وانا على فراقك يابو تركي لمحزونون
اربعة اسابيع وانا على فراقك يابو تركي لمحزونون
اربعة اسابيع قد مضت منذ ودعت هذه الدنيا وترجلت يا فارسا اجتمعت فيه حميد الخصال.
كأنها أربعه قرون، ثواني بطيئة، ودقائق لا تتحرك، وساعة واقفة، وايام تزحف، ونحن نتحرى فيها شروق الشمس وغروبها لنعد ايام منها انقضت لعل جروحنا وفيك تندمل وفاجعتنا بك تزول . ولكن هيهات .
دموعي تنهمر وتتسارع لتتساقط على ثوب صلاتي وانا انتظر صلاه الفجر ثم الظهر ثم العصر ثم المغرب ثم العشاء ودعوات تتسابق من قلبي لك بالغفران والرحمه وفسيح الجنان والفردوس الاعلى يا من كنت جنة دنيانا.
وامنيات ان اكون زوجتك في الجنة وان اكون معك في الفردوس الاعلى لانني لا ارى بنفسي رجاء ولاأمل الا بالبقاء بجوارك وان يجمعني بك ارحم الراحمين في جناته .
وكيف لا ارجو ذلك يا من كنت لي زوجا وحبيبا وابا واخا وصديقا ورفيقا لدرب طويل عمره ثلاثة وثلاثون سنة وكانت كأنها لمحة من الثواني المشبعة بجودك واحسانك و نثرك للفرح لمن حولك. على عكس فراقك الذي اوقف الزمن بي فهو لا يمر وكانه دهور ودهور ودهور لا مفر منها .
انت يا من شرفتني بحمل اسمك زوجا وجعلتني اما لاولادك واخترتني من دون الخلق لاكون من نصيبك. انت يا من كنت بارا بوالديك حتى حين اخترتني لتقر اعينهما وتلبية لرغبة والدك المتوفي وبرا بهما.
انت يا من اكرمتني بان اكون رفيقة دربك واختك وعضيدتك في رحلتك بالحياة. كنت لك الزوجة والام والاخت والصديقة التي تحرص عليك وعلى اهلك وبيتك ومالك وعرضك وتحفظك في حضورك وفي غيابك.
انت يا ‘ بوتركي ‘ يا معلم الطلاب يا مربي افضل الاجيال يا من منحتني بعد الله وسام تركي و عبدالله واخواتهم الخمسة.
انت يا من ورثّت علمك و تربيتك فخرّجت على يدك اربع طبيبات وزوجتهم وفرحت باحفادنا وقرّة اعيننا كي يستلمن مسيرتك الطيبة في نشر العلم والعمل الصالح من بعدك .
وهذا ابنك الاكبر تركي ذو الاثنا وعشرون عاما يحاول وبعون الله ان يكمل مسيرتك المشرقة في العمل والعطاء والطيبة والرجولة والاخلاص ومكارم الاخلاق مقتديا بسيرة عطرة اسمها عجيل بن تركي السعدون، وملحمة متكامله من الكرم والشهامة والشجاعة والعلم والعمل المتواصل والذكر الطيب وحبا شمل الصغير والكبير، الغني والفقير، القريب والبعيد.
فالحق يا تركي بابيك قدوتك.
الكويتي الوطني المخلص المحب لوطنه ..
السياسي المحنك الذي يقبل الرأي والرأي الاخر ..
الواعي والمتفهم لقضايا الوطن والامة العربية ..
الحافظ لدينه و المقيم لفروضه بلا تعصب ولا تطرف ..
الذي لم يختلف مع خصومه بل كان ذو الصدر الرحب والافق المفتوح والعقل المفكر والأذن الصاغية ..
القيادي الذي خاض معترك الحياة في مناصب متعددة ..
المكافح الذي بنى نفسه بنفسه حتى كون هذا الاسم وترك هذه البصمة المضيئة لدى كل من عرفه ..
زوجي بو تركي انا على فراقك لمحزونون و مطحونون ومهمومون ، ولكن اللهم لا اعتراض والحمدالله وانا لله وانا اليه راجعون.
عزائي الافواج الغفيرة التي احتشدت لوداعك والتي مثلت كل اطياف المجتمع، شيوخا ومواطنين، اساتذة وطلابا، وزراء و نوابا، سنة وشيعة، حضرا وبدوا، اغنياء وفقراء، مسلمين وغير مسلمين، من الكويت وخارج الكويت.
الكل جاء محبة بعجيل الانسان المتواضع ذو الاخلاق الكريمة الشهم الذي افنى عمره في خدمة الوطن والانسان والعلم.
فهنيئا لك يا زوجي بو تركي خدمت وطنك معلما في المدارس, استاذا بالجامعة, ملحقا ثقافيا، رئيسا لاعضاء هيئة التدريس، عميدا مساعدا لشؤون الطلبة، نائبا لرئيس قسم العلوم الاجتماعية، مديرا ومؤسسا لمستشفى عالية الدولي، وباحثا وقارءا ومنظرا.
واني ابشر نفسي وابشرك بان من احبه الله حبب الناس فيه وان شهود الله في الارض شهدوا لك بكرم خلقك وحسن تعاملك واخلاصك ونزاهتك.
إلى جنات الخلود يا بو تركي ولقائنا في الفردوس الاعلى ان شاء الله.
زوجتك ام تركي عجيل السعدون