تصاعدت أعداد السياح السعوديين الوافدين إلى تركيا بشكل غير مسبوق منذ مطلع عام 2018، وذلك رغم الخلافات السياسية بين البلدين.
وقالت تقارير إعلامية إنه يمكن ملاحظة الزيادة الكبيرة في أعداد السائحين السعوديين بالعين المجردة في شوارع إسطنبول السياحية ومراكزها التجارية إلى جانب المناطق السياحية الأخرى المفضلة للسعوديين في مدن بورصة وطرابزون وسابنجا وغيرها.
وأكدت تقارير إعلامية تصاعد أعداد السعوديين الوافدين إلى تركيا، مما يشير إلى فشل حملات ترهيبية تسعى لإقناع السعوديين بعدم السفر إلى تركيا، بحسب «القدس العربي».
وتظهر الأرقام الرسمية ارتفاع أرقام السياح السعوديين بتركيا، ففي الأشهر الأخيرة، وتزامناً مع احتدام الخلافات السياسية بين أنقرة والرياض، نظمت جهات سعودية مختلفة حملات واسعة لدعوة السياح السعوديين لعدم قضاء عطلتهم في تركيا معتبرين أن ذلك يعتبر بمثابة دعم للرئيس التركي «رجب طيب أردوغان».
وتعتمد حملات الترهيب من زيارة تركيا بشكل رئيسي على تشويه صورة تركيا والتحذير من وجود جرائم قتل واعتداءات على السياح إلى جانب غلاء الأسعار وكراهية السياح السعوديين ووجود سرقات وتفجيرات وغيرها من الوسائل التي وصلت حد الترهيب والتخويف.
لكنه عوضا عن تراجع أرقام السياح السعوديين إلى تركيا، شهدت تلك النسب تصاعداً لافتاً في السنوات الأخيرة ما يؤكد فشل هذه الحملات في إقناع السعوديين بعدم السفر إلى تركيا والذي يكون في أغلب الأحيان بهدف السياحة أو شراء العقارات.
وحسب بيانات وزارة الثقافة والسياحة التركية، فقد وصل عدد السياح المقبلين من السعودية إلى تركيا عام 2017 إلى أكثر من 650 ألف سائح، في حين لم يتجاوز الـ530 ألف عام 2016، والـ450 ألف في 2015، والـ341 ألف عام 2014، كما أن هذه الأرقام لم تكن تتجاوز الـ20 ألفا حتى عام 2008.
وعلى الرغم من أن الموسم السياحي الحالي في بدايته ولم تظهر أرقامه بعد، إلا أن إحصائيات الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي تشير إلى زيارة قرابة 200 ألف سعودي إلى تركيا في هذه الفترة ليكونوا بذلك ثاني أكثر العرب زيارة لتركيا بعد العراقيين.
وتعطي تلك الأرقام مؤشرًا قويًا على أن أرقام السياح السعوديين إلى تركيا هذا العام ستكون أكبر بكثير من الأعوام الماضية، رغم كل العوامل السابقة.
في «أستينيا مول»، أحد أرقى وأغلى المراكز التجارية في حي «استينيا» الراقي بإسطنبول الأوروبية، تكاد ترى قرابة نصف المتسوقين في المركز من السعوديين المميزين بلباسهم التقليدي، وتجد المئات منهم منهمكين بشراء الملابس والهدايا ويحملون كميات كبيرة من أكياس المشتريات.
المشهد نفسه يتكرر في شارع الاستقلال المتفرع من ميدان تقسيم والذي يعتبر أبرز المناطق السياحية في إسطنبول، ومناطق سلطان أحمد والسوق المصري، إلى جانب المقاهي والمطاعم الفارهة على مضيق البوسفور التي تعج في أوقات الغذاء والسهرات المسائية بالسياح السعوديين الذين باتوا يشكلون أكثرية في أغلب هذه الأماكن.
ولا يتوقف الأمر على إسطنبول فقط، حيث تعتبر الآن مناطق ساحل البحر الأسود لا سيما طرابزون وريزة من أكثر أماكن السياحة تفضيلاً للسعوديين الذين فتحت شركات الطيران التركية والسعودية لهم خطوط طيران مباشرة من المدن السعودية إلى هذه المناطق.
وإلى جانب السياحة، يتجه السعوديون إلى شراء العقارات بشكل أكبر من السابق في تركيا، وباتت الكثير من المجمعات السكانية في إسطنبول يقطنها أعداد كبيرة من السعوديين، بينما يكتفي آخرون بشراء الشقق للاستثمار أو تركها مغلقة لاستخدامها لأيام معدودة في العام فقط.
كما بات مئات السعوديين يمتلكون بيوتاً مستقلة وفيللاً راقية في مناطق ساحل البحر الأسود ومنطقة بحيرة سابنجا وبولو وغيرها من المناطق السياحية الجميلة، حيث يعتبرون حالياً ثاني أكثر الأجانب والعرب بشكل عام تملكًا للعقارات في تركيا.