واصلت المؤسسات والهيئات الكويتية الأسبوع الماضي نشاطها المتجدد في دعم جهود إعادة الاعمار وتقديم المساعدات الاغاثية والانسانية بالمنطقة في ظل اشادة أممية بخطواتها في هذا المجال.
وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدى دولة الكويت الدكتور طارق الشيخ ان الكويت وضعت نفسها عالميا وإقليميا كلاعب عادل في مجالات المساعدة الإنسانية والدبلوماسية الوقائية وبناء السلام والتنمية.
ووصف الشيخ في كلمة خلال ورشة عمل بعنوان (الاطار الاستراتيجي للتعاون التنموي الانساني بين دولة الكويت والامم المتحدة) دولة الكويت بأنها تعد نموذجا للشراكة النشطة مع منظمة الأمم المتحدة على مدى 55 عاما وذلك عبر الحفاظ على السلام والدعم الإنساني والتنمية البشرية.
وتركزت المساعدات التي قدمتها الهيئات الكويتية خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة في العراق واشتملت على جوانب اغاثية ودعم لجهود إعادة الاعمار.
فعلى صعيد جهود إعادة الاعمار بدأت دولة الكويت ممثلة بالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية تنفيذ تعهداتها المعلنة في مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق الذي استضافته في فبراير الماضي عبر منح العراق قرضا بقيمة 5ر23 مليون دينار كويتي (نحو 80 مليون دولار امريكي) لتمويل مشروع انشاء وتجهيز 73 مدرسة في 15 محافظة عراقية.
ويهدف المشروع الى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العراق عبر رفع المستوى التعليمي والمهني للطلاب في المرحلتين الابتدائية والثانوية لتوفير فرص التعليم للطلاب وتوفير مقاعد دراسية اضافية وبناء مدارس جديدة والمساهمة في الحد من ظاهرة التسرب العلمي.
وقال المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية عبدالوهاب البدر في تصريح صحفي ان الاتفاقية التي تعد الاولى بعد مؤتمر (اعمار العراق) تصب في تحقيق الهدف الرابع من اهداف التنمية المستدامة والخاص بالتعليم الجيد والشامل للجميع.
وأفاد البدر بأنه بتوقيع هذه الاتفاقية يكون (الصندوق) قد قدم لجمهورية العراق ثلاثة قروض اذ سبق وان قدم قرضين عامي 1970 و1971 بلغت قيمتهما الاجمالية 7ر5 مليون دينار (نحو 18 مليون دولار) اضافة الى اربع منح قدمتها دولة الكويت بقيمة اجمالية تقدر ب 85 مليون دينار (نحو 290 مليون دولار) تركزت في قطاعات الصحة والتعليم والاسكان واخرى خاصة باعادة اعمار المناطق المتضررة من العمليات الارهابية.
من جهته قال المدير العام لدائرة الدين العام في وزارة المالية العراقية الدكتور صلاح الدين الحديثي في تصريح مماثل ان هذه الاتفاقية تعد اولى ثمرات مؤتمر (اعمار العراق) إذ “باشرنا التواصل مع الصندوق للاسراع في توقيع هذه الاتفاقية بقرض انشاء المدارس لتعزيزها وتطويرها”.
وأكد الحديثي ان قروض (الصندوق الكويتي) تعد “ميسرة جدا حيث لا تزيد سعر الفائدة السنوية على 2 في المئة بمدة سداد حتى 20 سنة” مشيدا بالدور الكبير الذي تقوم به حكومة الكويت في تطوير البنى التحتية في العراق والفائدة للشعب العراقي.
وعكس مؤتمر (اعادة اعمار العراق) الذي عقد في الفترة من 12 الى 14 فبراير الماضي برئاسة خمس جهات هي الاتحاد الاوروبي والعراق والكويت والامم المتحدة والبنك الدولي ايمان دولة الكويت الراسخ بأهمية استقرار وازدهار العراق باعتباره من الدول المهمة والمؤثرة لاسيما في الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة.
