شنت طائرات مقاتلة غارة على القصر التي يقيم فيها ‘الرئيس’ اليمني عبد ربه منصور هادي في مدينة عدن الجنوبية.
وألقت إحدى الطائرات المهاجمة قنبلة أو أطلقت صاروخا على المجمع الرئاسي في منطقة المعاشيق بعدن.
ويمثل هذا التطور تصعيدا حادا في الأزمة اليمنية.
وقالت مصادر يمنية إنه جرى نقل هادي من قصر الرئاسة إلى مكان أكثر أمنا، بعد تقارير أشارت إلى أن مجمع القصر كان هدفا للغارة.
ويُعتقد بأن الطائرات المهاجمة قادمة من العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقالت تقارير إن الطائرات كانت تحاول قصف المجمع الرئاسي في عدن.
ويقول شهود عيان إنهم شاهدوا دخانا يتصاعد من المنطقة التي يقع فيها المجمع بينما كانت مدافع أرضية مضادة للطائرات تطلق نيرانها.
وقال مسؤول في القصر إن ‘الوضع تحت السيطرة، وليس هناك ما يدعو إلى القلق’.
ونقل عن أحد معاوني هادي قوله إن ‘ الرئيس’ نقل إلى مكان أكثر أمنا.
ورغم أن هوية الطائرات المغيرة لم تتأكد بعد، فإن سكانا في صنعاء قالوا إنهم شاهدوا حركة غير عادية لطائرات عسكرية في سماء صنعاء.
وجاءت الغارة الجوية بعد ساعات من صد القوات الموالية لهادي هجوما على المطار الدولي شنته قوات موالية للحوثيين وللرئيس السابق.
مطار عدن
وأفادت مصادر عسكرية يمنية لبي بي سي بتعرض برج المراقبة في مطار عدن الدولي لقصف عنيف شنته قوات الأمن الخاصة.
وذكر مسؤولون أمنيون مقربون من ‘الرئيس’ هادي أن الاشتباكات اندلعت عندما تحركت وحدة من قوات الأمن الخاصة معززة بثلاث مدرعات للسيطرة على مطار عدن الدولي الذي يقع جوار معسكر قوات الأمن الخاصة، ما دفع قوات موالية لهادي تساندها اللجان الشعبية الجنوبية إلى محاولة إيقافها والاشتباك معها.
واستخدمت في الاشتباكات الأسلحة الخفيفة والرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية، بحسب مصدر عسكري.
وتسببت الاشتباكات بحسب تأكيد مصدر في مطار عدن الدولي لبي بي سي بتوقف حركة الطيران من جراء الأضرار التي لحقت ببرج المراقبة.
كما تحدث المصدر عن تضرر بعض الطائرات المتوقفة في مدرج المطار وأكد سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين في تلك الاشتباكات.
وقالت وكالة الأسوشييتد برس إن 6 أشخاص على الأقل قتلوا في محيط القاعدة الجوية ومطار عدن.
ويبدو أن الهجوم على القصر الرئاسي في عدن الخميس والقتال على الأرض جزء من الصراع على السلطة بين هادي والحوثيين الذين يُعتقد أنهم متحالفون مع الرئيس السابق، علي عبد الله صالح.
طاولة المفاوضات
وحض الحوثيون في بيان صادر عن اللجنة الأمنية العليا على إنهاء القتال في عدن، قائلين إن الطرفين ‘ملزمان بحفظ السلام والعودة إلى طاولة المفاوضات’.
ومن جهة أخرى، قالت مصادر في تحالف قبائل البيضاء وشهود لبي بي سي إن حملة عسكرية كبيرة أعدها الحوثيون وبمشاركة قوات من الحرس الجمهوري توجهت نحو محافظة مأرب عبر مديريتي السوادية وردمان.
وقدرت تلك المصادر قوام الحملة العسكرية بتسعين طقما عسكريا بمسلحيها والعشرات من الدبابات والمدرعات.
فيما أعلنت قبائل مأرب حالة الاستنفار وبدأت بحشد مسلحيها في منطقة ‘مَهْلِية’ وهي أقرب منطقة إلى محافظة البيضاء استعدادا لصد أي هجوم محتمل للحوثيين على مناطق محافظة مأرب.
وقال الزعيم القبلي حمد بن وهيط في تصريح خاص لبي بي سي إن قبائل محافظة مأرب ‘استعدت بآلاف المسلحين والعتاد الحربي لصد أي هجوم للحوثيين على محافظة مأرب’.
وأعلنت قيادات في الحركة الحوثية أن مسلحي الحركة سيتوجهون الى معاقل تنظيم القاعدة لمطاردتهم وذلك بعد يوم واحد فقط على اغتيال القيادي في الحركة الحوثية الصحفي عبد الكريم الخيواني في صنعاء الذي أعلنت ما تعرف بجماعة أنصار الشريعة مسؤوليتها عن مقتله.