حصلت شبكة (abc) الأمريكية على صور وتسجيلات فيديو تكشف جانباً من الجرائم المروعة التي ترتكبها قوات نظامية عراقية في المناطق التي تقوم بالقتال فيها ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وهي جرائم قالت الشبكة التلفزيونية إنها “جرائم حرب ومجازر ضد المدنيين”.
وحصلت “إيه بي سي” على صور وتسجيلات فيديو تكشف تورط جنود عراقيين يقومون بانتهاكات واسعة بما فيها أعمال قتل وتنكيل وتعذيب، فيما يظهر من الصور أن الجنود العراقيين يرتدون الزي الرسمي، وهو ما يعني أن الجرائم التي يتم ارتكابها في تكريت والعديد من المناطق السنية لا يقتصر تنفيذها على ميليشيا الحشد الشعبي وإنما تمتد المسؤولية عنها الى الجيش العراقي النظامي الذي تلقى تدريبات من القوات الأمريكية في أعقاب الاطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين في العام 2003.
وبثت القناة فيديو مرعب أظهر طفلاً عراقياً قامت القوات النظامية باعتقاله للاشتباه بكونه ينتمي الى تنظيم الدولة الاسلامية، حيث يحتشد الجنود من حوله ويقومون باعدامه ميدانياً وهو مكبل الأيدي في جريمة حرب مكتملة الأركان وواضحة المعالم.
وتمكنت شبكة “إيه بي سي” من التأكد من هوية الجنود القتلة الذين نفذوا الاعدام الميداني بدم بارد بحق الطفل، حيث كانت شارات “القوات العراقية الخاصة” ظاهرة على أكتافهم ومثبتة على ملابسهم العسكرية الرسمية.
وتقول القناة التلفزيونية في تقريرها إن السلطات الأمريكية والعراقية بدأت تحقيقاً مشتركاً في عشرات الصور والفيديوهات التي تتضمن انتهاكات للتحقق مما إذا كانت هذه الجرائم قد تم ارتكابها من قبل قوات الجيش العراقي.
كما بثت “إيه بي سي” فيديو آخر يظهر مواطنين عراقيين من إحدى القرى وقد تم إلقاء القبض عليهم من قبل قوات عراقية، حيث يتم ضربهم وتعذيبهم بينما هم يؤكدون أنهم مجرد مواطنون قرويون لا علاقة لهم بتنظيم الدولة الاسلامية، ثم يقوم الجنود بسؤالهم: هل رأيتوهم هل رأيتوهم؟ وهو ما يعني أن الجنود اقتنعوا بأن هؤلاء المدنيين لا علاقة لهم بتنظيم الدولة، ورغم ذلك فما هي إلا دقائق ويقوم الجنود بإطلاق النار على المدنيين وقتلهم.
وأجرت الشبكة التلفزيونية الأمريكية مقابلة مع الجنرال في القوات الأمريكية الخاصة جيمس جافريلس، وهو الذي سبق أن شارك في عمليات تدريب الجيش العراقي، حيث يؤكد جافريلس أن هذه الصور والتسجيلات تتضمن “جرائم حرب”، مؤكداً أن ما شاهدناه “لا يمكن أن يكون سلوكاً مقبولاً”.
وقال جافريلس: “هذه الصور تؤكد أنه لا يوجد أي احترام لانسانية البشر أو لحياتهم”، مضيفاً: “هذا بالتأكيد فشل كبير للسياسة العسكرية في العراق”.