لحقت أضرار جسيمة بقوس النصر الذي يعتبر من أبرز الرموز الوطنية في فرنسا، وذلك بعد ما تعرّض عصر السبت لأعمال تخريب ونهب طالت الأثاث والأعمال الفنيّة كتمثال نابليون بونابارت وأجهزة الحاسوب، إضافة إلى جدرانه التي كتبت عليها شعارات بالطلاء.
وقال رئيس مركز الآثار الوطنية الفرنسية فيليب بيلافال، إن المعلم الأثري والسياحي والوطني حيث ضريح الجندي المجهول “تعرض لنهب منظّم شمل قاعات العرض وتماثيل والمتجر والمراحيض. هناك تمثال من الجصّ يعود تاريخه لثلاثينيات القرن الماضي ومعروض بقاعة (العليّة) تم تدميره بالكامل، لقد تم أيضاً قطع رأس التمثال النصفي الرخامي لنابليون (…)”.
وقالت تقارير أمس، إن كلفة الأضرار الجسيمة التي لحقت بقوس النصر -خلال أعمال العنف التي رافقت السبت مظاهرات “السترات الصفراء” بالعاصمة باريس- قد تصل إلى مليون يورو (1.36 مليون دولار).
وقال بيلافال لصحيفة لوفيغارو “أقدّر كلفة الأضرار بمئات آلاف اليوروهات بل حتى بمليون يورو”. وأضاف أنّ النصب “سيظلّ مغلقاً أمام الجمهور لعدة أيام”.
ونشر رئيس مركز الآثار على حسابه في موقع تويتر صوراً لأضرار قوس النصر. وقال لإذاعة “فرانس إنفو” إنّ موعد إعادة فتح النصب التذكاري أمام العامة لم يعرف بعد.
وأضاف “نحن عازمون على أن نفتح مجدداً في أقرب وقت ممكن. من المهمّ للغاية، نظراً لما حدث، أن نُظهر أنّ النصب التذكاري لا يزال مفتوحًا وأنّ كلّ الذين يريدون الذهاب إلى هناك بسلام -لتقاسم القيم التي يمثّلها هذا النصب- يمكنهم القيام بذلك”.
وتواصل قوات الأمن تحقيقاتها للعثور على المخربين الذين اقتحموا النصب التذكاري ونهبوه، بحسب المصدر نفسه.
وقال بيلافال إنّ المحقّقين “رفعوا عيّنات الحمض النووي منذ مساء السبت”.
وشهدت باريس السبت ثالث تحرك احتجاجي لحركة “السترات الصفراء” لكن المظاهرات شابتها أعمال عنف وفوضى “لم يسبق لهما مثيل من حيث الشدّة” بحسب ما قال رئيس شرطة العاصمة ميشيل ديلبويش.
وقد اعتقلت الشرطة 412 شخصاً، في حين بلغ عدد المشاركين بالاحتجاجات في عموم أنحاء البلاد 136 ألف شخص.