أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني أن أي رؤية مستقبلية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا يجب أن تكون نابعة من واقع التحديات التي تواجهها.
وقال الزياني في كلمة ألقاها أمس في المؤتمر السنوي ال27 لصناع السياسة الأمريكيين والعرب الذي ينظمه المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية – العربية بالعاصمة الأمريكية واشنطن ان التحديات الجيوسياسية في المنطقة “معروفة جيدا ومعقدة على نحو استثنائي”.
وسلط الزياني في هذا الاطار الضوء على مستجدات الأوضاع في اليمن وسوريا والقضايا المرتبطة بما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) “والتطرف الديني والإرهاب” إضافة الى “تأثير إيران الخبيث على المنطقة”.
كما تطرق الزياني في كلمته الى الملايين من اللاجئين والنازحين في المنطقة والشعب الفلسطيني “الساعي إلى تحقيق حقه الشرعي في دولة وطنية مستقلة”.
وأشار إلى أنه “في الوقت الذي يمكن اعتبار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي أصل التحديات العديدة التي تواجه المنطقة فإن سلوك إيران هو الذي يربطها جميعا ببعضها حاليا”.
وأوضح ان “ما نراه في طهران هو نظام عازم على تصدير علامته الخاصة من نظام حكم ديني طائفي والقيام بذلك عبر جهود منهجية لتقويض دول الجوار”.
وأضاف انه “لدينا عبر الشرق الأوسط مجموعات تعمل بالوكالة عن ايران في نشر الكراهية والانقسام والعنف وتعمل مع حلفائها في الخارج لدى محاولاتها تقويض دول المنطقة”.
وألقى الزياني في هذا السياق الضوء على الوضع في اليمن قائلا إنه لا شك أن “الميليشيات الحوثية في تحالف وثيق مع إيران ووكلائها مثل حزب الله وتتلقى مساعدات وثيقة منها”.
وتابع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي “نعرف حقيقة أن مئات الصواريخ التي أمطر الحوثيون بها المدنيين اليمنيين والمدن والمنشآت في المملكة العربية السعودية مطورة ومصنعة في إيران ويتم تشغيلها من قبل حزب الله.. لذلك لا يوجد خيار سوى الدفع بقوة ضد جهود إيران في اليمن”.
وشدد على ضرورة توفير “الدعم الكامل لجهود الأمم المتحدة لضمان العودة إلى عملية سياسية توفر بلدا مستقرا وآمنا وسلميا من أجل الشعب اليمني والمنطقة الاوسع نطاقا”.
وأضاف انه في الوقت نفسه “هناك حاجة للوقوف ضد التهديدات الإيرانية في المنطقة رغم أننا نعلم أن ذلك سيؤدي إلى رد فعل شديد من جانب وكلاء طهران سواء من الناحية المادية أو من خلال دعاية لا هوادة فيها”.
ورد الزياني على تساؤل بشأن كيفية توجيه المنطقة بعيدا عن الصراع والاضطراب الحالي إلى مستقبل من الأمن والازدهار بالقول ان الإجابة تكمن في مبدأ الاعتماد المتبادل “وهو مفهوم طويل الأجل سيسمح لنا بالتحرك من مكافحة الحرائق إلى التحصين منها وهو ما يعطي أولوية للتعاون على حساب النزاع”.
وأشار إلى أنه في رأيه سيتم احراز تقدم فقط إذا أجرى الجميع “تقييما واقعيا للأمر الواقع على الأرض حاليا”.
وشدد على أن تحقيق الهدف المتمثل في إقامة منطقة سلمية ومتعاونة وتعتمد على بعضها “سيكون تحديا كبيرا” لا سيما من خلال الواقع الحالي مشيرا الى ان ذلك “سيشمل عملا سياسيا وشجاعة وحلا وسطا ومرونة.. وفوق كل ذلك الرؤية”.
واعرب الزياني عن قناعته التامة بأنه “إذا كنا نرغب في الانتقال من دائرة العنف المحصورين فيها فانه يجب علينا ان نتجاوز المدى القصير وان ننظر الى أفق جديد أوسع” مضيفا انه “إذا كنا نريد حقا أن نجدد منطقتنا فانه يجب علينا التفكير قدما وأن نفكر على المدى الطويل وفي أفكار كبيرة”.