تخوض البرازيل اليوم مباراة قوية وشائقة أمام بلجيكا في ثاني لقاءات الدور ربع النهائي من كأس العالم ال21 في كرة القدم والتي تستضيفها روسيا.
وتقام المباراة عند الساعة 00ر21 بتوقيت الكويت المحلي (00ر18 جمت) على ملعب مدينة (قازان) بقيادة الحكم الصربي ميلوراد مازيتش وسيكون أبطال العالم خمس مرات مرشحين بقوة للفوز نظرا لأنهم أكثر منتخب أظهر صلابة صفوفه وتماسكها في مبارياته السابقة رغم ان عروضه لم تصل الى حد الإمتاع.
لكن المنتخب البلجيكي هو كذلك أحد المنتخبات القوية وصاحب الترتيب الثالث عالميا بعد ألمانيا والبرازيل كما أنه منذ ما قبل انطلاق البطولة تم وضعه في خانة المرشحين بقوة لإحرازها وهو يضم العديد من أبرز نجوم اللعبة وقدم عروضا قوية ولو ان لديه مشكلة في الدفاع ظهرت من خلال تلقيه الكثير من الأهداف ومن منتخبات تقل عنه شأنا.
هذه المشكلة في الدفاع قد تتسبب له بمأزق أمام البرازيل التي يحمل لاعبوها مفاتيح عديدة لكلمات سر مرمى الفرق الأخرى.
ربما يجد مدرب منتخب بلجيكا روبرتو مارتنيز حلا للمشكلة الدفاعية في هذه المباراة فيعمد الى الانتقال من خطة تعتمد على ثلاثة لاعبين في الدفاع الى أي خطة أخرى قد تشهد كثافة في الدفاع أو على الأقل تغطية أفضل لا سيما أن خط الوسط لم ينجح بهذه المهمة بعد أن ساند يانيك كاراسكو الهجوم أكثر مما فعل لصالح الدفاع وبالتالي قد يتم استبداله بناصر الشاذلي واعتماد خطة مغايرة لا سيما ان مارتنيز صرح عدة مرات انه رغم تفضيله اللعب بثلاثة مدافعين إلا انه منفتح على أي تغيير قد يساعد فريقه ويبطل فعالية الفريق الخصم.
لكنه قد يواجه في المقابل مشكلة أخرى إذا لجأ الى خفض عدد اللاعبين في الوسط لزيادتهم في الدفاع ما قد يسهل للمنتخب البرازيلي تسلم زمام المبادرة وهو معروف بقدرته على ذلك لا سيما أنه يضم خط وسط ممتازا بقيادة الرائع فيليب كوتينيو والفعال باولينيو وكل من ويليان وكاسيميرو رغم أن هذا الأخير موقوف بسبب البطاقات الصفراء لكن تشكيلة “السامبا” تزخر ببديلين مميزين.
وإذا أراد المنتخب البلجيكي تعزيز فرصه في الفوز بهذه المباراة فسيكون عليه الاعتماد أكثر على اللعب العالي في قلب المنطقة البرازيلية حيث انه يمتاز بتفوقه على خصمه في هذا المجال من خلال الفارق في طول اللاعبين بمعدل 6 سنتيمترات لصالح البلجيكيين.
وبالنسبة للمواجهات التاريخية فقد التقى الفريقان مرة واحدة في مباراة تنافسية وكانت في كأس العالم 2002 عندما فازت البرازيل بهدفين نظيفين كما أن سجل بلجيكا أمام منتخبات أمريكا اللاتينية في الأدوار الإقصائية من البطولة لا يساعدها حيث لم تفز في أي مواجهة كما لم يسجل لاعبوها أي هدف.
مفاتيح الفوز لدى كل فريق معروفة وأولها في الجانب البرازيلي نيمار الذي رغم عدم تألقه الكبير في هذه البطولة كما كان متوقعا منه إلا أنه سجل أرقاما لافتة فهو حتى الآن أكثر لاعب حاول التسديد (23 مرة) وأكثر لاعب أصاب المرمى (12 مرة) كما أنه أكثر لاعب خلق فرصا للتسجيل (16) والأكثر الذي حاول مراوغة الخصم واجتيازه (40 محاولة) وبالتالي فإنه خطر كبير سيقلق المدافعين البلجيكيين.
هناك أيضا كوتينيو الذي يعتبر القلب النابض للبرازيل في هذه البطولة ويمكن القول إنه أكثر لاعب ساهم في منح النقاط لفريقه كما يتواجد ويليان الذي كان جيدا في المباراة الأخيرة ضد المكسيك بعد ثلاثة عروض في الدور الأول لم تكن على قدر الآمال ومعه غبريال خيسوس الذي خيب الأمل حتى الآن وربما الأفضل استبداله بروبرتو فيرمينيو إذ ان هذا قد يساعده على إعادة حساباته وبذل مجهود أكبر للفريق.
لدفاع البرازيلي بدوره لديه الحلول لإبطال مفعول الهجمات من أي فريق أتت لكن رغم تألق عناصره من أمثال تياغو سيلفا ومارسيلو المصاب الذي لم تتأكد مشاركته وفيليبي لويس وميراندا إلا ان كل هؤلاء اللاعبين تقدموا في السن وقد يواجهون مشاكل أمام هجوم سريع لا سيما إذا كان على رأسه الخطير روميلو لوكاكو.
لوكاكو هذا هو أحد مفاتيح الفوز للبلجيكيين ولديه حتى الآن أربعة أهداف في البطولة وهو يبرع في التسديد بالقدمين والرأس في حين ان لديه بديلا ممتازا بشخص ميتشي باتشواي القادر على هز الشباك عندما يعطى الفرصة لذلك.
لكن القوة الحقيقية لدى “الشياطين الحمر” تتمثل في خط وسطهم مع المتألق إدين هازارد الذي يستمتع بهذه البطولة والفنان كيفن دي بروين الذي يمكن أن يستخدم سحر تمريراته في أي وقت وتوماس مونييه إضافة الى البديلين مروان فيلاني وناصر الشاذلي اللذين أثبتا مدى فعاليتهما عندما دخلا الى الملعب في المباراة السابقة أمام اليابان.
أما الدفاع فإن وجود توبي ألدرويرلد وتوماس فيرمايلين وبان فيرتونغن وفينسنت كومباني مطمئن لأي فريق في العالم لما يتمتع به هؤلاء من خبرة وقدرات كبيرة.
يبقى أن الكلمة الفصل تعود الى الملعب لكن في بطولات مماثلة يبقى للعراقة تأثير كبير والعراقة هنا في صالح البرازيل فيما على بلجيكا أن تخوض مباراة العمر إذا أرادت فعلا أن يذكر الناس أن جيلها الحالي هو جيل “ذهبي” بكل ما للكلمة من معنى.