وأعلن سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح خلال المؤتمر التزام دولة الكويت بتخصيص مليار دولار على هيئة قروض وفق آليات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ومليار دولار للاستثمار في الفرص الاستثمارية في العراق فضلا عن مساهمة الجمعيات الخيرية الكويتية.
وخلص المؤتمر بمساهمات قدرها 30 مليار دولار اعلنتها الدول والجهات المشاركة والتي بلغت 76 دولة ومنظمة اقليمية ودولية و51 من الصناديق التنموية ومؤسسات مالية اقليمية ودولية و107 منظمات محلية واقليمية ودولية غير حكومية و1850 جهة مختصة من ممثلي القطاع الخاص.
وأقيم المؤتمر في وقت تضع فيه حرب العراق مع ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) اوزارها في خضم ما خلفته تلك الحرب من خسائر بشرية ومادية اذ يعمل العراق على اعادة اعمار مناطق الصراع واقامة المشاريع التنموية والانسانية الكفيلة برعاية ضحايا الحرب واعادة تأهيل البنى التحتية في البلاد.
وعلى الصعيد الاغاثي أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي عن توزيع ألفي سلة غذائية على النازحين العراقيين في محافظة البصرة بالتنسيق مع القنصلية العامة لدولة الكويت لدى العراق.
وقالت الامينة العامة للجمعية مها البرجس لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن حملة التوزيع هذه تأتي استكمالا لمشروع (الكويت بجانبكم) التي أطلقتها الكويت لإغاثة النازحين واستمرت ثلاثة أيام متتالية.
وأوضحت البرجس أن الحملة تضمنت زيارة لدار المسنين ومستشفى الاطفال للسرطان مؤكدة استمرار الجمعية في دعم هؤلاء النازحين وكذلك تسيير قوافل المساعدات الى كل المحافظات العراقية الى جانب المشاريع الصحية والطبية والتنموية والتعليمية.
وذكرت أن (الهلال الأحمر الكويتي) تهدف إلى تحسين الحياة المعيشية للنازحين عبر تقديم المعونات إنسانية وإغاثية وتنفيذ المشاريع التنموية لمساعدتهم على تجاوز الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها.
وأشارت الى ان دولة الكويت أولت اهتماما كبيرا للظروف الإنسانية الراهنة في العراق وخاصة النازحين الى محافظة البصرة وتجاوبت على الفور مع نداء الواجب الإنساني وقدمت ولا تزال كل أوجه الدعم والمساندة.
وفي مصر قدم المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية التابع لبيت الزكاة الكويتي تبرعا ماليا من أحد المحسنين الكويتيين بقيمة مليون جنيه مصري (حوالي 56 ألف دولار أمريكي) لصالح مستشفى (أبو الريش) الجامعي للأطفال بالقاهرة.
وأكد رئيس المكتب اسماعيل الكندري في تصريح ل(كونا) أن المكتب يولي أهمية كبيرة لدعم العمل الخيري في مختلف المحافظات المصرية مشيرا في هذا السياق الى حاجة مستشفى (أبو الريش) الجامعي الى مزيد من الدعم نظرا لما تقدمه المستشفى من خدمات علاج مجانية لمئات الآلاف من الأطفال من مختلف المحافظات خاصة الفئات محدودة الدخل.
من جانبها عبرت مدير مستشفى أبو الريش الدكتورة رشا عمار في تصريح مماثل ل(كونا) عن شكرها للقائمين على ادارة بيت الزكاة الكويتي والمكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة وأملها في تعزيز علاقات التعاون بين الجانبين خلال الفترة المقبلة.
وأضافت أن مستشفى (أبو الريش) يستقبل آلاف الأطفال من جميع المحافظات المصرية ويقدم لهم الخدمة العلاجية بالمجان قائلة “نتطلع لدعم الدول العربية الشقيقة وخاصة دولة الكويت”.