أصدرت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (اوابك) دراسة حديثة حول التطورات الراهنة في قطاع النفط والغاز الطبيعي تبين فيها ان ما يقارب 30 في المئة من اكتشافات النفط والغاز العالمية خلال السنوات الخمس الماضية تحققت في دول جنوب الصحراء في القارة الافريقية.
وأكد الأمين العام لـ (اوابك) عباس النقي، اليوم الثلاثاء، ان القارة الأفريقية عموما والدول الأفريقية جنوب الصحراء تكتسب أهمية خاصة لما تمتلكه من إمكانيات محتملة لتطوير قطاع الطاقة فيها.
وأفاد بان الاكتشافات الأخيرة تعكس الاقبال العالمي المتزايد على موارد تلك المنطقة “وقد بدأت دول شرق أفريقيا الواقعة ضمن جنوب الصحراء في وضع تشريعات خاصة بالصناعات الهيدروكربونية في محاولة لجذب الاستثمارات الأجنبية خاصة انها تتمتع بميزة نسبية وهي قربها من الأسواق الأسيوية”.
وأوضح ان الدراسة تهدف الى استعراض وتحليل صناعة النفط الخام والغاز الطبيعي في الدول الأفريقية والمؤشرات المرتبطة بها والتي تتمثل في الاحتياطيات والإنتاج والاستهلاك والتجارة كما تتناول الاَفاق المستقبلية لصناعة النفط الخام والغاز الطبيعي في الدول الأفريقية وتستعرض الانعكاسات المحتملة على أسواق الطاقة العالمية وعلى الدول الأعضاء في منظمة اوابك.
وأشار الى ان الدراسة تتضمن ثمانية أجزاء رئيسية تبدأ بالتعرف على تطورات الأوضاع الاقتصادية في الدول الأفريقية من خلال متابعة التطورات التي حصلت في كل من الناتج المحلي الإجمالي والسكان خلال الفترة 1980-2016.
وأفاد بأن الدراسة تلقي الضوء على تطور قطاع النفط والغاز الطبيعي خلال الفترة ذاتها وذلك بمتابعة التطورات في الاحتياطيات وجهود الاستكشاف والإنتاج وصناعة تكرير النفط من حيث طاقات المصافي وإنتاجها بالإضافة الى متابعة تطورات استهلاك الطاقة بمصادرها المتاحة.
وبين ان الدراسة تحاول تقديم صورة شاملة عن التجارة النفطية للدول الأفريقية خلال الفترة 2000-2016 وتستعرض التطورات المتوقعة في إمدادات الطاقة والطلب عليها في الدول الأفريقية حتى عام 2040 وذلك حسب المصادر المتاحة بالإضافة إلى الطلب المتوقع على الطاقة حسب القطاعات الاقتصادية.
وأضاف النقي ان الدراسة تحاول ايضا التعرف على التطورات المستقبلية المحتملة في مجال الطاقة في الدول الأفريقية.
وأعرب عن أمل الأمانة العامة ل (اوابك) في أن تساهم هذه الدراسة بتقديم صورة واضحة عن التطورات الراهنة في قطاع النفط والغاز الطبيعي في الدول الأفريقية وانعكاساته على أسواق الطاقة العالمية بشكل عام وعلى الدول الأعضاء بشكل خاص وأن يجد فيها المختصون ما يسعون إليه من فائدة.
يذكر أن الدراسة بينت ان حجم الاحتياطيات المؤكدة من النفط الخام في القارة الأفريقية ككل تضاعف بما فيها الدول العربية من 4ر53 مليار برميل في نهاية عام 1980 إلى 128 مليار برميل في نهاية عام 2016 أي بمعدل 5ر2 في المئة سنويا خلال الفترة 1980-2016 في حين تراجعت حصة القارة الأفريقية في إجمالي الاحتياطيات العالمية من 8ر7 في المئة في عام 1980 إلى 5ر7 في المئة في عام 2016.
وأشارت الدراسة الى ان الاحتياطيات المؤكدة من الغاز الطبيعي في القارة الأفريقية ككل ارتفعت بمعدل 4ر2 في المئة سنويا خلال الفترة 1980-2016 حيث تضاعفت من 6 تريليون متر مكعب في نهاية عام 1980 إلى 3ر14 تريليون متر مكعب في نهاية عام 2016 “ومع ذلك فقد تراجعت حصة القارة الأفريقية في الاحتياطيات العالمية من الغاز الطبيعي من 4ر8 في المئة في عام 1980 إلى 6ر7 في المئة في عام 2016.
وقالت ان إجمالي استهلاك الطاقة شهد ارتفاعا في القارة الأفريقية بمعدل 1ر3 في المئة سنويا خلال الفترة 1980-2016 بالمقارنة مع المعدل العالمي البالغ 9ر1 في المئة وازداد استهلاك الطاقة في القارة الأفريقية من 9ر2 مليون برميل مكافئ نفط يوميا في عام 1980 إلى 8ر8 مليون في عام 2016 بذلك ارتفعت حصة القارة الأفريقية في إجمالي استهلاك الطاقة في العالم من 2ر2 في المئة إلى 3ر3 في المئة.