في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العصر الحديث والايقاع المتسارع لنمط الحياة اليوم بات الامر يشكل تهديدا على مدى ارتباط أبناء الجيل الجديد بإرث مجتمعهم وتاريخه في مختلف المجالات.
والكويت ليست بمعزل عن ذلك إذ أصبحت العلاقة بين الماضي والحاضر تتضاءل شيئا فشيئا ومن جيل الى جيل فينظر الى الماضي على أنه ذاكرة منسية.
وبجهود ذاتية متواضعة حاول اثنان من الفنانين الكويتيين هما عمار العباد وحسين الحداد المساهمة بترسيخ هذا الارث التاريخي في ذاكرة أبناء الجيل الجديد عبر أعمال يدوية يقومان بها على دبابيس السترة (باجات) تعكس من خلالها لوحات فنية لمراحل مختلفة من تاريخ الكويت.
وتجسد دبابيس السترة (الباجات) مبان ومواقع تراثية وصورا لرموز وشخصيات كويتية لامعة ساهمت في بناء المجتمع في مختلف المجالات.
وانطلقت الفكرة لدى الفنانين العباد والحداد بدافع الحرص على المساهمة في إحياء تاريخ التراث الكويتي عبر الجمع ما بين مهاراتهما الفنية واهتمامهما بالتراث حيث يعتبر العباد من هواة جمع المقتنيات التراثية والتاريخية فيما يعشق الحداد الفنون وهو الحاصل على درجة البكالوريوس بالفنون الجميلة.
وبدأ كل من العباد والحداد مهمتهما التراثية بإنشاء مشروع (اتش اند ايه للاعمال الفنية) أواخر العام 2017 لصناعة وتصميم دبابيس سترة (باجات) تجسد صورا تعكس المباني التاريخية في البلاد أو الشخصيات التي شاركت في بناء المجتمع بمختلف المجالات مع اضافة لمسة حديثة لإنتاجهما.
ويعمل الفنانان حاليا على إضافة المواقع التاريخية مثل (كشك مبارك) و(سوق المباركية) و(قصر السيف) و(ساعة الشويخ) إلى التصاميم اضافة الى صور بعض الشخصيات الفنية الأخرى.
وفي هذا الاطار، قال العباد اليوم الثلاثاء، إنه “من المحزن أن نرى أجيالا جديدة تجهل معرفة تاريخ بلادها وما حققه الاجداد والآباء”، مؤكدا أنه كجامع للمقتنيات القديمة يولي اهتماما كبيرا للتراث وأ
هميته باعتباره جزءا من هوية الفرد.
وأوضح أن مساعيه وزميله تركزت في بداية الأمر على استثمار مهاراتهما الخاصة لانتاج (الباجات) باليد وتشكيل اللوحات من خلال صب مادة البلاستيك على التصاميم ومن ثم قررا التوسع والدخول في مشروع تجاري مختص ببيع (الباجات) كهدايا تذكارية.
وأعرب عن عزمه رفقة الحداد على مواصلة جهودهما لخلق مواد وأعمال فنية ثمينة والعديد من التصاميم ومجموعة واسعة من العناصر التاريخية والمباني والشخصيات الكويتية.
بدوره، قال الفنان الحداد، إن كل (باج) مصمم بعناية ومعد “ليكون تعريفيا وجذابا للمشتري” مشيرا إلى أنه تم إضافة وصف تاريخي مختصر لكل (باج).
وذكر أن أحد تصميمات (الباجات) الثلاثة المصنعة صورة ل(بيت ديكسون) وهو منزل الوكيل السياسي البريطاني السابق العقيد هارولد ديكسون وزوجته فيوليت (ام سعود) اللذان يعتبران جزءا من التاريخ المدون للكويت حيث تحول منزلهما الى متحف شهير في البلاد.
وبين أن التصميم الثاني يجسد صورة ل(بوابة الشامية) وهي أحدى البوابات الخمس لسور الكويت القديم فيما يجسد التصميم الثالث الفنان الكويتي الراحل عبدالحسين عبدالرضا أحد رموز المسرح والدراما الكويتية والخليجية والعربية.
وأضاف الحداد أن هذا العمل يهدف إلى المساهمة في استعراض جزء من الموروث الكويتي عبر رؤية مبتكرة مشيرا إلى وجود أنواع أخرى من الهدايا التذكارية كالملصقات والمصنوعات اليدوية والاعمال الفنية التي تصور المواقع التراثية الكويتية قيد الاعداد.