جريدة الحقيقة الإلكترونية
انطلقت اليوم اعمال منتدى الاقتصاد العربي في بيروت برعاية رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري وبمشاركة رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق علي الغانم.
وسيشهد المنتدى اطلاق تقرير صندوق النقد الدولي حول تعزيز النمو في الشرق الاوسط وشمال افريقيا بالاضافة الى جلسة حول مناخ وفرص الاعمال والاستثمار في البلدان العربية في ضوء المستجدات في التشريعات والاجراءات الجديدة لاسيما التطورات في المملكة العربية السعودية ضمن رؤية المملكة 2030.
كما سيتم خلال المنتدى تسليط الضوء على الفرص والمشاريع الاستثمارية الجديدة في مصر الى جانب عقد جلسة خاصة عن العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية العربية – الافريقية وسبل تطويرها.
ومن جانبه، قال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم إن الاصلاح الاقتصادي والمالي بالكويت يهدف إلى تحولات رئيسية ثلاثة: وهي الانتقال من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد تنافسي ومن قاعدة انتاجية ضيقة تعتمد على ثروة ناضبة إلى قاعدة انتاجية عريضة والتحول الثالث من قوة عاملة وافدة إلى عمالة وطنية.
وتابع: أن الاصلاح الاقتصادي والمالي ثلاثي الأبعاد يستلهم فكر سمو أمير البلاد الذي هو والدنا قبل أن يكون قائدنا وكبيرنا قبل أن يكون أميرنا والذي يطمح إلى أن يجعل الكويت مركزا تجاريا وماليا إقليميا ودوليا.
وأوضح الغانم أن رؤية 2035 التنموية في الكويت يجري العمل على تنفيذها في إطار خطط خمسية متتابعة تبلغ تكاليف تنفيذ هذه المشاريع المدرجة في أولاها فقط قرابة 116 مليار دولار تتوزع على كافة القطاعات الاقتصادية عموما، كما تشكل برامج الخصخصة والشراكة بين القطاعين العام والخاص والمشاريع الصغيرة والمتوسطة آليات رئيسية لتحقيق رؤية 2035.
وأضاف أن السياسات والتشريعات المتعلقة بالإصلاح الاقتصادي تتوجه نحو الانفتاح الكامل والفاعل ونحو تسهيل التدابير والاجراءات ونحو إيجاد مناخ استثماري جاذب للاستثمارات العربية والأجنبية.
ونوه الغانم بالنجاح الكبير الذي حققه مؤتمر (سيدر) بباريس لدعم لبنان اقتصاديا والذي أسفر عن وعود وتعهدات مالية يتجاوز مجموعها 11 مليار دولار لإعادة تأهيل البنية الأساسية وتحديث الاقتصاد والإدارة العامة وإعطاء القطاع الخاص في لبنان دفعة قوية جديدة، مضيفاً: لقد استجاب المجتمع الدولي في (سيدر) لاحتياجات التنمية والسلام في لبنان استجابة غير مسبوقة وفي ظل ظروف اقتصادية ومالية صعبة تسود العالم بأسره.
وتابع: نجاح مؤتمر سيدر يـؤكـد ما نقوله دائما بأن لبنان ضرورة عربية ودولية وأن اسـتقـراره وأمنه ونموه مسؤولية عـربية ودولية أيضا، ونجاح لبنان في الحصول على التزامات الدول والمؤسسات الدولية المشاركة في (سيدر) مشروط بتنفيذ الالتزام اللبناني المقابل ليس بالإصلاح الاقتصادي والمالي فحسب بل بالإصلاح السياسي المعزز للتعايش والعدل والمرجعية الوطنية.
وأشار الغانم إلى أن الإصلاح المالي والاقتصادي في العالم العربي أشبه بالعمل الجراحي مؤلم موجع ولكن لا غنى عنه فالتغيير أول شروط الاستمرار والتغيير مستحيل مع تمسك كل فريق بخندقه ومكاسبه وبقاء كل مسئول في منصبه.
وأشاد الغانم بعملية إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي الذي تتم برعاية مباشرة من خادم الحرمين الشريفين وبمتابعة حثيثة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مضيفاً إلى أن الاصلاح الاقتصادي بحاجة إلى نفس طويل من الحكومات ومن الشعوب على حد سواء وهذا النَفَس لن يكون مجديا إذا كان قصيرا أو قاصرا أو متقطعا بل يجب أن يظل موصولا ومنتظما ومتدفقا.
وقال الغانم إنه من الصعب على بعض الحكومات العربية أن تطالب شعوبها بتحمل تكاليف الإصلاح طوال سنوات التحول الجذري وهي ترى كيف ينتشر الفساد المالي والإداري.
وتابع: الحديث عن التحول الاقتصادي والاصلاح يصبح أقرب إلى الخيال العلمي في غياب البيئة المستقرة سياسيا ومجتمعيا الآمنة داخليا وخارجيا.
