خذوا مباراة باريس سان جيرمان مع تشلسي مثالا في التغلب على الصعاب وتحقيق الهدف المنشود، فهذه كرة قدم تسهل على مستصعبها وتصعب على مستسهلها، تابعنا فريقا يلعب أمام خصم عنيد في ملعبه ومدرب خبير في مثل هذه المواجهات بعشرة لاعبين لمدة «90» دقيقة بالتمام والكمال ولا يخسر فعلام يدل على ذلك؟ يدل على الثقة بالنفس واحترام اللاعبين لقدراتهم ومدربهم وجماهيرهم.
فقد حقق سان جيرمان بقيادة مدربه لوران بلان نتيجة مذهلة على حساب جوزيه مورينيو ولاعبيه، وتأهل سان جيرمان لربع نهائي دوري أبطال أوروبا بعدما عاد من لندن بنتيجة تعادل 2-2 كانت كافية لإقصاء خصمه، ما يهمنا قوله عن تلك المباراة ان النقص في عدد اللاعبين ليس سببا لتلقي الهزيمة، صحيح انه يقلل من فرص الفوز كثيرا لكنه قد يكون عاملا محفزا لمضاعفة الجهد وإبداء روح قتالية لوقف الخصم، ويعود ذلك الى طبيعة اللاعب وهويته وثقافته، ولاعبو سان جيرمان النجوم المحترفون ليسوا بحاجة للتوجيه والنصح في مثل هذه المواقف، فكان المدرب يوجه من الخارج في الحدود المطلوبة.
أما في ملاعبنا فنلاحظ الإحباط والتأفف والنرفزة في حال نقصان الفريق بطرد احد لاعبيه وكأن الهزيمة قادمة بأهداف متنوعة، وهذا بالطبع يرجع الى نقص في الخبرة أو اللامبالاة عند بعض اللاعبين، ونتمنى ان تكون حالة مباراة باريس سان جيرمان وتشلسي درسا لكل اللاعبين في عدم اليأس والاستسلام، فمثل هذه المباراة تعلم وتفيد وتزيد في الخبرات.
وتخيلوا لو كان تشلسي فريقا كويتيا فإن الجماهير ستطالب حتما بعزل جوزيه مورينيو وأنه مدرب «ما يفهم» وإلا كيف يعجز عن الفوز وخصمه ناقصا لاعب لمدة «90» دقيقة؟! في حين انهم هناك في لندن تعاملوا مع الخروج بروح رياضية عملا بالقول «من لا يخسر لا يفز»، فالمدرب نفسه أحرز كأس الرابطة ومرشح أولا للفوز بالدوري.
٭ دورينا لولا أرضيات ملاعبه لكان أفضل وأفضل، وعودة العربي والسالمية للمنافسة جعلته أكثر تشويقا وحماسة، ونحيي الجهراء أيضا على إصراره على التواجد في المقدمة، ولكن للأسف الملاعب لا تشجع الجماهير على الحضور من حيث المرافق والمقاعد ومواقف السيارات، حيث يجد المتفرج صعوبة في الوصول الى مقعده بشكل مريح. والإشادة أيضا موصولة لجماهير العربي التي أعادت بعضا من خصوصية ونكهة التشجيع في الماضي.