أقرت روسيا بوجود نظام لصواريخ “كروز” دفع واشنطن للتهديد بالانسحاب من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى المبرمة عام 1987، لكن موسكو نفت أن ذلك يمثل انتهاكا للمعاهدة، حسبما ذكر مسؤولون أميركيون ودبلوماسيون في حلف شمال الأطلسي، الاثنين.
وقبل أسبوعين من انسحاب الولايات المتحدة المقرر من المعاهدة التي تبقي الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية خارج أوروبا، قال روبرت وود المبعوث الأميركي الخاص بنزع الأسلحة في جنيف، الاثنين، إنه لايزال هناك وقت أمام روسيا لتدمر هذا النظام “غير المشروع”.
لكن الدبلوماسي الروسي ألكسندر دينيكو قال لـ”رويترز”، عقب جلسة لمؤتمر نزع السلاح الذي ترعاه الأمم المتحدة بجنيف وتشارك فيه 65 دولة: “لن نرضخ لأي إنذارات مثل التخلص من نظام لا يقع في نطاق محظورات المعاهدة”.
وكانت روسيا نفت تطوير ما تصفها المخابرات الأميركية بنظام صواريخ كروز “إس إس سي 8″، و”9 إم 729”.
إلا أن دبلوماسيين بحلف شمال الأطلسي قالوا إن موسكو تقر الآن بوجوده، لكنها تشير إلى أن مداه يقع في النطاق الذي حددته معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، وهو 500 كيلومتر.
وقال وود إن نظام الصواريخ يمثل “تهديدا قويا ومباشرا لأوروبا وآسيا”، إذ يتراوح مداه بين 500 و1500 كيلومتر، وهو ما يخالف المعاهدة التي تستهدف منع شن هجمات في غضون مهلة قصيرة.
وأضاف وود: “لا بد أن تدمر روسيا وبشكل يمكن التحقق منه جميع صواريخ (إس إس سي 8) وقاذفاتها والمعدات المرتبطة بها كي تعود للالتزام بمعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى”.
وتابع المبعوث الأميركي: “تجد الولايات المتحدة للأسف وبشكل متزايد أنه لا يمكن الوثوق في روسيا فيما يتعلق بالوفاء بالتزاماتها الخاصة بالحد من التسلح، كما أن تصرفاتها القهرية والمؤذية في أنحاء العالم تزيد من التوتر”.
وكانت الولايات المتحدة قد رفضت الأسبوع الماضي عرضا من روسيا بإنقاذ معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التي تبقي الصواريخ النووية خارج أوروبا، قائلة إنه لا يمكن التحقق من الالتزام بها بصورة جيدة.