«كونا»: تحتفل سلطنة عمان يوم غد الاحد بالذكرى ال48 للعيد الوطني وسط انجازات على كافة الاصعدة المحلية والاقليمية والدولية.
وتأتي هذه الاحتفالات بهذا اليوم الوطني فيما تمضي السلطنة قدما في ظل دولة عصرية يشهد العالم باسهاماتها الحضارية والفكرية وحضورها الفاعل في المحافل الاقليمية والدولية بقيادة السلطان قابوس بن سعيد.
وتشهد الانجازات التنموية المحققة على الصعيد الداخلي حجم الجهود الحكومية والتي كان ولايزال غايتها الإنسان والمجتمع العماني.
وحملت ذكرى يوم ال18 من نوفمبر من كل عام والتي يحتفي بها العمانيون في ثناياها مسيرة استعادة مكانة عمان العريقة التي عرفت بها منذ القدم حيث أرست قيادتها دعائم الوحدة الوطنية باعتبارها ركيزة راسخة تنطلق منها وترتكز عليها جهود التنمية المستدامة في شتى المجالات.
وقد حققت السلطنة طوال العقود الأخيرة الماضية إنجازات كبيرة في مجالات الصحة والتعليم والخدمات الأساسية والبنية الأساسية دفعت المستويات المعيشية للمواطنين إلى درجات عالية في حين تتحقق تلك الانجازات من خلال السياسات القطاعية لكافة الوحدات الحكومية من خلال الاستخدام الأمثل للموارد والمخصصات.
ويعكس حجم الإنفاق في موازنة السلطنة للعام الجاري 2018 الاهتمام بالانسان العماني اذ بلغت 5ر32 مليار دولار بزيادة قدرها 8ر6 بالمئة عن ميزانية العام الماضي.
كما ان سلطنة عمان تسعى في خططها التنموية الى خفض الاعتماد على النفط بنسبة 22 بالمئة من الناتج المحلي بحلول 2020 من خلال استثمار 106 مليارات دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة اذ يبلغ الاعتماد الحالي على النفط 44 بالمئة.
ولعل مشروع «الدقم» المشترك بين سلطنة عمان والكويت والذي تم وضع حجر الاساس له في ابريل الماضي وبقيمة تبلغ 5ر8 مليار دولار يعد أحد أكبر المشاريع الواعدة في المنطقة والذي يحول دون اعتماد الدولة على النفط وينعش اقتصادها.
وعلى الصعيد التنموي تنطلق مسيرة التنمية العمانية الحديثة بخطى واثقة لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار للمواطن العماني وتحسين مستويات المعيشة له بشكل دائم ومتواصل.
وبينما تم افتتاح مطار مسقط الدولي الجديد في ال11 من الشهر الجاري وافتتاح مطار الدقم للتشغيل التجاري في 17 سبتمبر الماضي فإنه يتم الإعداد لتدشين عدة مشروعات اخرى منها مشروع مصفاة النفط والصناعات البتروكيماوية ومشروع المدينة الصينية باستثماراته الكبيرة ومشروع المدينة الذكية التي تم الاتفاق بشأنها مع كوريا الجنوبية في شهر يوليو الماضي.
وفي حين تواصل الحكومة العمل على خفض الإنفاق العام وزيادة الموارد والعائدات وتخفيض نسبة العجز في الميزانية العامة لعام 2019 مع زيادة الاستثمارات الأجنبية وتنشيط قطاع السياحة فان سلطنة عمان تحرص في الوقت ذاته على تطوير الخدمات الصحية والتعليمية والرعاية الاجتماعية للمواطن العماني وبما يتجاوب مع التطور الاقتصادي والاجتماعي المتواصل الذي تشهده السلطنة.
ووجه سفير الكويت لدى سلطنة عمان سليمان الحربي بهذه المناسبة اليوم السبت التهنئة للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والشعب العماني.
وقال الحربي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان «السلطنة تحتفل في عيدها الوطني ال48 بالمنجزات العديدة والكبيرة التي حققتها في كل المجالات والتي قادها صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بكل اقتدار وحكمة وعزيمة وارادة جعلت من عمان دولة عصرية في شتى المجالات».
واضاف ان العلاقات الكويتية – العمانية الموغلة في القدم تسير بخطوات ثابتة وداعمة في اطار منظومتها الاقليمية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث تحرص القيادتان الحكيمتان على دفعهما الى فضاءات تكاملية.
وشدد على ان العلاقات بين البلدين أصبحت نموذجا يحتذى به في العلاقات الدولية التي تعمقت بدعم ورعاية من حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأخيه جلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظهما الله ورعاهما.
واكد حرص الكويت وعمان على تحقيق هذه الرغبة للقيادتين من خلال تفعيل التعاون في مختلف المجالات والتقارب بما يخدم المصلحة الدائمة بينهما.
وذكر ان التعاون الاستثماري المشترك بين سلطنة عمان والكويت والمتمثل بمشروع «الدقم» ما هو الا رافد مهم في ترسيخ تلك العلاقة التاريخية العميقة بين البلدين الشقيقين لنقلها الى مجالات رحبة من التعاون المشترك.
وتابع ان «المشروع الاستثماري بمنطقة الدقم الذي يشمل بناء مصفاة وخطوط نقل بترول بالإضافة إلى مجمع بتروكيماويات يعد استثمارا كبيرا وضخما في المنطقة».
واشار الى انعقاد الملتقى التجاري الكويتي العماني في أكتوبر الماضي بين غرفتي تجارة وصناعة البلدين والذي يعكس حرص قيادتي البلدين على ضرورة دفع التكامل الاقتصادي والتجاري بقطاعيه الحكومي والخاص لتحريك الدورة الاقتصادية وتسريع عجلة التعاون والتنسيق وصولا إلى رفع معدلات التبادل التجاري العام.
ولفت الى ان فرص التعاون والشراكة بين البلدين كانت وستبقى مفتوحة ومحل حرص واهتمام وترحاب بالغين حيث إن التنسيق الثنائي بين البلدين قائم من خلال اللجان المشتركة التي تعقد بين البلدين على جميع مستوياتها إضافة إلى الزيارات الثنائية المشتركة في كل من القطاعين العام والخاص.
واشار الى ان سلطنة عمان والكويت تسعيان دائما الى رأب الصدع الذي تتعرض له المنطقة من حين الى اخر بالحوار الهادئ وايجاد السبل الكفيلة كي يسود الامن والامان بالمنطقة باعتبارها «القلب النابض للعالم».
وعبر الحربي عن ثقته بان الشعب العماني وما عرف عنه عبر التاريخ بانه شعب لا «يهاب الصعاب» سيمكنه من تحقيق اهدافه التي تنصب في مجملها على رفعة شأن بلده في كافة الاصعدة حيث تشهد له المحافل الدولية المختلفة بذلك.