قال علماء في ورقة بحثية إن الغطاء الجليدي في غرينلاند، وهي أكبر بؤرة جليدية في العالم، يذوب بوتيرة أسرع مما كان يعتقد من قبل وإن الاحتباس الحراري سيسرع بذوبان الجليد ويسهم في زيادة مناسيب البحار.
ويهدد ارتفاع منسوب مياه البحار المدن المنخفضة والجزر والصناعات في أنحاء العالم.
وتنظر الجزر المدارية المنخفضة، من المالديف إلى توفالو، للغطاء الجليدي الذي يبلغ سمكه ثلاثة آلاف متر في غرينلاند، بعين الحذر، إذ يحوي من الجليد ما يكفي لزيادة مناسيب البحار في العالم بنحو سبعة أمتار إذا ذاب كله على مدار قرون عدة.
وتتفاوت بصورة كبيرة التوقعات بمدى ارتفاع الزيادة وقرب حدوثها لأسباب من بينها أن العلماء لم يحددوا بعد إلى أي مدى يؤدي ارتفاع درجة حرارة المحيطات إلى ذوبان الأغطية الجليدية.
وتقول إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) إن من المعتقد أن ذوبان الجليد في غرينلاند، التي يوجد بها ثاني أكبر كتلة جليدية بعد القارة القطبية الجنوبية، سيضيف 0.8 ملليمتر من المياه إلى مناسب المحيطات العالمية سنويا، وهو ما يزيد على أي منطقة أخرى.
وفي الورقة التي نشرت بدورية (نيتشر)، حلل علماء من الولايات المتحدة وبلجيكا وهولندا الطبقات الذائبة في قلب الجليد بغرب غرينلاند لوضع سجل يمتد إلى 350 عاما.
وبينت الدراسة أن درجة ذوبان غطاء غرينلاند الجليدي “استثنائية” على مدار الثلاثمئة والخمسين عاما الأخيرة على الأقل وأن استمرار زيادة المتوسط العالمي لدرجات الحرارة سيسرع بالذوبان وسيسهم في زيادة مناسيب مياه البحار.
وبدأت وتيرة ذوبان الغطاء الجليدي في الزيادة بعد قليل من العقد الأول من القرن التاسع عشر. وكان نطاق ذوبان السطح أكثر اتساعا في 2012 من أي وقت في الثلاثمئة والخمسين عاما الماضية وكان الذوبان أكثر استمرارا وشدة في الفترة من 2004 و2013 من أي عشر سنوات أخرى مسجلة.
وقالت سارة داس المشاركة في إعداد التقرير والباحثة بمعهد وودز هول لعلوم المحيطات ومقره الولايات المتحدة في بيان “نشهد بالفعل مستويات لم يسبق لها مثيل من ذوبان الغطاء الجليدي وارتفاع منسوب المياه في غرينلاند أكثر من القرون القليلة الماضية (والألفية الماضية على الأرجح) في تأثير مباشر لارتفاع درجة حرارة الأرض منذ حقبة ما قبل الثورة الصناعية.