الانتاج في هذه الدولة العضو في منظمة (اوبك).
ورأى ان كل هذه العوامل الجيوسياسية والنفسية اضافة الى بعض عوامل السوق أسهمت في احداث بلبلة اقتصادية وتسببت في ارتفاع الاسعار نافيا بشدة الاتهامات التي وجهتها بعض الاطراف الى منظمة (اوبك) بانها وراء الارتفاع الحالي في اسعار النفط في السوق العالمية.
وفي هذا الصدد حذر الدكتور قبازرد من حالة البلبلة الاقتصادية وعدم اليقين التي يريد البعض اشاعتها في السوق النفطية العالمية باعتبارها تؤثر على مصالح المنتجين والمستهلكين موضحا ان من بين المسائل التي تمت مناقشتها خلال الندوة الدولية السابعة للطاقة التي سبقت اجتماع (اوبك) الوزاري مسألة الاستثمارات في القطاع النفطي.
وقال ان العالم يزداد استهلاكه من النفط بشكل سريع اذ يتوقع ان يصل الى مئة مليون برميل في اليوم وبالتالي فان السوق النفطية العالمية تحتاج الى استثمارات هائلة للوفاء بالطلب المتزايد على الخام معتبرا ان حالة عدم اليقين السياسية والاقتصادية من شأنها ان تؤدي الى نقص في الاستثمارات والامدادات مما يجعل الاسعار تبلغ مستويات غير مناسبة للمنتجين والمستهلكين.
واضاف قبازرد ان القرار المتخذ يوم الجمعة في فيينا ينص على العودة الى اتفاق فيينا التاريخي ولكن بنسبة التزام 100 في المئة وليس 150 في المئة كما هو الحال في الوقت الحالي.
ولفت الى ان هناك دولا فاق تخفيضها النسب المتفق عليها وبالتالي يتعين عليها العودة الى حصص الخفض المحددة والالتزام بالقرار الذي طالبهم بضرورة العودة الى نسبة مليون و200 الف برميل لاسيما ان السوق النفطية باتت اليوم مشبعة بالخام كما ان المخزون النفطي التجاري في الولايات المتحدة بلغ مستوى الخمس سنوات وصار هناك نوع من التوازن بحيث ستشمل الزيادة جميع الدول المعنية بالاتفاق.
وتطرق قبازرد في حديثه الى العلاقات التاريخية مع روسيا المنتج الكبير من خارج المنظمة موضحا ان روسيا لم تكن في السابق تلتزم كثيرا بالاتفاقات المبرمة بينها وبين (اوبك) لكنها بعد اتفاق 2016 ابدت التزاما فاق كل التوقعات وفاجأ جميع المنتجين من (اوبك).
وقال ان روسيا دولة مهمة جدا وان استمرار التعاون بينها وبين اوبك مسألة تصب في مصلحة دول المنظمة كما انها تصب في مصلحة روسيا كشريك سياسي واقتصادي مهم جدا لدول (اوبك).