أعرب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الكويت لورانس سيلفرمان عن التقدير والامتنان للمشاعر الصادقة والعميقة للكويتيين تجاه الرئيس الأمريكي الراحل جورج بوش الأب لافتا إلى تلقيه العديد من رسائل التعازي والمقابلات الشخصية التي تتحدث عن وقائع حقيقية من أشخاص عايشوا الراحل.
وقال السفير سيلفرمان في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء إن الرئيس الراحل بوش الأب “لو نظر إلى ما وصلت إليه العلاقات الكويتية الأمريكية من مستويات لفرح لتطورها” مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية زادت زخما بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي.
واستذكر حديث الرئيس الراحل وتعبيره عن السعادة بتحرير الكويت وتركيزه على التعاطف الكبير من الشعب الأمريكي لما مر به الكويتيون مبينا أن الرئيس الراحل ركز على مسألتين مهمتين خلال تلك الفترة هما تحرير الكويت وإحلال السلام في المنطقة.
وأكد سيلفرمان ان الإدارة الأمريكية لم تكتف بما تحقق في تلك المرحلة لافتا إلى أن هناك عملا جادا لتطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين وأن الجانبين يعملان بجهود مشتركة لتحقيق الأمن والسلام الدوليين.
وقال إن الكويت والولايات المتحدة تعملان معا على قضايا مهمة تعنى بالأمن والاستقرار إضافة إلى الملف الانساني الذي تتميز به الكويت مؤكدا ان الكويت ومن خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي تقوم بدور كبير ومميز.
وأضاف أن العمل المشترك مع الكويت يشمل العديد من الملفات المهمة مثل الاستثمار والتبادل التجاري والتعليم والبحث العلمي موضحا أن البلدين ينظران إلى الحاضر ومستقبل العلاقات من خلال التركيز على الحوار الاستراتيجي والتبادل الاقتصادي وتنويع هذا المجال إضافة إلى مجالات التدريب والتعليم كما أن هناك جهودا حقيقية من الولايات المتحدة لدعم المبادرين في الكويت.
وذكر أن السفارة الأمريكية لدى الكويت تعمل مع وزارة الإعلام الكويتية ومكتبة الكويت الوطنية على تعزيز حماية الملكية الفكرية مما يدعم جهود وقدرة الشباب الكويتيين على الابتكار والإبداع.
وكشف سيلفرمان أن موضوع احتفالية اليوم الوطني الأمريكي المقبل “سيكون بعنوان (المبادرون والابتكار) وهو ما يتم التركيز عليه في عملنا حاليا”.
وأشار إلى لقاء سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن مع ممثلي الشركات الأمريكية ودعوة سموه لرجال الأعمال للمشاركة في المشاريع الاستثمارية في الكويت “وهو شيء مهم ومحل تقدير”.
وعن مشروع تطوير الجزر الشمالية ورؤية 2035 أفاد بأن الولايات المتحدة الأمريكية سعيدة في أن ترى مشاريع طموحة بهذا الحجم في الكويت.
وأكد أهمية تلك الخطوة لأنها ستكون سببا في تنويع مصادر الدخل الكويتي لافتا إلى أن إرتفاع اسعار النفط يجب ألا تقف أمام تنفيذ رؤية الكويت نحو تنويع مصادر الدخل.
وحول العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على ايران أخيرا قال سيلفرمان إن هذه الإجراءات التي اتخذتها بلاده تهدف إلى تشجيع الحكومة الإيرانية على “تغيير سلوكها المزعزع للاستقرار في المنطقة”.
وأضاف أن إيران لديها فرصة حاليا لإثبات حسن النية تجاه المنطقة وجيرانها “من خلال إيقافها دعم الحوثيين وعدم إمدادهم بالصواريخ البالستية التي تهدد بلدان المنطقة إضافة إلى إنجاح مباحثات السلام اليمنية “فكل ما نوده هو أن نرى إيران دولة طبيعية لا تهدد جيرانها” مؤكدا أن ما تقوم به الولايات المتحدة من إجراءات لا يستهدف الشعب الإيراني بل النظام وسياساته.
وعن زيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو المرتقبة إلى الكويت في يناير المقبل قال سيلفرمان إن “موقف الولايات المتحدة منذ بداية الأزمة هو ضرورة ايجاد حل لإنهاء الخلاف الخليجي ونحن مستمرون في الجهود نحو ذلك” مؤكدا أن وحدة الخليج ستسهم بشكل كبير في تطوير وتعزيز قدرة الخليج على مواجهة التحديات الأمنية ومحاربة الإرهاب.
ولفت إلى أنه سيتم خلال الزيارة مناقشة العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك عبر الحوار الاستراتيجي والتركيز على تعزيز التعاون في المجالات التي يتضمنها الحوار الاستراتيجي مثل الاقتصاد والتجارة والتعليم والجمارك.