توقع محلل نفطي كويتي أن تحافظ أسعار النفط في الأسواق العالمية على مكاسبها التي حققتها في الأسابيع الأخيرة إذا استمرت منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) في أداء دورها وعدم ضخ كميات جديدة من النفط تفوق حاجة السوق.
وقال رئيس مركز الأفق للاستشارات الإدارية الدكتور خالد بودي اليوم الاربعاء، أن الأسعار ستحافظ على مستوياتها الحالية إذا ما استمرت الزيادة السنوية في الطلب العالمي على النفط وفقا للمعدلات الحالية.
وأشار الى ان هنالك عدة أسباب تقف وراء الارتفاع الأخير الذي حدث في أسعار النفط بشكل عام ومزيج برنت بشكل خاص ووصوله إلى مستوى 85 دولار للبرميل لافتا الى ان اول هذه الأسباب هو دعم منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) المستمر لأسعار النفط منذ أن قامت بتخفيض الإنتاج بحوالي 2ر1 مليون برميل يوميا في نوفمبر 2016.
وحول سعر برميل النفط الخام الكويتي أشار بودي إلى أن الأسعار ارتفعت بشكل جيد في الفترة الأخيرة ووصل سعر برميل النفط إلى 80 دولار للبرميل موضحا أن هذا السعر لم يصل له برميل النفط الكويتي منذ سبتمبر 2014.
وبين ان دعم (أوبك) للأسعار كان مستمرا بعدها وبرز في آخر اجتماع عقدته لجنة المراقبة المنبثقة عن المنظمة في الجزائر في أواخر شهر سبتمبر الماضي حيث استمر هذا الدعم بالاتفاق على عدم تغيير مستويات الإنتاج الحالية.
وأضاف بودي، وحيث أن أعضاء منظمة أوبك ينتجون حوالي ثلث استهلاك العالم من النفط يوميا ويسيطرون على حوالي 60 في المئة من تجارة النفط عبر البحار فإن كمية إنتاج النفط من دول أوبك لها تأثير رئيسي على أسعار النفط.
أما السبب الثاني في ارتفاع الأسعار فهو العقوبات الاقتصادية على إيران والمتوقع تفعيلها في شهر نوفمبر المقبل حيث ان الأسواق تترقب نقصا في معروض النفط بسبب العقوبات وهو ما يؤدي إلى زيادة الطلب خوفا من ارتفاع الأسعار بدرجة أكبر مستقبلا.
وقال بودي أنه وبالإضافة إلى ما تقدم من أسباب وراء ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية يضاف سبب ثالث وراء هذا الارتفاع وهو تعثر عمليات إنتاج النفط وانخفاض إمدادات السوق من عدة دول تراجع انتاجها ومنها فنزويلا التي انخفض انتاجها بنسبة تبلغ حوالي 40 في المئة وكذلك تراجع الإنتاج بنسبة تبلغ حوالي 50 في المئة من الإنتاج في لببيا وذلك طبعا بسبب الأوضاع المضطربة هناك.
وأشار الى وجود سبب رابع هام جدا وراء ارتفاع أسعار النفط في الفترة الأخيرة وهو الارتفاع في الطلب على النفط بحوالي 4ر1 مليون برميل سنويا خلال العشر سنوات الأخيرة موضحا ان الطلب اليومي على النفط ارتفع من حوالي 85 مليون برميل يوميا في عام 2008 إلى حوالي 99 مليون برميل يوميا في عام 2018 مع وجود توازن بين العرض والطلب وهو ما يساهم في دعم الأسعار.
وحول وجود أسباب أخرى أدت الى ارتفاع الأسعار في الفترة الاخيرة افاد بودي بان هناك سبب خامس يساهم في ارتفاع أسعار النفط وهو عمليات المضاربة على النفط الخام والتي تنشط كلما ارتفعت أسعار النفط وتساهم في المزيد من الارتفاع في الأسعار.