جريدة الحقيقة الإلكترونية
و يحدث أن أراه..
فتضيع لغتي مني ..
بل كل ما أعرفه من لغات ..
إلا لغة عيوني..
حاضرة بحضوره و غيابه..
يتعطل لساني برؤيته..
تتساقط كلماتي مني
كأنها تعلم ثقل ما أحمله
من شوق له ..
فتتساقط لتخفف عني ..
كما تتساقط أوراق الخريف
لتخفف العبء عن الأشجار
يسألني عن حالي
فأتمنى أن يحضنني
حتى يشعر بدقات قلبي
فبكل دقة من دقاته
جوابا على سؤاله ..
يسألني عن آخر أخباري ..
فأرجو أن أختلط بدمه
لأصنع أسعد خبر
يستحق أن أكلمه عنه..
يحدثني و أنا أخزن تفاصيله ..
ملامحه ..ملابسه ..حقيبته..
ساعته ..خاتمه ..عطره..
عسى استحضارها يؤنسني في غيابه
أقرأه و أجتهد في قراءته ..
كما أقرأ قصة مليئة بالتشويق
غير أن القصة أتمنى الوصول لنهايتها
و هو أتمنى ألا تنتهي سطوره ..
أرى الناس من حولنا ..و لا أراهم
نظرته كافية لتخدير كل خلاياي
تحملني بحنان معه لعالم جميل ..
لا ترى عيناي فيه سواه..
كأننا غادرنا المكان للحظات..
ثم نعود إليه لتوديع بعضنا ..
و يذهب في طريقه
و أذهب في طريقي ..
و لا يزال تأثير رؤيته
يخذر ذراتي ..
أمضي ببطء و كل ما تساقط مني
بمكان رؤيته يلحق بي ..
يصاحبني الأمل بتجديد رؤيته
بصدفة ما ..للحظات ..
أحكي عنها و أبدأ كلامي و أقول ..
و يحدث أن أراه..
بقلم الكاتبة : فاطمة المذكوري
