أكد سفير مصر لدى الكويت طارق القونى على قوة العلاقات المصرية الكويتية وما شهدته من تطور ونمو على مدار أكثر من مائة عام وصل إلى حد امتزاج الدماء والتضحيات في مواجهة الأزمات والصعاب سواء في حربي الاستنزاف والسادس من أكتوبر أو حرب تحرير الكويت، مشيراً في كلمته بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد إلى ما مثلته تلك الذكرى من ملحمة شاركت فيها الدول العربية بالرجال والعتاد والمال والنفط واكتملت أركانها بالتضامن العربي على أرض المعركة، مستذكراً تضحيات وشهداء دولة الكويت الأبرار الذين قضوا نحبهم دفاعاً عن الأمن القومي العربي.
وأشار القوني في كلمته “نحتفل اليوم بذكرى عزيزة على قلوبنا جميعاً، يوم فخر مصري وعربي عادت فيه العزة والرفعة لنا جميعاً، إنه يوم السادس من أكتوبر حين تجسدت وحدة الأمة العربية قادة وشعوباً لاستعادة الأراضي العربية في مشهد من التضامن والتكاتف والدفاع العربي المشترك وفي ظل تحديات داخلية سياسية وقتصادية وظروف إقليمية ودولية صعبة، وليتحقق انتصاراً سيظل يدرس في التاريخ العسكري كتجربة فريدة في التخطيط والتدريب والخداع الاستراتيجي في التنفيذ.
كما أكد السفير المصري أن ذكرى السادس من أكتوبر ستخلد كأحد أعظم حروب العصر الحديث حيث تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس واجتياز خط بارليف وعبور الضفة الشرقية من القناة خلال الساعات الست الأولي من الحرب، ولتمهد تلك الساعات لإنتصار أعاد كامل تراب الأرض المصرية بالتوقيع على إتفاقية السلام، ولتؤكد أن لمصر جيشاً كان ولا يزال الدرع الواقي والحارس الأمين لأرضها وشعبها في السلم والحرب.
أضاف “القوني” أنه بحلول تلك الذكرى ومع مرور السنوات لابد لنا وأن نستلهم العبر والدروس من تلك المعركة المجيدة، وأن تمثل لنا وللأجيال القادمة منارة في مواجهة التحديات، مشيراً إلى ما تضمنته كلمة الرئيس الراحل “أنور السادات” أمام مجلس الشعب المصري في السادس عشر من أكتوبر عام 1973 (لست أظنكم تتوقعون مني أن أقف أمامكم لكي نتفاخر معا ونتباهي بما حققناه في أحد عشر يوما من أهم وأخطر بل وأعظم وأمجد أيام تاريخنا، وربما جاء يوم نجلس فيه معا لكي نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله).
ونوه السيد السفير إلى أن انتصار أكتوبر لا يمثل مجرد انتصاراً عسكرياً في معركة لاسترداد الأرض فحسب، بل تعدى ذلك إلى كونه انتصاراً على اليأس والإحباط من أجل استرداد الكرامة، وبدء مسيرة التنمية والعبور للمستقبل، وذلك بعد المرحلة الصعبة التي تعرضت لها مصر بعد حرب 1967، مؤكداً على قدرة الشعب المصري على تجاوز الصعاب إذا ما تحلي بالعزيمة لتحقيق تطلعاته الطموحة وتسلح بمتطلبات كل مرحلة من علم وعمل وانضباط وإصرار على تحقيق الآمال، مع أهمية استدعاء دلالات نصر أكتوبر لتحقيق مزيد من الانجازات على صعيد البناء وتنمية الإنسان والوطن.
وفي هذا المقام، أكد السفير “القوني” على ضرورة أن نستذكر مشاركة دولة الكويت وشعبها الشقيق في حرب الاستنزاف والسادس من أكتوبر التي شارك فيها الجيش الكويتي بلواء “اليرموك” وقدم شهداء أبرار مجسداً بذلك أسمى عرى الروابط الأخوية والعلاقات الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وبشكل يعكس عمق العلاقات المصرية الكويتية.