أهمس لصديقتي ، كفاكِ أن تسأليني عن ذبول جسمي ، إصفرار وجهي ، نحول خداي ، عيناي الساهرتين ، بالي المتعب المنشغل، يداي المرتجفتين ، شعري الأشعث المهمل ، عدم إنصات أذناي لكل شيء تسمعه ،عن كتاب اقرأه ، وعلاقاتي بمن أرتبط ومن يحظى بقربي واهتمامي !
لاتسأليني عن أقرب صديقة لقلبي ،لأنها ضاقت بأن تكون صديقتي،فكل النعم زائلة وأولها أنا !
كم يتمنى بعض البشر أن أكتب عنهم بطريقتي وبعفويتي من وحي إحساسي ،حتى أجعل يومهم يضج بالحياة وبأشياء، بعدما كان فارغا من أي شيء .
لأطفئ لهم حريق أيامهم الماضية ، وأضيء لهم ظلام أيامهم الآتية ، فتعود إليهم حياتهم وتشرق بهم من جديد .
فهم يعشقون عزلتهم التي يغرقون بها ، وانا اريد ان تتفتح وجهوههم من جديد لحياتهم لتشرق بها
كلٌ قابعٌ بكهفه غارقٌ بعزلته، منفصلٌ عن أشيائه المبعثرة، المفعمة بالحيوية ، رافضٌ الحياة بكل تفاصيل سطورها
هناك من ينتحر من أجل متاعب الحياة ،وهناك من يُفجر نفسه ،بسبب ضجيجها وذلك الزحام الذي يعيشه مع نفسه،
هناك من يتمنى أن اكتب عن صفرة الوجه المنهك من التعب،
فهناك تفاصيل لاندركها بالعين المجردة ، لذا أريد أن أكتب تفاصيل كُل شيء ولكن من هو الأجدر بكتابتي ووحي قلمي ورسم سطوري ؟
الكاتبة: فايزة خليل العنزي